الأقباط متحدون | السابق أصبح عبرة للاحق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٠ | السبت ٦ اغسطس ٢٠١١ | ٣٠ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

السابق أصبح عبرة للاحق

السبت ٦ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
لم أتخيل أن أعيش لليوم الذي أرى فيه رئيسًا عربيًا محبوسًا داخل قفص.. المنظر كان جديدًا بصورة غير معهودة، فها هو منْ كان يأمر فيُطاع، ويُلوح بيده فيدخل السرور في قلب البسطاء وغير البسطاء، منْ كان الحاكم بأمره، مانح الرزق وباسطه، منْ كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد.. ها هو يجلس داخل قفصه مريضًا مجعد الملامح، يحيط به ابناه يحاولان التماسك- أمام شعب جاحد من وجهة نظرهم طبعًا- ها هو ينتظر حكم المحكمة فيه.

نحن لا نشمت فيمن كان ملء السمع والبصر، ولكننا سعداء لأنه أخيرًا سُئل فرعون عما قدمت يداه. طبعًا عقابه لن يعيد لنا الثلاثين سنة التي ضيعناها من عمرنا معه، ولكنه سيضمن لنا ألا يكون الحاكم الجديد مثله، يتخيَّل نفسه "حاكم مخلل" أو أنه "مؤبد على شعبه"، بل أنه حاكم سيُحاكم إذا لوحت له نفسه الأمارة بالسوء أن يخون الشعب الذي أعطاه ثقته.

قلنا له: كفاية يا سيدي، فإن للسن أحكامه.. تخيَّلنا أن يترك الكرسي عندما مات حفيده بعد أن نمى إلي علمه أنه وعائلته تحت أنظار "عزرائيل"، وأنه ليس معصومًا من الموت.. هذا الرئيس الذي كان يسجن من يشكك في قدرته الصحية، اليوم يدعي المرض ويفضل الرقاد على سرير المرض. فقد عرف أنه رجل مُسن عجوز لا يحتمل مجرد الجلوس. اليوم فقط عرف أنه إنسان عادي، وترك عبرة مُجسدة لكل من يلحقه في حكم "مصر".. حكم "مصر" لم يعد غنيمة بل أصبح غريمة.. نعم هذا الشعب صبور ولكن احذر فالصبر له حدود.

اليوم يتمنى "مبارك" أن يكون حكم الموت قد سبق حكم الشعب. أرجو أن تكون رقدة السابق في محبسه خلف الأسوار رسالة تحذير لكل من يبحث عن السُلطة، فالسُلطة لم تعد حجابًا عازلًا للحاكم عن المسائلة القانونية، وكل عام ونحن جميعًا طيبون.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :