لحى السلفيين واسوار الكنعانيين
بقلم: د. رأفت فهيم جندي
مثلما خرج الإسرائيليون القدامى من قبضة الفرعون بعد خروف الفصح، كذلك خرج الشعب المصرى من قبضة مبارك بعد ثورة ميدان التحرير. وكما لم تثمر الضربات التسعة الأولى مع فرعون مصر لتحرير الشعب القديم، ايضا لم تفلح كل التظاهرات السابقة لفك اسر المصريين.
ولقد ذهل المصريون وهم يرون مبارك واولاده ورجال دولته الذين اعتقدوا انهم غير قابلين للكسر فى غياهب السجون وتحت التحفظ، تماما مثلما انبهر الشعب القديم عندما ابصر فرعون مصر وجنوده ومركباته غرقى امام اعينم فى مياه البحر الأحمر.
ولقد انطلق شعب مصر لنسيم حرية الخلاص بعد إقصاء مبارك، مثلما انطلق من الأسر ايضا الشعب الإسرائيلى القديم بعد هلاك الفرعون، وكما رنم موسى وبنى إسرائيل للخلاص من الفرعون، غنى المصريون اناشيد الحرية والخلاص من مبارك فى ميدان التحرير.
بعدها اصاب الخوف الشعب القديم من عدم وجود ماء وطعام فى صحراء سينا، وتحسروا على قدور اللحم وأكل الكرات والبصل ايام العبودية، وايضا يتحسر الآن بعض المصريين على استتباب الأمن فى ايام مبارك متخوفين ايضا من ازمة انبوبة البوتجاز وغلو اسعار الخضار واللحوم.
وكما عبرت مخاوف الإسرائيليين القدماء عن عدم ايمانهم بيد الرب القوية التى اخرجتهم من عبودية الفرعون وقالوا لموسى "هَلْ لانَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ اخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا حَتَّى اخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ؟"، كذلك ايضا مخاوف المصريين الحاليين التى لا ترى يد الرب القوية التى اخرجتهم من عبودية نظام مبارك وآله وصحبه اجمعين.
وضل الإسرائيليون وسبكوا لأنفسهم عجلا ذهبيا وقالوا "هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ"، ومثلها ايضا ظن بعض المصريين أن الـ (سى اي ايه) اوغيرها هم من خططوا للخلاص من نظام مبارك.
ولقد ظهر فى مصر بعدها السلفيون وازدهر الأخوان المسلمين، مثلما خرج شعب "عماليق" وشعب "الأموريين" على الشعب القديم لمحاربتهم.
وكما الب "قورح" و"داثان" و"ابيرام" بعض من الشعب على موسى وهارون وسط اجواء حرية الشعب القديم قائلين لهما "كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟"، كذلك فعل البعض ضد الكنيسة وقداسة البابا ونيافة الأنبا بولا. وكما اخطأ موسى النبى وضرب الصخرة وايضا غضب وكسر فى غضبه لوحى الشريعة، كذلك غضب خدام الكنيسة واخطأوا فى التعدى بالضرب واطلاق كلب على متظاهرى الأقباط.
ولن تفلح خطب الشيخ القرضاوى والشيخ حسان لإضلال الشعب المصرى، تماما مثلما لم يفلح "بلعام" عندما استحضره "بالاق" ملك الأموريين لكى يلعن له الشعب القديم.
وعندما خاف كل شعب بنى اسرائيل من متاريس الكنعانيين، حرمهم الرب الأله من دخول ارض الميعاد خلا شخصين فقط كانا قويا الإيمان، ونحن لن ترهبنا جلاليب ولحى وقباقيب شعب السلفيين والإسلاميين مثلما لم ترهب اسوار ومتاريس شعب الكنعانيين "يشوع بن نون" و"كالب بن يفنه" من وسط كل الشعب القديم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :