فوز الديمقراطيين لصالح اسرائيل والاسلاميين وحقوق الانسان

في اول اختبار لقدرات ترامب علي التغيير بعد فوز الديمقراطيين بأغلبية الكونجرس ،رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الخميس : أن إقالة الرئيس الأمريكي لوزير العدل جيف سيشنز تشكل اختبارا على قدرة الديمقراطيين في معالجة الأمور، جاء ذلك بعد ان ، أعلن ترامب، في تغريدة عبر "تويتر"، إقالة سيشنز، مضيفا أن كبير موظفي البيت الأبيض سيحل محل الوزير المقال بصورة مؤقتة.

 

جاء ذلك بعد ان بادر ترامب بأقالة هذا الوزير ، الذي دأب ترامب على انتقادة ، رغم أن الأخير يعد من مؤيدي ترشحه لمنصب الرئيس، بسبب خلاف حول التحقيق في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية والتي يراهن الديمقراطيين علي محاكمة ترامب وازاحتة من الرئاسة اذا ثبت ذلك ، لكن الامر يحتاج الي اغلبية في الكونجرس (يمتلكها الديمقراطيين الان ) ولكن لابد ايضا من تصويت 75% من مجلس الشيوخ وذلك لن يتأتي لان اغلبية مجلس الشيوخ في يد الجمهوريين .

 

من هنا جاء أمر إقالة وزير العدل ليختبر قدرة بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في الكونجرس  على التسوية، كون الديمقراطيون قلقين حيال غلق تحقيق مولر بشأن التدخل الروسي.

 

الامر الذي جعل صحيفة "الجارديان"  البريطانية ،في مقال لها امس الاربعاء تقول ،"بعد فوز الديمقراطيين بأغلبية الكونجرس ، أن ما يهم هو ما سيفعله الديمقراطيون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحقا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن سيطرة الديمقراطيين على المجلس تعد موضع ترحيب ومصدر ارتياح كبيرين"

 

ورأت الجارديان ،"أنه يمكن توقع تنافس ترامب مع المجلس الديمقراطي في سباق 2020، ورجحت أن يكون الوضع متأزما بالنظر إلى أن الديمقراطيين وضعوا حدا لعهد السلطة الجمهورية المطلقة، ويمكنهم الآن التأثير على أجندة عملهم المتعلقة بالضرائب والرعاية الصحية والهجرة"

 

 

 

وفقا لنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، عاد الديمقراطيون إلى السيطرة على مجلس النواب. 

 

وفي الصدد، أكد رئيس معهد الاستراتيجية الوطنية، ميخائيل ريميزوف، في جوابه عن سؤال صحيفة "فزجلياد"، أن السيطرة على مجلس الشيوخ تحمي ترامب من الإقالة وتحتفظ له بحرية نسبية في السياسة الخارجية، وسيترأس الديموقراطيون جميع اللجان في مجلس النواب، كما أوضح الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد، المتخصص في الشؤون الأمريكية، ألكسندر دومرين، لـ"فزجلياد". وهكذا، سيكون الديمقراطيون قادرين على إيقاف جميع مبادرات خصومهم هناك، كما يتوقع دومرين ايضا ان نجاح الديمقراطيين سيشجعهم على مهاجمة ترامب بشكل أكثر فاعلية، وقد يتم إجراء تحقيقات جديدة ضده. ويتنبأ دومرين بأن " يجروه إلى لجان التحقيق" 

 

ولكن يضيف دومرين ان سياسة العقوبات ستستمر لان كلا الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين كارهين لروسيا ، ومناهضين للصين ، بل فأن الديمقراطيين اكثر عداء لروسيا والصين .

 

إسرائيل الفائز الأكبر من فوز الديمقراطيين بانتخابات الكونجرس

 

 

"تطرقت ورقة بحثية أصدرها "معهد أبحاث الأمن القومى" فى جامعة تل أبيب، إلى دلالات نتائج الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكى وتأثيرها على إسرائيل.

 

وبحسب الورقة البحثية فإنه لا يتوقع حدوث تغيير فى الدعم الأمريكى الكبير لإسرائيل، وخصوصا من جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى ظل نتائج هذه الانتخابات، التى فاز فيها الحزب الديمقراطى بالأغلبية فى مجلس النواب، بينما بقيت الأغلبية بأيدى الحزب الجمهورى فى مجلس الشيوخ، واشارت الورقة الي ان النتائج لا تؤثر علي السياسة الخارجية الامريكية ، او تمرير قرارات تتعلق برصد ميزانيات أو بيع اسلحة ، واضافت الورقة ان رؤساء اللجان القادمة للكونجرس جميغهم اصدقاء لاسرائيل ،، ويذكر التاريخ أن الحزب الديمقراطى هو داعم لإسرائيل، وأحيانا فاق هذا الدعم ذلك الذى قدمه الحزب الجمهورى، مثلما حدث خلال ولاية أوباما، الذى زاد مبلغ المساعدات الأمريكية السنوية لإسرائيل، وسلّحها بطائرات مقاتلة من طراز "اف 35

" الأكثر تقدما فى العال

 

اما عن الموقف تجاة ايران ،جاء في  تقرير لمركز أبحاث بريطاني قال إن ترامب مصمم بشدة على تطبيق عقوبات شديدة على إيران تتجاوز حدود الولايات المتحدة، و استبعد التقرير ، أن يكون لخسارة الرئيس تأثير على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على إيران هذا الأسبوع، في المقابل توقع معهد “تشاتهام” الملكي، أن تتسارع جهود حلفاء الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي لإيجاد نظام جديد للتعامل التجاري مع إيران بعيدًا عن الدولار الأمريكي، بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي الموقع 2015بين طهران وست دول  كبرى.

 

اما عن الموقف في سوريا واليمن فقد كان ترامب على وشك سحب القوات الأمريكية التي تخوض المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، داعيا الدول الخليجية إلى تحمل نفقات الحرب ضد التنظيم، لكن معارضة كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية لهذه الخطوة أدى الى تأجيل القرار لكن ليس إلى الأبد

 

كما أوقف المساعدات المالية التي تقدمها وزارة الخارجية الامريكية للمناطق التي تم طرد التنظيم منها في سوريا بهدف توفير الحد من شروط عودة السكان اليها، فتطوعت السعودية والأمارات بتغطية بعض هذه النفقات وتبرعتا بنحو 200 مليون دولار مؤخرا

 

ولكن الديمقراطيين الان ،سيحاصرون ترامب في البيت الأبيض وسيكبلون يديه في عدد كبير من الملفات خاصة في السعودية و سوريا وموقفة تجاة الاسلاميين .

 

حيث يقود الديمقراطيون حملة قوية ضد السعودية ويدعون إلى فرض عقوبات عليها بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، ويؤيد عدد من الجمهوريين هذه الدعوات وعلى رأسهم عضو المجلس بوب كوركر الذي حمّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي وطالب بإبعاده عن السلطة

 

وطالب الديمقراطي ديك ديربن بطرد السفير السعودي لدى الولايات المتحدة بينما قال نظيره الجمهوري بيتر كينغ "إن الحكومة السعودية هي أسوء حكومة من الناحية الأخلاقية تعاملنا معها على الاطلاق، وقد نشهد خطوات عملية في هذا الاتجاه عبرالتقدم بمشاريع قرارات بفرض عقوبات على السعودية.

 

كما يعارض الديمقراطيون الحرب السعودية في اليمن والتي نتج عنها أكبر أزمة انسانية في الوقت الراهن حيث يواجه أكثر من نصف سكان اليمن المجاعة والأمراض.

 

وتسببت حملة القصف الجوي السعودية بمقتل آلاف المدنيين وتدمير عدد كبير من المنشآت الحيوية، وسيقف المجلس ضد عقود توريد الأسلحة التي وقعتها إدارة ترامب مع السعودية، كما سيكون من الصعب الحصول على موافقة المجلس على اتفاق لبناء محطة للطاقة النووية في السعودية، كما سيوقف المجلس قيام الجيش الأمريكي بتموين الطائرات السعودية بالوقود في الجو وغيرها من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للسعودية في حربها في اليمن