الأقباط متحدون - سئمنا صمتك يا وطن
  • ٠٧:٤٥
  • الاربعاء , ٧ نوفمبر ٢٠١٨
English version

سئمنا صمتك يا وطن

هاني صبري لبيب

مساحة رأي

٥٩: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ٧ نوفمبر ٢٠١٨

ارشيفية - الصمت
ارشيفية - الصمت

 هاني صبري - المحامي 

سئمنا صمتك يا وطن من يحبك مثلنا أما آن الأوان للتعامل بكل حزم وفقاً لدولة سيادة القانون مع هؤلاء الإرهابيين القتلة ، وطيور الظّلام التي تتبني خطاب ديني تحريضي وأفكار فاسدة وقديمة تقوم علي تكفير المختلفين معهم وتستبيح دماءهم وتدعو إليّ قتلهم وإعطاء مبررات وأعذار للإرهابيين علي مرأي ومسمع من الجميع ولا يتم ردعهم وفقاً للقانون ، ولا فرق عندنا بين من يحمل السلاح ومن يروج لتكفير الآخرين لأن هدفهم واحد هو القتل وتدمير الأوطان ويجب مواجهتهم لحماية هذا الوطن ، وعلينا أن نكف عن ترديد الكلام المرسل والجمل الانشائية وتقبيل اللحى والمظاهر الشكلية التي يصدرها لنا كهنة الإعلام والمتشدقين بالوطنية عند وقوع أي عمل إرهابي ويقتصر دورهم علي انتظار المصيبة القادمة فيكرروا نفس الشئ ، يا سادة هذا عبث ولَم لن يتوقف مسلسل نزيف الدم المصري بذلك فالأمور تحتاج إلى معالجات أخري ، ويجب تسمية الأمور بمسمياتها وترك ما ألفناه من مسكنات وشعارات فقدت كل معانيها وسرعان ما يزول تأثيرها قبل أن يجف دماء الشهداء ويتكرر مسلسل نزيف الدم المصري بأعمال إرهابية تضرب البلاد من جديد كأننا نسير في حلقة مفرغة لا نتعلم من أخطاءنا . 
 
 نحن في حالة حرب مع الإرهاب ويجب أن تتحمل الدولة مسئولياتها الدستورية والقانونية في توفير الحماية اللازمة للمصريين والقضاء علي الإرهاب لإيقاف نزيف الدم المصري .
 
 الشعب المصري يدرك طبيعة هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد ويتحمل الكثير ويقدم أغلي ما لديه وهم أبناءه شهداءا لهذا الوطن.  
 
يجب أن يعلم هؤلاء الإرهابيين المجرمين القتلة أعداء الحياة والإنسانية ومن يمولونهم  من هم الأقباط..  إنهم سجل خالد من القوة والصمود ولَم يستطيع أحد أن يقهرهم. 
 
 أقرأوا تاريخ الأقباط حتي تعلموا أن مثل هذه الأفعال الإرهابية الإجرامية مهما كانت لا تستطيع أن تفت من عضد الأقباط بل تزيدهم إيمانا وقوة فهم يستمدون صلابتهم من وعد الكتاب المقدس أن " أبواب الجحيم لن تقوي عليها". ولم تستطع قوى الشر المختلفة علي مدار أكثر من ألفي عام هزيمة الأقباط ونحن باقين بعون الله إلى قيام الساعة.
 
في تقديري لن يتوقف مسلسل نزيف الدم المصري مادمنا لا نعالج أصل المشكلة نحن نحارب الإرهابيين ولا نحارب الأفكار التكفيرية المتشددة.  
 
امتنا في خطر بل والعالم كله  إذا لم نقضي علي مثل هذه الأفكار التكفيرية المتطرفة ويجب ان تكون مواجهة هذه الأفكار المتطرفة ومواجهة الارهاب شاملة وتشمل كل مؤسسات الدولة ولا يقتصر الأمر علي المواجهات الأمنية فقط ويجب تطبيق دولة سيادة القانون ، وتجديد الخطاب الديني وأن تتخذ قرارات عاجلة في هذا الشأن سنوات مضت ولم تحرك مؤسسات الدولة ساكناً والنتيجة مزيد من إهدار الدم المصري ، ويجب إلغاء التعليم الأزهري ودمج طلابه في المدارس الخاضعة لإشراف وزارة التربية والتعليم ، وان تقوم المؤسسات الدينية بمحاربة تغلغل الأفكار المتطرفة ونشر قيم التسامح ونبذ التعصب والكراهية ، وتعليم ثقافة قبول الآخر ، وتطبيق حالة الطوارئ الذي أقرها البرلمان بكل حزم لحماية البلاد من مخاطر الإرهاب.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع