دول غربية تدرس تشديد العقوبات على سوريا والجيش يستعد لاقتحام دير الزور
فيما تناقش واشنطن وباريس وبرلين خطوات إضافية للتضييق على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أعربت دول خليجية عن قلقها من تصاعد العنف في سوريا، مع استعداد وحدات عسكرية لاقتحام مدينة دير الزور بعد مظاهرات حاشدة.
أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة (5 أغسطس/ آب 2011) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحاً أن القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير بـ"إجراءات إضافية" ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن أوباما أجرى محادثات هاتفية مع ساركوزي وميركل كل على حدة، مضيفة أن "القادة أدانوا استخدام العنف بشكل متواصل وبدون تمييز ضد الشعب السوري"، ورحبوا بالبيان الرئاسي الذي صدر الأربعاء عن مجلس الأمن الدولي والذي "يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية".
من جانبه أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن اعتقاده بأن الأوضاع في سوريا لن تهدأ، مضيفاً، في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونج" الألمانية في عددها الذي سيصدر غداً الأحد، أن "الاستخدام الكبير للعنف يدل على أن النظام لا يتورع عن فعل شيء من أجل الاحتفاظ بالسلطة"، مضيفا يتعين علينا توقع زيادة تدهور الأوضاع خلال شهر رمضان". كما أعرب الوزير عن اعتقاده بأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد لديه مستقبل.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن حملت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس النظام السوري مسؤولية قتل أكثر من ألفي شخص، مجددة التأكيد على أن واشنطن تعتبر أن الأسد "فقد شرعيته لحكم الشعب السوري". وأضافت كلينتون أن الولايات المتحدة ستحض الأوروبيين والعرب وسواهم على ممارسة قدر أكبر من الضغوط على نظام الأسد لكي يوقف قمعه الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية.
قلق خليجي والجيش السوري يستعد لدخول دير الزور
من جانبها عبرت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم السبت عن "القلق البالغ والأسف الشديد" حيال "الاستخدام المفرط للقوة" في سوريا، داعية إلى "الوقف الفوري لإراقة الدماء" في هذا البلد. وأوضح بيان للمجلس تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، أن الدول الأعضاء "تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية".
وعلى الصعيد الميداني أفاد ناشط حقوقي في سوريا اليوم السبت أن عشرات الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في الأحياء الواقعة على أطراف مدينة دير الزور، بينما تحولت مدينة حمص التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية إلى جبهة.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس أن "نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في أربع مناطق في مدينة دير الزور". وأوضح أن الآليات العسكرية توزعت "خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار".
وكان المرصد أكد الجمعة أن مدينة دير الزور في شرق سوريا تشهد منذ الأربعاء الماضي حركة نزوح واسعة النطاق ازدادت الخميس، وذلك خوفاً من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة، بينما أضاف أن مدينة حمص "شهدت انتشاراً مكثفاً لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع"، مشيراً إلى أن "السكان يسمعون أصواتها في الطرقات". ويأتي ذلك في أعقاب مقتل 22 شخصاً وجرح أكثر من 50 عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين الجمعة، إذ شهدت سائر أنحاء سوريا تظاهرات احتجاجية حاشدة ضد النظام في أول يوم جمعة من شهر رمضان، بحسب مصادر حقوقية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :