- مصر بين جمعة الهوية الإسلامية وأخري للتأكيد على هويتها المدنية
- من ابن مصر
- التيار المدني يتطلع لاستعادة الدفة من الإسلاميين في جمعة "مصر مدنية"
- "عبدالمقصود": النيابة العامة تعلم بوجود تسجيلات خاصة بالمتحف المصري أثناء الثورة ولن أمانع في ظهورها
- قانون الغدر...عودة لنهج النظام السابق نحو دمقرطة نظام المحاسبة القانونية لأعضاء النظام السابق لضمان حقوق الضحايا
صور من الحياة
بقلم : قيبى القمص
لقد انعم الله علينا بكاميرا خاصة لتصوير المواقف والأحداث في حياتنا، وهى أدق بكثير من الالات التصوير التي قد صنعت بايدي بشرية
اذ نستخدم فيها عين الحياة التي تعاين الحدث وتشعر به وتتلمسه وتحتفظ ايضا بكلماته المسموعة وايضا المقرؤة ، فلها حس مرهف عالي لتصويره وحفظه في الذاكرة لسنين عديدة بل يكون لها الاثر الكبير في ردود افعالنا ومواقفنا تجاه الاحداث المستقبلية التي قد نتعرض لها .فما قد تصوره في الاذهان يمتد اثره ليكون لايام كثيرة وقد يؤثر ايضا في الاجيال القادمة
ومن المواقف التي صورتها كاميرا الحياة ...هذا المشهد الذي نتمنى معظمنا بان نعيشه في يوم من الايام رجلاٌ عجوز وامرأته المسن فقد كنت إراهم دائماً كل صباح وأنا ذاهبة إلي مدرستي وكان الرجل يقارب الثمانون عاما من عمره أما الزوجة فكانت تصغره قليلا وبالرغم من تقدمهما في الآيام إلا انهم اعتادوا ممارسة المشى سيرا على الاقدام في كل صباح ,
وقد كان ما أروع أن تشاهد هذين الزوجين وقد يحوي كل منهما الآخر ، فقد كانت يد كل فرد منهما على يد اللآخر لتدعمه بالدفء والحنان وتعلن عن نبض الحب بالاحساس
وكنت عندما آراهم هكذا أشعر بلمسات يديهم التي كلها رقة وحنان ولكن مع ذلك تعلن القوة في التمسك بالآخر حتى نهاية الآيام...
وذهبت بخيالي مع ذكريات هذين الزوجين الحميمين لأرى ماذا كان الماضي بالنسبة لهم ، فوجدت ان سنين طويلة هذا عددها قد مرت وكان معها الضيق والتعب والمرض ولكن مع ذلك للمنتهى اصبحوا معاً.
يد تمسك باليد الاخرى وباصرار لم امشي وحدي بدون رفيقي الحبيب فقبل خمسون عاما مضت، كم كانت هذه المرأة تحب زوجها وهى شابة في العشرين من العمر واعطت رجلها بكورية قلبها وحبها وتعاهدت معه بأن تقضي الحياة بمرها قبل حلوها,,, فزوجها الموظف البسيط ذو الدخل القليل وماهذا الدخل إلا قرشين يتحصل عليهم في أخر الشهر
ولكن كيف كانت تدبر الزوجة لتعيش الأسرة في سعادة راضية شاكرة ربها الكريم ، وعندما كان يمر زوجها بأزمة بسبب افلاس الشركة التي كان يعمل بها كانت هى المرأة والسند التي تبيع مصاغها لتحتوي الموقف في قلك الوقت ليكون أسعد الأوقات فهى مازالت الشاكرة الراضية الحنونة العطوفة التي تضمد جراج زوجها الامين
وأما هو الرجل السعيد الذي كان يرتضي بأقل الاشياء، ودائماً لا تنقطع من فمه كلمة حبيبتي في كل الاوقات،
ففي الصباح كان يغردها مع العصافير وتراقص اغصان الاشجار، وفي المساء عندما يعود كان ينشدها مع ارق اللمسات التي تهف على شعرها مع قبلة على الوجنيتين لتمسح كل تعب اليوم وكل ما مر به من ضغط ومعاناة، فتقابلها زوجته التي تنتظر مجيئه بشوق وحنان مرة ناظرة من الشرفة والأخرى تترقب صوت الصاعد والنازل على الادراج.
وقد كانت سعادتهما تتكلل بولد وبنت يملوءا القلب من السلام ويكونا ثمرا للحب ورباط بين الزوجين فيشاهد الزوج صورة زوجته وجبيبته في ابنته وتشاهد امراته صورة الزوج المحب ليمتد أثره مع الابناء
ومر الزمان ونمى الاولاد بين سعادة وحب الاباء ولكنها كملت بالفرح بزواج كل اولادهما ثم مجئ الاحفاد
وبعد حوالي نصف قرن من الزمان يستعيد الزوجان صورة من الحياة في كل مرة مع كل صباح عندما تغرد العصافير على الاغصان وتتماشى ارجلهم الخطوات البطيئة بكل سعادة وسرور مع حنان ودفء اليديين اللذين حملوا منذ البداية خاتم العرس والامان،
الا تشتاق عزيزي القارئ لتكون لك نفس اللقطة والصورة التي تعزي حياتك وتشبعها في زمن كله تعب وارهاق وصراع
الا تشتاق لان يكون شريك الاخر هكذا فلا تشعر بالسعادة الا عندما تراه بجانبك سعيد فرحان
فتقدم بيدك التي تحمل خاتم العرس لتمسك بيد الاخر لتحتويه بكل حب وتتلاقى مع مشاعر الانسان وتغرد القلوب هذه الكلمات:
عهد حبي ده ليكي لسنين العمر معاكي
وقلبك انت ياحبيبتي مدفيني
شريك العهد معانا رباط الروح جوانا
يملا حياتنا ويسندنا وقت ليل الالم لما يجي
ولاخر المشوار هيكمل الله
واحد احنا دايما والي جمعنا ده روح الله
اصل الزواج كان سر من الاسرار
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :