الأقباط متحدون | المكتبات في المصايِف وعلى ضفاف البحيرات.. مُوضة في سويسرا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٥ | الاثنين ٨ اغسطس ٢٠١١ | ٢ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المكتبات في المصايِف وعلى ضفاف البحيرات.. مُوضة في سويسرا

Swiss Info | الاثنين ٨ اغسطس ٢٠١١ - ٤١: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تجتاحُ البلاد ظاهِـرة أثارت اهتِـمام الصحافة، تتمثل في خروج المكتبات إلى الهواء الطلق وذهابها إلى أماكن السِّـباحة والمُـنتزهات، تستنشِـق مع الناس عبير العطلة الصيفية. وتُـعتبر مكتبة شاطئ مدينة بيل/بيين، مثالا رصدته swissinfo.ch بهذا التقرير.

ومن نافلة القول، أن هذه المكتبات لا تطيق السماء الملبَّـدة بالغيوم الماطِـرة، لأنها ستبلل الكتب وتُـتلِـفها، ولكنها في المقابل، تعشق الشمس التي تأذن لها بالخروج إلى الهواء الطلق وبالتنفس والفسحة في أجواء الصيف وبالتنعُّـم بمَسحَة حانية من أنامِـل لامَـستها لـزوجة الآيس كريم أو ربما داعبتها حبّـات الرمل المتخللة تحت الأظافر.

طفلة تقوم بالبحث عن الكتب والقصص والحكايات في "مكتبة الشاطئ" قبل استعارتها واصطحابها إلى البحيرةوجدير بالذكر، أن فصل الصيف، وبالذات حين يكون الطقس صحْـوا، هو بغية مكتبة مدينة بيل/بيين، لأنها بذلك تغادر الرُّفوفَ الضيقة وتمضي نحو الشاطئ، لكي تنعم بأجواء العطلة الصيفية وتعبق من نسمات هذا الفصل الذي له نكهته الخاصة. وهناك، تحت المظلات وفي صناديق رمادية اللَّـون، تصطفّ على مداخل الطرق المؤدِّية إلى ساحل بُـحيرة المدينة، فتتعرّض للمارّة طمعا في أن تنال إعجاب قارِئ يعتق كتبها من سآمة العُـزلة والإهمال.

اصطياد القراء

وبشكل خاص، فإن الشبان هُـم مَـن يرمق هذه الكُـتب ويمدّ لها يد المساعدة، حيث يتوافدون عليها زرافات ووحدانا، ويكونوا في الأغلب أزواجا أو أحداثا برفقة أمهاتهم، تسوقهم فضوليتهم وتُـحفِّـزهم لرصْـد العناوين وتقليب المواضيع وتحديد الإختيار الأنسب.

إيلينا، بنت السبع سنوات، وقع اختيارها على اثنين من الكتب المُصورَة لفيلمين من أفلام الأطفال، وقد شرحت سبب هذا الاختيار قائلة: "سبق لي وأن شاهدت الفيلم في المنزل، والآن، أتوق إلى رؤيته من خلال الكتاب، وبالتالي، سأقوم بتصفحه وقراءته هنا وهناك". أما تُوبْيِي، بنت الخمس سنوات، فقد جذبها كتاب مصوّر، دندنت حوله قائلة: "أحب القراصنة كثيرا، وهنا الصور جميلة جدا ومفعمة بالألوان".

وأطلقت مكتبة مدينة بيل/بيين على فرعها الصغير والمتنقل والمؤقت، اسم "مكتبة الشاطئ"، وهو فرع بكامل معنى الكلمة، يؤمـه المتنزهون والمستحمّـون من أهالي المنطقة، ويبلغ عدد المستفيدين من خدماته أكثر من 100 قارئ يوميا خلال الأسابيع الستة التي هي فترة العطلة المدرسية، وهذا دليل على أن المشروع الذي انطلق في عام 2006 قد كسب الرِّهان واستطاع أن يثبت قدرته على الإستمرار.

