ديمقراطية أم ذمية أم إقصاء؟!!
بقلم: ظريف الأديب
دعني أنكل جرحًا غائرًا في جسد الوطن، لعلي أجد جراحًا ماهرًا يضمده. أرجو أن لا يغضب أحد من كلامي، فلا يمكن أن يلتئم الجرح دون ألم ودون جرَّاح يستخدم مشرطًا ويستأصل الورم.
للعلم، أكن كل الحب لجميع المصريين، مسلمين وأقباط، وأهنيء جميع المصريين بحلول شهر رمضان المبارك وصوم السيده العذراء.. وبعد، هل يشعر إخوة الوطن بما يشعر به إخوانهم المسيحيين؟ فدعني أنقل شعور بعض المسيحيين بما يحدث الآن في حركة تعيين محافطين جدد يوم الخميس 4/8/2011.. لم يعيَّن محافظ واحد مسيحي، وتم إقصاء محافظ "قنا" لأنه مسيحي. وأخيرًا تكلَّم أحد رجال الكنيسة دفاعًا عن الحرية والديمقراطية، وقال الأنبا "بسنتي": "القرار يضرب الوحدة الوطنية"..
ويقولون: من أين تأتي الوطنية، وهم يكرِّسون لثقافة الذمية، أي لا ولاية لغير المسلم على المسلم؟
وفي ميدان "التحرير" (جمعة لم الشمل، أم تفريق الشمل)، يقولون إسلامية إسلامية، وتم إقصاء محافظ "قنا" الذمي، وتم محاربة "نجيب ساويرس" الذمي، وتم محاربة "مجدي يعقوب" لأنه ذمي، وقال رئيس سابق لـ"مصر" عن أقباط "مصر"، إما أن يدخلوا الإسلام أو يصبحون ماسحي أحذية، وبعدها تم تصفيته جسديًا من أحبائه!!! وهنا يتسائل البعض، بعد قتله بثلاثين عامًا، هل يوجد ماسح أحذية مسيحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويقولون: لا يوجد رئيس جامعة مسيحي، ولا محافظ، ولا في الأمن الوطني- أمن الدولة سابقًا- ولا في المخابرات.. هل المسيحيون الذميون خائنون؟!! هل هم عملاء؟!! أول من رفع علم "مصر" على "سيناء" مسيحي، والمهندس الذي خطَّط لتدمير خط بارليف مسيحي، ويتم تزوير التاريخ المصري بأكمله، وإقصاء الحقبة القبطية، ولا يعلم أولادنا أن "مصر" في يوم من الأيام كانت كلها مسيحية وأن أجدادهم مسيحيين.. وعند بناء أو ترميم كنيسة تقوم الدنيا ولا تقعد، والقوانين تفرِّق بين المواطنين (الخط الهمايوني في بناء الكنائس).
وعلى مستوى التاريخ الحديث، الدكتور "مجدي يعقوب"- طبيب القلب الأول في العالم- لم يهرب بعلمه، بل عمل أكبر صرح لعلاج المصريين في "أسوان". و"نجيب ساويرس" لم يهرب بأمواله كما هرب الجميع، وظل بأمواله، وشركاته تخدم المصريين وتعمل على تشغيل الشباب وخلق فرص عمل لهم، ويتم محاربته لأنه أنشأ حزبًا سياسيًا، وهو رجل ناجح.. فكيف يكون ذمي ناجحًا؟
والمستشفيات المسيحية تعالج الجميع بكل حب، والمدارس المسيحية تعلِّم الجميع بكل حب. للعلم، هذه السياسة توصد جميع أبواب العمل الوطني والمشاركة السياسية.. أين يذهبون؟ وممن يطلبون؟ مع العلم أن العالم أصبح قرية صغيرة، ومسيحيو "مصر" يختلفون عن أي مسيحيين في العالم؛ لأن قيادة الكنيسة الأرثوذكسية في "مصر" ترأس حوالي مائه دولة مسيحية، يتألمون لألمهم ويحزنون لحزنهم. وعندما رفع بعض الإسلاميين علمًا غير علم "مصر" (علم السعودية)، مرت مرور الكرام، وعندما قال مرشد الإخوان "طز في مصر وأبو مصر" مرت مرور الكرام، من باب حبيبك يبلع لك الزلط!! فماذا كان سيحدث لو قال مسيحي "طز في مصر"؟، وماذا كان سيحدث لو رفع مسيحي علم "أمريكا" مثلًا أو علمًا غير علم "مصر"؟!!
إخوتي الأعزاء، أبناء وطني الأحباء.. العلاج في الدولة المدنية التي لا تفرِّق على أساس الدين.. العلاج أن نفعِّل المقولة الخالدة "الدين لله والوطن للجميع".. للعلم، لو عمل مسيحي في منصب قيادي لن يحابي مسيحيًا بل سيقسو عليه، وعن تجربة أتكلم..
وأخيرًا، أقول بعض من أشعاري معاتبًا من يقصي للدين:
أتريدني ماسح أحذية؟... أم إني أترك أوطاني؟!.. أبدًا لن أترك أوطاني... لن أترك روحي ووجداني.. سأخلد بلدي بأشعاري.. حتى لو قطعت أوتاري سأظل أخدم أوطاني... لو كنت في جنة أو ناري فأحب الكل بلا كلل... والكل حبابي وخلاني.. فأخي سني وأخي سلفي... وأخي مسيحي وإخواني..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :