أبرز رسائل السيسي للشباب في منتدى شرم الشيخ: ««لو عندنا يهود هنبني لهم معابد»
أخبار مصرية | المصرى اليوم
٣٢:
٠٨
م +02:00 EET
الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٨
وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، عدة رسائل لشباب مصر والعالم، خلال فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم 2018، الذي يُقام في مدينة السلام، شرم الشيخ، بمشاركة 5 آلاف شاب من 145 دولة، وبحضور عدد من الضيوف من رؤساء ووزراء وسُفراء، جاءوا من جميع أنحاء العالم.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، في جلسة «أجندة أفريقيا 2036»، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المقام في شرم الشيخ، إن: «عدم الأمل في غد أفضل، ربمّا يسيطر على تفكيرنا دون قصد، فأفريقيا لديها الموارد ولكنها في حاجة إلى جهد، وليس اليأس وقلة الأمل».
وأضاف السيسي أن أفريقيا في مرحلة تحتاج فيها للتكامل الإقليمي، وأنه لابد من وضع أولويات لمواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية».
وأشار السيسي إلى أن التحديات تواجه القارة بأكملها: «عن التحديات التي تواجه القارة أنا هتكلم عن مصر ولكن ليس به أي شكل من أشكال الاستعلاء على الدول الأفريقية».
ووجه السيسي حديثه لبعض الدول قائلا: «لا تستعلوا علينا بقدراتكم بل ساهموا معنا بقدراتكم».
وعن الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا عبر مصر، قال الرئيس: «استطعنا تحقيق قدر من الاستقرار منذ سبتمبر 2016، لم يسمح لأي قارب يخرج من مصر باتجاه أوروبا حفاظا على أرواح المواطنين.. إحنا لما بنعمل كدة، المُهاجرين بيقعدوا في مصر».
وتسائل الرئيس: «إحنا عندنا معسكرات للضيوف مش هقول لاجئين،لأ معندناش، بقول للوزير الألماني من فضلك أنزل ونوريك الشوارع جنسيات تعمل في مصر كأنها مصرية 100%، شوارع كاملة، إحنا بندفع تمن المنع، بس بنقول يبقوا موجودين في مصر ولا يكونوا عرضة للضياع في البحر، وإحنا يهمنا استقرار أوروبا».
«لو عندنا يهود هنبني لهم معابد»
وخلال جلسة «دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام»، بمنتدى شباب العالم، علّق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على حادث المنيا الإرهابى، مؤكدا على حرية العبادة فى مصر، إذ قال: «الدولة معنية فى بناء كنيسة فى كل مجتمع جديد حتى القديمة، لهم الحق فى العبادة كما يعبد الجميع، ولو إحنا عندنا ديانات أخرى سنبنى لهم دور عبادة، ولو عندنا يهود هنبني لهم معابد.. لأن ده حق المواطن فى عبادة ما يشاء، أو لا يعبد لأن ده موضوع منتدخلش فيه».
«الشعب عاش كل يوم في مرار للحفاظ على الدولة»
أكد السيسي أيضًا، اليوم الأحد، أن مسار الإصلاح في مصر مسؤولية وطنية، وهذا ما تم إثباته من خلال التجربة المصرية.
وخلال مداخلة في جلسة «ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول»، ضمن منتدى شباب العالم المقام حاليا بمدينة شرم الشيخ، قال إن تقدير الشعوب والرأي العام في الدول للأزمات في بلادهم تختلف وتتباين كثيرا قبل وبعد حدوث تلك الأزمات، مشيرا إلى تكلفة إنسانية ومالية وأخلاقية كبيرة دفعتها الدول التي مرت بأزمات وفوضى.
وأضاف السيسي أن الشعوب التي طالبت بالتغيير وتحركت بحسن نية بهدف الإصلاح المنشود في بلادهم، خسرت من جراء الفوضى أكثر مما كانت ستخسره إذا استمر الوضع في بلادهم دون تغيير، مشيرا إلى أنه يتحدث من واقع التجربة المصرية والأحداث فيها وفي المنطقة التي شهدها بنفسه.
وتابع الرئيس قائلا: «الشعب المصري عاش كل يوم في مرار ومعاناة من أجل الحفاظ على الدولة المصرية وعلى مصير 100 مليون مصري».
واستكمل الرئيس: «عندما فتحنا الباب للفوضي من دون قصد، نتج عنها كسر حاجز استخدام السلاح من جانب جماعات كانت موجودة وتعيش معنا في مصر، ولكن بمجرد أن أتيحت لها الفرصة، وفتح الباب أمامها أصبح لديها استعداد للقفز على السلطة حتى لو استخدمت السلاح».
وأكد السيسي أن قوة حشد الشباب أو الرأي العام لتغيير الأمر بالقوة، تخرج في الغالب عن السيطرة، مما ينشئ فراغا هائلا يؤدي إلى تدافع القوى المحلية والأجنبية والخارجية من أجل التدخل في شؤون الدولة، ومن ثم تتداعى مؤسساتها الواحدة تلو الأخرى، وتبدأ في الغالب بالمؤسسات الأمنية والقوات المسلحة ثم تأتي باقي المؤسسات بالتبعية.
«مصر كانت من الدول المرشحة للانتحار القومي»
وخلال جلسة «ما بعد الحروب والنزاعات» بمنتدى شباب العالم، قال السيسي «إننى لا أتناول مسألة النزاعات والحروب من منظور سياسي، ولكنني أتحدث معكم من واقع التجربة المصرية، والتي شهد بها الجميع»، مشيرًا إلى أن التكاليف المالية والأخلاقية والسياسية التي دفعتها الدول التي تشهد نزاعات أكبر بكثير من المتوقع، متابعا: «انظروا إلى صورة الدول التي تعاني نزاعات بشكل كلي، هل الطفل والطفلة داخل معسكر اللاجئين الذين لم يشاهدوا في حياتهم سوى الدمار هل سيصبحون أسوياء عندما يكبرون؟».
كما أكد الرئيس أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تجرى حاليًا في مصر تعد الأكبر على مدار تاريخها الحديث، مشددا خلال كلمته بجلسة «ما بعد الحروب والنزاعات»، أنه لولا استيعاب المصريين وحرصهم على وطنهم لما وصلنا لتلك النتيجة من الإصلاحات التي تمت، مشيرا إلى أنه يجب على الدول التي تريد النهوض الاقتصادي الحقيقي، الخروج بدستور حتى وإن كان به عوار، أفضل من البقاء بلا دستور، ومن ثم تنشب الخلافات فيما بينها.
وأوضح الرئيس أن صراع الإنسان مع نفسه من أجل رفضه للواقع المحيط به حفاظًا على استقرار وطنه، أهم من الصراعات مع غيره، متابعا أن الجهد الذي بذلته الدولة المصرية خلال الخمس سنوات السابقة لإعادة الاستقرار والسلام للدولة المصرية غير مسبوق، مشيرا إلى أن هناك فترة مرت على مصر كان كل ما يهمنا العودة للحالة التي كنا عليها قبل 25 يناير.
وقال الرئيس إن مصر أحبطت مخططات لدول خارجية حاولت التدخل في شؤون الدولة المصرية، مشيرا إلى أن التحرك غير المدروس الذي شهدته مصر خلال الأعوام السابقة، فتح أبواب الجحيم على بلادنا، محذرا، من محاولات التغيير بالقوة، قائلا: التغيير بالقوة يجعلنا نفتح أبواب الجحيم، مؤكدا أن مصر كانت من الدول المرشحة لـ«الانتحار القومي»، وأنه حذر كثيرا من هذا الأمر، مشددا على أن قوة حشد الشباب والرأي العام لتغيير المجتمعات بقوة قد يخرج عن السيطرة، ما ينشئ فراغا هائلا، مشيرا إلى أن الفراغ الذي قد ينشأ، يؤدي إلى تدافع القوى المحلية والخارجية من أجل التدخل في شؤون الدولة، ومن ثم سقوط المؤسسات.
وأوضح أن التحطم الاقتصادي للدول من أكبر المشاكل التي تواجهها، موجها حديثه للشباب قائلًا: «كلنا محتاجين نتعلم مقومات الحفاظ على الدول واستمرارها» .
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الجهد المبذول خلال الخمسة أعوام الماضية غير مسبوق، وأنه يسعى للوصول بالدولة إلى حالها قبل سنة 2011، مؤكدا أن الدولة حصلت على قدر كبير من الاستقرار الاقتصادي والأمني، مضيفا أن فتح باب الفوضى تسبب في كسر حاجز استخدام السلاح من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تقطن مصر منذ فترة، مضيفا أن الجماعات الإرهابية لديها استعداد للاستيلاء على السلطة باستخدام السلاح
وأوضح الرئيس، أن أقل التقديرات الإصلاحية المقدمة عن سوريا تصل إلى 300 مليار دولار وأقصى تقدير تريليون دولار، مؤكدا أن الحكومة لا تستطيع مواجهة ذلك التحدي الكبير، ولفت إلى أن الصراع الدائر في جميع أنحاء العالم يقوم على الصراع على السلطة والمال.
«البلاد التي ذهبَت لن تعود»
قال السيسي أيضًا إن الحفاظ على الدول ومقدراتها حق من حقوق الإنسان، وأن الشباب في منطقتنا وخارجها في كل أنحاء العالم بحاجة إلى تعلم مقومات الحفاظ على الدول واستمرارها.
وأضاف السيسي - خلال مداخلة في جلسة «ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول»، أن «هناك شباب من أوروبا من الممكن ألا يكون لديه تصور سليم للمشاكل الموجودة لدينا في المنطقة العربية وفي الدول الإفريقية، ويتساءلون لماذا يقتلون بعضهم؟ لماذا يهدمون بلادهم؟».
وتابع الرئيس: «أنا أتحدث عن تلك التجربة لشباب أتى من كل العالم ليسمع وينظر إلينا وليس لديه فرصة تدبر ما يحدث في بلادنا والمنطقة».
وأضاف الرئيس السيسي قائلا: «الحكاية أن شباب المنطقة حاولوا التغيير إلا أنهم لم يدركوا أن هذا التغيير سيأتي بفراغ ضخم وكبير، وأن هذا الفراغ لا يملأ إلا بالأشرار.. حتى ولو كان الحكام السابقين غير جيدين».
وأكد السيسي أن الصراع الموجود حاليا في العالم قائم على النفوذ والأموال والمصالح، مشيرا إلى تغير أدوات الصراع في العالم بعدما أصبحت الحروب المباشرة مكلفة جدا وتبعاتها خطيرة، فأصبحت الحروب تستهدف تدمير الدول بشكل مختلف.
وقال السيسي: «البلاد التي ذهبت لن تعود.. الوزيرة التي تحدثت من باكستان أهلا وسهلا بكي، نحن نتحدث عن دولة بجانبكم ظلت 50 عاما ولم تعد».. وتساءل قائلا: «كم مليون شخص قتل في أفغانستان وكم مليون شخص قتل في العراق وسوريا وليبيا والدول الأخرى، من سيدفع هذا الثمن؟».
وأوضح الرئيس السيسي أن إعادة الإعمار في سوريا يحتاج على أقل تقدير نحو 300 مليار دولار، إذ قال: «إذا كان أقل تقدير قيل بشأن إعادة إعمار سوريا نحو 300 مليار دولار.. وأقصى تقدير تريليون دولار.. هل هناك حكومة في سوريا مهما كانت قادمة من الأغلبية أو الأقلية تستطيع التعامل مع هذا التحدي؟».
وتابع قائلا: «هل هناك من يعطيك 300 مليار دولار لتصلح بلدك.. في الدول المتقدمة سيقولون أنا سأصلح بلدي وأبني بلدي وأبني لشبابي، لكن لكم أنتم لا.. أنتم الذين تخربون بلادكم.. أنا بقولكم الكلام دا والله لن تسمعوه من أحد أبدا في موقعي هذا».
وسلط الرئيس السيسي في حديثه أمام منتدى شباب العالم الضوء على الآثار المدمرة للنزاعات والفوضى التي مرت بها شعوب المنطقة، ومصير ملايين اللاجئين في المعسكرات والمخيمات ومدى تأثرهم بهذه الأحوال المعيشية الصعبة التي تلقي بظلالها على تكون شخصيات الأطفال في هذه المعسكرات، متسائلا عن القيم الأخلاقية والإنسانية التي ستكون موجودة في مجتمع عاش في معسكرات لاجئين لمدة 10 سنوات.
وانتقل الرئيس السيسي إلى الحديث عن بناء الدول بعد فترات الفوضى والنزاعات ومحاولات هدم مؤسساتها ومعاييرها الوطنية وقيمها الأخلاقية والإنسانية، محذرا من استمرار خلاف الأطراف الداخلية في الدول وتعطيل مسار بناء الدولة مرة أخرى وإعادة الإعمار.
الكلمات المتعلقة