وتعرب إيديث مولهايم، المسؤولة عن المبادرة، عن سعادتها قائلة: "منذ اليوم الأول للإفتتاح، كان الأطفال في انتظارنا". وأضافت: "في فصل الصيف، لا يأتي الأطفال والشباب إلى المكتبة، فقرّرنا، قبل سِـت سنوات أن نذهب إليهم، وعليه، نقوم بتقديم القِـصص المصورة والمرسومة للشباب مجّـانا، بينما نقدِّم للكبار المجلات والروايات القصصية والكُـتب التي تحتوي على موضوعات خاصة بفصل الصيف".

مبادرة نجحت وأخرى أخفقت

تفتح مكتبة الشاطئ أبوابها يوميا من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الثامنة مساء، وذلك كامل أيام الأسبوع، ويُختار لها 600 كِـتاب، باللغتيْـن الألمانية والفرنسية، فضلا عن بعض الكُـتب المسموعة، مع المحافظة على تحديثها باستمرار، بحيث تُبقي على شغف القارئ من الصبايا والصبيان. وبالإضافة إلى إثراء العروض والأنشطة الثقافية الصيفية في المدينة، فإن المبادرة تهدف أيضا إلى تشجيع القِـراءة خارج المدرسة والمكتبة.

وقد تحقق الهدف، بحسب الأم بيتينا كاديتغ من مدينة بيين، التي أثنت بدورها على المبادرة وعلى حُـسن اختيار المعروض من الكتب، فقالت: "حقا إنه عرض رائع. فحينما أقدِم إلى الشاطئ مع ابنتي، لا أشغل بالي بالكتب التي ينبغي أن أحضرها معي، لأنني أعرف بأن هناك مكتبة الشاطئ، إنها فكرة تنمِّـي القراءة والمطالعة لدى الأطفال وتعيـنهم على أن يـُحـفّـز بعضهم بعضا".

غير أن المبادرة الأخرى، وعنوانها "المطالعة العصرية" – نسبة إلى وقت العصر – وهدفها تشجيع القراءة والمطالعة داخل فضاءات حمام السباحة والتي تمّ اقتراحها في صيف عامي 2006 و2007، لقيت نجاحا أقل، حيث خسرت الجولة أمام بعض الألعاب الفصلية، مثل تنس الطاولة والماء والقلاع الرملية، "لكن في فصل الشتاء، تعمر هذه المبادرة قاعات المكتبة"، وفقا لما أكدته مولهايم.

الشمس والماء والكتاب

وماذا عن الإستعارة؟ تبدو العملية في غاية اليُـسر، حتى أن السيَّـاح العابرين يتمكَّـنون من القيام بها، ويكفي أن يقوم الشخص بتعبِـئة الإستمارة بالبيانات الشخصية وبرقم الكتاب المطلوب، "وفي الواقع، فإنه من النادر جدا أن يُفقَـد كتاب، لكن قد يحصل أحيانا أن يُحضر إلينا الكتاب وهو يقطر ماء، ومع ذلك، لا نصنع منها مشكلة، ونحاول أن نصلح الضرر قدْر الإمكان"، وِفقا لما ذكرته مولهايم، التي تناولت مجلَّـدا تَطوّت أوراقه وبدت أشبه ما تكون بأمواج البحيرة.

وبرأي المسؤولة عن مكتبة الشاطئ فإنه "من الصعب تقييم مدى نجاح مبادرة مكتبة بيل/بيين على المدى الطويل"، وتابعت: "لا نعرف كَـم عدد القرّاء الجُـدد الذين تمكَّـنا من استقطابهم، ومع ذلك، نعتقد بأن هذا المشروع يستحق العناء".

وثمة من ألِفَ هذا الحال ويعزّ عليه أن يفارقه، هذا شأن ناتالي باربيزا، السيدة السويسرية الناطقة بالفرنسية، التي قالت بينما كانت تغوص في أعماق صناديق الكتب تبحث بين تلك المخصصة للكبار: "هل ثمة رقم 55؟"، ثم تابعت تقول: "إنه كتاب يضم حكايات قصيرة، أقرأ واحدة كل مرة آتي فيها إلى حمام السباحة. حقا إنه بديل ظريف حتى بالنسبة لأطفالي، سواء أكانوا على الشاطئ أم في الماء أم تحت الشمس، وبدونه، لن يكون لساحل بحيرة بيل/بيين نفس الرونق".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :