الأقباط متحدون | الدولة الدينية تصب فى مطلب الحماية الدولية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١١ | الجمعة ٥ اغسطس ٢٠١١ | ٢٩ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الدولة الدينية تصب فى مطلب الحماية الدولية

الجمعة ٥ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: صفوت سمعان يسى 

أن تسارع الأحداث السياسية على الساحة المصرية بشكل كبير يستدعى التروى فى تحليلها والتركيز فى التفكير لبحث النتائج التى سترتد علينا جميعا بالسلب إذا سكتنا ولكن إذا مارسنا حقوقنا بالكتابة والتظاهر والنزول للشارع وممارسة حقوقنا السياسية يمكن تخفيف مضارها بشكل كبير قد يصل للايجابية .
فالمشهد السياسى يتصدره انتهازيى الثورة وكذلك التيارات الدينية الريكادلية التى تمارس سطوة الترهيب إذا أقترب احد من اغتنام فرصتها فى الوثوب وليس الوصول للحكم وشتان الفرق بين الاثنين ، ففى أخر جمعة لم الشمل التى انتهت بفض الشمل تصدر التيار السالف الذكر المشهد بالحشد بكثافة من جميع المناطق والمحافظات ، ورفعت أعلام توضح الهوية و الانتماء الفعلى لهم بدون رياء ولا تقيه على غير عاداتهم ، فعلم مصر لم يحتويهم على الإطلاق ، ولكن التساؤل المطروح لماذا كانت مطالبهم هى تطبيق الشريعة ودينية الدولة وشعارهم أسلامية ، فهل المسلمين فى مصر مضطهدين مضيق الخناق عليهم ؟؟ أذن فلماذا الإحساس بعدم اكتمال ممارسة إسلامهم فهل هناك منع طقوس وشعائر الصلاة فى أى وقت، هل هناك شروط مراوغة لمنع بناء المساجد ومنع وضع الهلال على المآذن هل هناك منع من ممارسة فريضة الحج وهناك ما يمنعهم من فريضة الزكاة هل يوجد أى مانع من تطبيق قوانين أحوالهم الشخصية وما يمكنهم من الدعوة إلى الإسلام والأيمان به ...!!!

أنه أذن ليس التدين وإنما امتطاء الدين لتحقيق مأربهم السياسية للوصول للحكم ، فالثورة لا تعنيهم على الإطلاق ، فشباب الثورة دفعوا دمائهم ثمنا لحرية وديمقراطية وعدالة وإخاء... لتيار لا يهمه على الإطلاق تحقيق كل ذلك بقدر حصد مكاسبه السياسية لتحقيق حلمه بالوثوب للحكم ومن ثم القضاء على من أوصله الحكم وعلى مبادىء الثورة ، وما قاله متطرف على القنوات من أن الديمقراطية كفر وأنه يعيب على الأخوان استخدامها للفوز بالانتخابات هو خير دليل على تدنى فكرهم ووضع الدين فى مواجهه تصادمية مع أسس الديمقراطية ومع الوسطية الإسلامية ... ومع حلم شعب يأمل أن يعيش فى مصاف الدول المتقدمة وينعم من بالحرية ..ويأمل إلا يموت فى البحار غرقا بحثا عن عمل وعن حياة كريمة مثل سائر البشر فى الدول المتقدمة ، وشعب يأمل إلا يعامل كعبيد و جوارى فى دول الخليج بنظام الكفيل الذى حط من كرامة المصريين إلى ابعد الحدود، بعد أن تخلص من نظام جعل المصريين مهانين فى كل دول العالم.
ولكن ذلك المشهد لا يدفعنا للتقوقع كما كنا سالفا فالبكاء على اللبن المسكوب ليس سياسة ولا حكمة ، بل لا ترهبنا تهديداتهم ولا صيحات معاملتنا كذميين فعهد الذمية قد ولى ولن يعود مهما حلم الكارهين فنحن مصريين حتى النخاع ولن يكون هناك نظام يحكم مصر إلا إذا كان مدنيا يحوى كل الشعب المصرى ولا يعترف بهوية إلا الهوية المصرية أولا وأخيرا أما الأديان فهذا شأن شخصى لكل فرد.

ولكن إذا اعتقد التيار الريكادلى الذى يحوى الأخوان والسلفيين والجماعات والتنظيمات المتطرفة أنهم سوف ينفردوا بتنفيذ أجندتهم الخاصة بتغيير هوية مصر المدنية إلى الدينية وان يعامل الشعب حسب إيمانه وكفره وحسب عقيدته وان يقسم الناس إلى طوائف من المؤمنين وغير المؤمنين والى الذميين ، فهم بذلك يدقون أول مسمار فى نعش الدولة المصرية المعروفة منذ سبعة الآف سنة ، فلا الليبراليون ولا الأقباط سوف يسكتوا كما كان فى السابق عن امتهان حقوقهم وإذلالهم تحت مصطلحات دينية جار عليها الزمن أو استبدال حكم فردى ديكتاتورى بحكم طغيان دينى مستبد ، فمطلب الحماية الدولية ليس ببعيد و سوف يطالب به المنتهك حقوقهم نتيجة وضع قوانين تمييزية عنصرية ، كما أن محاولة أفغنة وطلبنة مصر سيجر مصر نحو صراع كبير بين قوى التخلف وقوى التقدم يؤدى إلى مزيد من انقسام المصريين والى مزيد من أعمال العنف المقترن باسم الدين وهو ما سيؤجج المشاعر الدينية ويزيدها اشتعالا مما يؤدى إلى تدخل الدول وتصبح مصر مستباحة لأنصار التيار المتشدد ينفذون أجندة السعودية بإفشال الثورة المصرية حتى لا تصل حدودهم بأى ثمن حتى لو انهارت الدولة المصرية (وراجعوا تاريخيا حملة إبراهيم باشا لتأديب شبه الجزيرة العربية) وستكون النتيجة هى زرع أول بذرة لانقسام مصر ..فمنذ عشرون سنة كانت هناك مطالب بتقسيم السودان بسبب تطبيق الشريعة على شعوب لا تؤمن بها فى مناطق معظمها وثنية ومسيحية والآن انقسمت السودان وجارى أيضا تقسيم الباقى فما كان من عشرين سنة فكرة أصبح واقعيا ومصر ليست بعيده عن ذلك حتى لو اختلفنا على واقعية الفكرة وجواز تطبيقها فى مصر..!!!
اختصار الكلام أن نشوء دولة دينية تحكم مصر هو ما سيؤدى إلى تقسيم مصر ولذلك اى مطالبة بتديين الدولة قلبا وقالبا بحجة أن يرضى الله عنها دون القيام بأى عمل أو مجهود وتحت خطابات دينية مدغدغة ومهدده لتواجد الآخرين هو ما سيدفع مصر لحافة أعمال العنف والصراع المؤدى إلى الجوع والفقر وبالتالي إلى الانفجار وكل فعل متشدد ينصب فى مطلب الحماية الدولية وينصب فى تدخل الدول فى الشأن المصرى ، فلا تلوموا المضروب الذى يستنجد ولكن لوموا الضارب المستبد ...!!

لذلك واجب على كل المصريين عدم السماح لتلك التيارات الملتحفة بالدين من الوثوب للحكم وذلك بالنزول جميعا للشارع كمصريين أولا وأخيرا وعدم الخوف من تنامى ذك التيار فكل يوم يمر يخسر أرضية كبيرة من جماهيره بسبب تطرف مطالبه وانتهازية مواقفه ، وعدم احترام اتفاقه مع شباب الثورة ، وكذلك عدم امتلاكه أى رؤية شاملة لحاضر مصر و مستقبلها غير المطالبة بتديين الدولة وجعلها كحائط صد لتطلع المصريين ومن ثم فقد زمن كبير من عمر المصريين القصير فى جدال وصراع لا مبرر منه .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :