الأقباط متحدون | المجلس العسكرى فى مصر يعيد صناعة أخطاء السادات!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣١ | السبت ٦ اغسطس ٢٠١١ | ٣٠ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجلس العسكرى فى مصر يعيد صناعة أخطاء السادات!!

السبت ٦ اغسطس ٢٠١١ - ٤٠: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد

يوم أعلن فى شهر فبراير الماضى عن استقالة - أو إقالة - الرئيس السابق مبارك عن الحكم قطع التلفزيون الإسترالى إرساله وقام بإذاعة الخبر وبث رسالة حية من قلب ميدان التحرير بالعاصمة المصرية .

وكان اكثر ما اشدنى فى رسالة التلفزيون الاسترالى هو لقاء مع فتاة مصرية فى عمر الزهور كانت تقول بفرح وسعادة كبيرة : انا فرحانة .سعيدة جدا ..اول مرة فى حياتى احس بطعم الحرية واشم رائحة الهواء ..انظر حواليك سترى الناس كلها فرحانة لاننا اصبحنا احرار ..احرار .احرار.

 

هذه الكلمات البسيطة التى قالتها الفتاة المصرية لمراسل التلفزيون الاسترالى يوم سقط الرئيس السابق من فوق عرشه لازالت تترد على مسامعى حتى هذه اللحظة ..لازالت كلماتها وضحكاتها تزلزل كيانى ومشاعرى .. لازالت تبكيى تارة من شدة فرحى بما حدث فى مصر من تغير لم يكن احدا يتوقعه وتارة اخرى لخيبة املى وامل ملايين المصريين لما حدث فى مصر بعد الثورة بايام قليلة بسبب النهج والسياسات التى يتبعها – ولايزل- المجلس العسكرى الحاكم برئاسة المشير محمد طنطاوى والتى تبدو لكثيرين من المصريين كما لو انها تهدف الى اعادة صناعة اخطاء الرئيس الراحل "السادات" من جديد !!

 

لقد تصورنا جميعا وبصفة خاصة الشباب الذين قاموا بالثورة ضد نظام الرئيس السابق مبارك ان عهدا جديدا من الحرية والديمقراطية والكرامة والعدل والمساواة والشفافية سوف يبدأ فورا ولكن لاسف كانت هذه التصورات فى غير محلها الصحيح حيث راينا المشير طنطاوى شخصيا يكلف المستشار الاخوانجى "طارق البشرى" برئاسة لجنة دستورية من عدة اعضاء كان من ضمنهم "صبحى صالح" قطب هام من اقطاب الاخوان . وكان الهدف الاساسى لهذه اللجنة الدستورية فتح الباب رسميا لاول مرة امام الاخوان وغيرهم لتأسيس احزاب سياسية والتواجد فى الشارع المصرى بصورة قانونية .

وبعد اللجنة الدستورية ومهزلة الاستفتاء على التعديلات الدستورية رأينا المجلس العسكرى يخرج من السجون المصرية جميع اعضاء الجهاد الاسلامى والسلفيين والاخوان من السجون المصرية وكان من بينهم رجل الاعمال الملياردير " عاطف الشاطر" الذى يعد الرجل الثانى فى الجماعة وسمح كذلك لجميع الجهاديين والاسلاميين الذين كانوا مطلوبين فى قضايا امن دولة بالعودة الى مصر بدون مساءلة او محاسبة . وفى نفس الوقت رأينا المجلس يسمح للاخوان والسلفيين بالتواجد المكثف فى الاعلام المصرى والتعبير عن افكارهم وعرض مطالبهم بحرية عكس العلمانيين والمعتدلين الذين وجدوا صعوبة فى عرض افكارهم ومطالبهم .

 

وخلاف اطلاق سراح الجهاديين والسلفيين والاخوان من السجون ونتائج الاستفتاء المشكوك فى امرها فقد وجدنا الكثير من قرارات المجلس العسكرى بمثابة اذعان كامل واستسلام لارادة ورغبات الاسلاميين مثل رفض محاكمة ومعاقبة الذين قاموا بجرائم عنصرية وطائفية ضد الاقباط والاستجابة للغوغاء والمتطرفين بتجميد تعين محافظ مصرى لمجرد انه قبطى وكذلك فتح الحدود مع قطاع غزة وتأجيل كتابة دستور جديد لمصر الى ما بعد الانتخابات حتى يتمكن الاسلاميين من كتابة دستور حسب رؤيتهم ومفهومهم الدينى الضيق بعد " طبخ " الانتخابات البرلمانية القادمة لصالحهم بنفس الطرق التى مارسوها اثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية ..

 

وحتى لا اطيل يؤسفتى ان اقول ان ما رأيناه حتى الان من اعضاء المجلس العسكرى الحاكم فى مصر يعطى الانطباع القوى بانهم يعيدون بكامل ارادتهم ووعيهم صناعة اخطاء الرئيس الراحل انور السادات من جديد والتى كلنا يعرفها جيدا ونعرف مالذى تسببت فيه وادت اليه فى نهاية المطاف ولذلك نناشد المجلس العسكرى من هذا المنبر وغيره بالتحلى بالشفافية عند اتخاذ القرار وعدم محاباة الاخوان والسلفيين او اى فئة اخرى على حساب بقية ابناء مصر واعادة النظر فى بعض القرارت التى اتخذت ويتوقع ان تكون نتائجها لغير صالح مصر والمصريين من بينها قرار الدعوة الى الانتخابات اولا وليس الدستور وتجاهل كافة المصريين من مسلمين ومسيحيين والتعامل فقط مع الاسلاميين والاستمامة فى ارضائهم باى ثمن مما يجعل المصريين يتشككون فى كون المجلس نفسه " اخوانجى " او لايملك الشجاعة على مواجهتهم والتصدى لمخططاتهم ومطالبهم الطائفية التى تهدف لتمزيق مصر مثل الصومال والسودان وافغانستان وغيرها من الدول التى سيطر عليها المتأسلمين وفرضوا على شعوبها شريعة الغابة .

 

على اى حال كل ما نرجوه الا نرى الايام السوداء التى عاشتها مصر فى اواخر عهد السادات تعود من جديد لان عودتها تعنى فشل الثورة والمجلس العسكرى الحاكم وضياع احلام ملايين المصريين من رجال ونساء وشباب فى حياة انسانية كريمة وحاضر ومستقبل افضل للاجيال القادمة.

sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :