الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..أول زيارة رسمية يقوم بها الملك حسين إلى إسرائيل
  • ١٣:٥٩
  • السبت , ١٠ نوفمبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم..أول زيارة رسمية يقوم بها الملك حسين إلى إسرائيل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٧: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨

أول زيارة رسمية يقوم بها الملك حسين إلى إسرائيل
أول زيارة رسمية يقوم بها الملك حسين إلى إسرائيل
فى مثل هذااليوم 10 نوفمبر 1994م..
سامح جميل
إنه الملك حسين ابن طلال... والذي شهدت الأردن خلال فترة حكمة الطويلة... الكثير من الأحداث السياسية التاريخية، كان أبرزها إنهاء الانتداب البريطاني وتثبيت دعائم الملكية وهزيمة 1967، وحرب أيلول الأسود مع المقاومة الفلسطينية، وانتقال البلاد من طور البداوة إلى التحضر والأخذ بأسباب الدولة العصرية.
 
كما لعب دورا بارزا في القضية الفلسطينية، سواء في زمن الحرب أو في المسيرة السلمية... حيث اختتم حياته بالتوقيع على معاهدة سلام بين بلاده وإسرائيل.
 
ولد في عمّان في 14 نوفمبر 1935، وكان الابن البكر لطلال ابن عبدالله والأميرة زين الشرف بنت جميل، وكان له أختان هما «أسماء التي ماتت صغيرة... وبسمة» ، وثلاثة إخوة هم «محمد ومحسن الذي مات صغيرا والحسن».
 
تلقى تعليمه الابتدائي في عمّان في الكلية العلمية الإسلامية، ثم انتقل إلى الإسكندرية... حيث درس في كلية فكتوريا، وبعدها سافر إلى بريطانيا ليدرس في أكاديمية سانت هيرست العسكرية الملكية عام 1950م.
 
في المسجد الأقصى
في 20 يوليو 1951 ذهب الملك عبد الله ابن الحسين الأول إلى القدس ليؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مع حفيده الأمير حسين - الذي كان عمره وقتذاك السادسة عشرة ـ وقد شاهد بأم عينيه منظر دماغ جده متناثرة على أرضية المسجد الأقصى فكان ذلك من أكثر المؤثرات في حياته .
 
كان الملك الجد... عبد الله قد دأب على التردد المنتظم على المسجد الأقصى للمشاركة في أداء الصلاة.
 
وبينما كان يزور المسجد الأقصى في القدس لأداء فريضة الجمعة، قام رجل فلسطيني باغتياله بسلاح ناري... فأرداه قتيلاً على درجات الحرم القدسي.
 
وبالرغم من أنه لا شيء تبين في التحقيقات... إلا أنه كان يعتقد أن سبب ذلك التخوف من إمكانية قيام الملك بتوقيع اتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل ... حيث أطلق الرجل المسلح ثلاث رصاصات قاتلة إلى رأس وصدر عبدالله... حفيده ـ حسين ابن طلال «ملك الأردن من 1953 إلى 1999» ـ كان إلى جانبه وتلقى رصاصة أيضا، ولكنها اصطدمت بميدالية كان جده قد أصر على وضعها عليه، ما أدى إلى إنقاذ حياته.
 
اسم القاتل كان مصطفى شكري عشّو ـ خيّاط من القدس ـ وعضو فرقة الديناميت العربية التي كانت تقاتل اليهود. تم اتهام عشرة أفراد بالتآمر والتخطيط للاغتيال وحوكموا في عمان.
 
الادّعاء قال في مرافعاته: إن العقيد عبد الله التل، حاكم القدس العسكري سابقا، والدكتور موسى عبد الله الحسيني... كانوا المتآمرين الرئيسيين لما أسماه «الجريمة الأكثر دناءة التي شهدها الأردن». . وقيل وقتها إن العقيد التّل كان على اتصال مباشر مع المفتي السابق للقدس، الحاج أمين الحسيني، وأتباعه في القسم العربي من فلسطين.
 
المحكمة أصدرت حكما بالموت على ستّة من العشرة وبرأت الأربعة الباقين. حكم الإعدام صدر غيابيا على العقيد التّل، وموسى أحمد أيوب ـ وهو تاجر خضار ـ حيث هربا إلى مصر مباشرة بعد استشهاد الملك عبد الله.
 
صراع الملك والملكة
ومنذ ولد حسين ابن طلال في 14/11/1935... تولت أمه زين والإنكليز تربيته وأدخل إلى مدرسة مسيحية تبشيرية في عمان وكان والده طلال متعلقا به ويحاول جاهدا تربيته على الأخلاق العربية وإبعاده عن تربية الإنكليز.
 
ولكن دون جدوى فلقد كانت زين وبدعم من جده عبدالله والإنجليز الأقوى دائما والأكثر تأثيرا على حسين... حيث فضلت أن يتربى الولد على التربية الإنجليزية.
 
وبعد مقتل جده عبدالله، وتولي أبيه الملك أرسل حسين إلى كلية سانت هيرست في بريطانيا لإكمال تعليمه وقد ظهرت جليا مواهب حسين ابن طلال للمخابرات البريطانية فلقد كان الملك الشاب مولعا بالسيارات السريعة... شأنه في ذلك شأن جده عبدالله ابن حسين . وبعد تخرجه من «سانت هيرست» عاد حسين إلى الأردن في عام 1953م وتم تتويجه ملكا على الأردن .
 
الحسين ملكاً:
بعد اغتيال الجد في عام 1951... تولى والده طلال... الحكم بعد اغتيال عبد الله وكان طلال على خلاف شديد مع الإنكليز، ويكره حياتهم، ولم يرق له مسلسل الخيانات التي تقام من الأردن.
 
ومع كل هذا أعفي من منصبه... وعليه فقد تم تعيين ابنه حسين... ملكا على الأردن وتم نفي طلال إلى اسطنبول ليعيش بقية حياته هناك منفيا... إلى أن مات هناك.
 
ولكن المشكلة أن حسين ـ في هذا التوقيت كان مازال ـ صغير السن ولم يكمل تعليمه العسكري في بريطانيا وفي سانت هيرست لذلك قرر الديوان الملكي تعيين خاله ناصر... وصيا على العرش إلى أن يتم حسين تعليمه ويبلغ السن القانونية التي تسمح له بإدارة الملك أو بمعنى أصح حتى تكمل بريطانيا تربيتها له على أكمل وجه، مع تعيين مجلس وصاية على العرش إلى حين بلوغ الملك الجديد سن الرشد.
 
ومع تنصيب الحسين ملكا تربصت به الاغتيالات من داخل العائلة المالكة ومن الأطياف السياسية الداخلية والخارجية... خصوصاً عندما عمل الملك الشاب على تخليص الجيش من العناصر الأجنبية، فأبعد الجنرال البريطاني غلوب قائد الجيش الأردني عام 1955، وأعلن عام 1957 إنهاء الانتداب البريطاني على الأردن استنادا إلى معاهدة 1948.
 
وارتبط أيضا بحكم الملك العديد من المشاكل والأحداث العنيفة كانت بدايتها في أكتوبر من عام 1953م... هاجمت وحدة كومندوز إسرائيلية بقيادة آرئيل شارون قرية قبية الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة الجيش الأردني وقتلت 66 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء... وفجر المهاجمون أكثر من أربعين بيتا فلسطينيا على رؤوس أصحابها وثار الفلسطينيون... على الملك وجيشه فما كان من الملك إلا أن أقال قائد القطاع المسؤول عن القرية العميد البريطاني «أشتون» بتهمة الإهمال.
 
الاتحاد العربي الهاشمي
ومع هذا الإجراء أنشأ الحسين عام 1958... مع ابن عمه الملك فيصل ابن غازي ملك العراق... اتحادا عرف آنذاك بالاتحاد العربي الهاشمي، لكنه لم يستمر طويلا فقد انهار فور قيام ثورة 14 يوليو سنة 1958 في العراق التي أسقطت الحكم الملكي الهاشمي نهائيا.
 
وفي ظل الغليان الشعبي العارم تجاه مايقوم به مع الفلسطينيين... قامت في الضفة الغربية والتي كانت تحت الحكم الأردني انتفاضة كبيرة انتقلت سريعا إلى عاصمة الحسين «عمان» وأصبحت المنطقة تغلي.
 
تأسيس منظمة التحرير
وفي الوقت الذي حاول فيه الحسين تثبيت عرشه وتحجيم الفلسطينين... دعا عبدالكريم قاسم عام 1960... إلى إقامة كيان فلسطيني وفي عام 1964م أنشت الجامعة العربية بدعم وضغط من مصر... منظمة التحرير الفلسطينية وتم تأسيس جيش فلسطيني وكان الهدف من ذلك من وجهة نظر مصر هو كبح جماح وتقليل محاولات من حاولوا التحدث باسم الفلسطينيين والدخول في مشاريع سلام مع إسرائيل وتعطيل خططه للتسوية مع الإسرائيليين
 
لقاء حسين الأول
ومع هذه التحجيمات والإجراءات المناهضة للملك... طلب حسين وبتنسيق مع الدكتور هيرتسوغ أحد زعماء الحركة الصهيونية التقى حسين ابن طلال مع وزيرة خارجية إسرائيل آنذاك جولدا مائير في شقة بباريس ... عندما دخل حسين الغرفة وتقدمت غولدا نحوه لم يخف الملك انفعاله وتصافحا بحرارة وتبادلا الذكريات عن عبدالله وتحدثت الوزيرة عن انطباعاتها وذكرياتها عن لقاءاتها بجده عبدالله.
 
نكسة 67
في الخامس من يونيو 1967... اجتاحت إسرائيل أجزاء واسعة من مصر، واحتلت سيناء وضرب طيرانها... جميع القواعد الجوية المصرية... وشلت حركتها تماما وكذلك فعلت في الجبهة السورية فشلت حركة البلدين تماما وبعد «12» ساعة على بدء الهجوم الإسرائيلي وبعد أن تأكد للملك حسين سوء الوضع على الجبهة المصرية بدأ الجيش الأردني بإطلاق المدفعية على طول الحدود.
 
حيث تأكد لدى الملك حسين بأنه إذا لم يفعل شيئا فسوف يوصم بالخيانة مدى حياته، ففضل أن يشارك في الحرب ويفقد إحدى الضفتين بدلا من ألا يشارك ويفقد كلا الضفتين.
 
وفعلا ما هي إلا ساعات معدودة حتى سقطت القدس وجميع أنحاء الضفة الغربية وبعض أجزاء من الأراضي الأردنية الباقورة ولقد كانت الأوامر للجيش الأردني بالانسحاب، إلا أن بعض ضباط الجيش وخصوصا في مدينة القدس أبدوا مقاومة عنيفة... حيث تمردوا على أوامر الانسحاب وكذلك بعض من كتائب ودبابات الجيش العراقي صمدت لساعات طويلة في قتال شرس حول مدينة قلقيلية واستشهد جميع أفراد تلك الكتيبة العراقية.
 
ولاتزال دباباتهم منكسة إلى اليوم في منطقة جنين حيث نكسها الإسرائيليون ووضعوها كتذكار لانتصارهم.
 
معركة الكرامة:
انهيار الدول المحتلة... كان وقتيا، وبدأت مرحلة الصمود والتحدي في مصر استعدادا لمعركة التحرير ... وتزايد نشاط المقاومة الفلسطينية عبر نهر الأردن ما شكل تهديدا مباشرا لكلا الطرفين الإسرائيلي والنظام الأردني... حيث إنه كلما تزايدت نشاطات المقاومة الفلسطينية زادت شعبية هذه التنظيمات في الأردن وفي فبراير 1968 هاجمت إسرائيل قرية الكرامة... الواقعة شرق نهر الأردن موجهة ضربة شديدة للمقاومة الفلسطينية ودمرت مراكزها.
 
وبدأت القوات الإسرائيلية في التغلغل فما كان من قائد الجيش الإردني في الأغوار اللواء مشهور الحديد... إلا أن أصدر أوامره ـ دون الرجوع للملك ـ بصد الهجوم الإسرائيلي ونشبت معركة حقيقية استبسل فيها أفراد وضباط الجيش الأردني وكبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
 
أحداث أيلول الأسود:
تصاعدت وتيرة المقاومة الفلسطينية وزادت شعبيتها حتى بين أفراد البادية الأردنية المشهورة بولائها للملك... لدرجة أن عددا ليس بقليل من أفراد وضباط الجيش الأردني تركوا الخدمة العسكرية والتحقوا بتنظيمات المقاومة الفلسطينية.
 
حيث إن قبائل بني صخر في جنوب الأردن أيدت المقاومة الفلسطينية ودعمتها ووفرت لها التسهيلات وبالطبع فإن ذلك بات يشكل تهديداخطيرا للنظام الأردني... حيث أقلق التهديد لحكم حسين بريطانيا والولايات المتحدة.
 
وفي هذا التوقيت... خشي السياسيون في لندن وواشنطن... أن يؤدي انهيار الأردن إلى اختلال الأمن في المنطقة فلقد كان الملك حسين يلقب في جميع المراسلات بلقب -ملك ذكي شاب- او B.Y.K.
 
معركة الكرامة:
نعود للأحداث السوداء التي جاءت لإعادة الحسابات التي نتجت عن حرب الأيام الستة عام 1967، كانت بعض المنظمات العربية تبحث عن طرق لاسترداد ماء الوجه وبعضها لتحسين وضعه.
 
وكان الفلسطينيون يشكلون نسبة عالية من تعداد سكان الأردن في تلك الفترة، وكانوا مدعومين من قبل أنظمة عربية مختلفة، خاصة من الرئيس المصري جمال عبدالناصر... إسرائيل كانت قد استهدفت مرارا... عبر هجمات خلال الحدود من قبل الفدائيين الذين كانوا يتمركزون في بلدة الكرامة على الجانب الأردني.
 
وكرد فعل على مجموعة من الهجمات كانت قد صدرت من الجانب الأردني من الحدود، قام جيش الدفاع الإسرائيلي باجتياح بلدة الكرامة في 21 مارس عام 1968 م. رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول... أعلن أن الهدف من العملية هو منع «موجة جديدة من الإرهاب». قتل في ذلك الاجتياح 128 فلسطينيا والبعض يقدر الرقم بـ 170... تدخل الجيش الأردني... فقامت معركة كبيرة بين الجيشين عرفت باسم معركة الكرامة. قتل في المعركة 250 جنديا إسرائيليا وجرح 450 .
 
كما فقد جيش الدفاع الإسرائيلي مئات الآليات. وقتل من جانب الجيش الأردني 60 جنديا. وصنف هذا النصر على أنه أول انتصار للعرب على إسرائيل،كما وصفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر... ومع هذا النصر العظيم سقطت أسطورة جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا يقهر ،وقد رفع هذا النصر المعنويّة العربيّة الني منيت بالهزائم المتكررة ؛ فكنت ترى تأييد الناس للمقاومة الفلسطينية .
 
بارك ياسر عرفات ذلك و اعتبره نصرًا فلسطينياً بحتا أعاد الكرامة إلى العرب، إذ إن قواته وحدها هي التي انتصرت في المعركة بالتعاون مع الجيش العربي الأردني لأنه هو الذي يمتلك الدبابات والمدافع الثقيلة التي ساعدت ـ بالإضافة إلى الاستبسال بالدفاع من قبل الفدائيين ـ في حسم المعركة.
 
اتفاقية وبنود:
وفي هذه الأثناء... بات الانتشار الفدائي على الساحة الأردنية يقلق الملك حسين الذي بات يشعر بأن هناك دولة بدأت تنمو داخل دولته.
وخلال مفاوضات نوفمبر عام 1968، تم التوصل إلى اتفاقية من 7 بنود بين الملك حسين والمنظمات الفلسطينية:
• لا يسمح لأعضاء التنظيمات بالتجوال في المدن وهم مسلحون وبلباسهم العسكري.
• لا يسمح بإيقاف السيارات المدنية لغرض التفتيش.
• لا يسمح بتجنيد الشباب المؤهلين للخدمة في الجيش الاردني.
• وجوب حمل أوراق ثبوتية أردنية.
• وجوب ترخيص السيارات وتركيب لوحات أردنية.
• السلطات الأردنية هي الجهة التي تحقق في الجرائم لدى الطرف الفلسطيني.
• النزاعات بين المنظمات الفلسطينية والحكومة تفض بواسطة مجلس مشترك من ممثلين عن الملك ومنظمة التحرير الفلسطينية فقط.
لم تصمد الاتفاقية، وأضحت منظمة التحرير الفلسطينية دولة ضمن الدولة في الأردن وأصبح رجال الأمن والجيش الحكومي يهاجمون ويستهزأ بهم، ومابين منتصف عام 1968 ونهاية عام 1969 م كان هنالك أكثر من 500 اشتباك عنيف وقع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية. وأصبحت أعمال العنف والخطف تتكرر بصورة مستمرة حتى باتت تُعرف عمان في وسائل الإعلام العربية بهانوي العرب. ادّعى زيد الرفاعي رئيس الديوان الملكي الأردني أن الفدائيين قتلوا جنديا أردنيا، قطعوا رأسه ولعبوا به كرة القدم في المنطقة التي كان يسكن بها.
 
كما استمرت منظمة التحرير الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل انطلاقا من الأراضي الأردنية بدون التنسيق مع الجيش الأردني، ما أدى إلى هجمات انتقامية عنيفة من الجانب الإسرائيلي.
 
وفي 9 يونيو نجا الملك حسين من محاولة فاشلة لاغتياله أثناء مرور موكبه في منطقة صويلح... ومحاولة فاشلة أخرى بوسط عمّان... حيث قام قناص فلسطيني كان مختبئا على مئذنة المسجد الحسيني بإطلاق النار على سيارة الملك واستقرت إحدى وفي 9 يونيو نجا الملك حسين من محاولة فاشلة لاغتياله أثناء مرور موكبه في منطقة صويلح... ومحاولة فاشلة أخرى بوسط الرصاصات في ظهر زيد الرفاعي... الذي كان يحاول حماية الملك.
 
وقامت مصادمات بين قوات الأمن وقوات المنظمات الفلسطينية. ما بين فبراير ويونيو من عام 1970، قتل حوالى 100 شخص بسبب الصراع.
 
ومع تصاعد الأزمة قرر الملك حسين إخراج ما يسمون العرب الموتورين على الفلسطينين في المخيمات.
 
حسين... في تل أبيب:
وفي العام 1972 شهد التاريخ أول زيارة حاكم عربي لتل أبيب... حيث وافق الطرفان الأردني والإسرائيلي على عقد اجتماع سري بينهما ولكن المشكلة في المكان وبعد مداولات بين الجانب الإسرائيلي والخارجية الأميركية التي أيدت فكرة اللقاء اقترح الأميركان أن يكون اللقاء في تل أبيب فخشي الإسرائيليون أن يرفض الملك ذلك.
 
ولكن عندما عُرض علىه الأمر وافق على الفور... على القدوم إلى تل أبيب وقامت هليكوبتر عسكرية بنقله إلى مكان قريب من متسادا بجوار البحر الميت... حيث كانت في انتظاره طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلية، وكانت الشمس توشك على المغيب عندما مرت الطائرة في سماء القدس.
 
المملكة العربية المتحدة:
وأعلن الملك حسين في 15/3/1972 عن مشروع بإقامة المملكة العربية المتحدة، وذكر في ذلك المشروع أنه يعتزم تغيير اسم المملكة الأردنية الهاشمية إلى المملكة العربية المتحدة... على أن تتكون من قطرين: الأول فلسطين ويضم الضفة الغربية وأي أراض فلسطينية أخرى يتم تحريرها ويرغب أهلها في الانضمام إلى المملكة المقترحة، والثاني هو الأردن ويتكون من الضفة الشرقية.
 
وتكون عمان عاصمة مركزية للمملكة والقدس عاصمة لفلسطين. ورئيس الدولة هو الملك، وتتولى السلطة القضائية محكمة علىا مركزية وقوات مسلحة واحدة قائدها الأعلى هو الملك، ويتولى السلطة التنفيذية في كل قطر حاكم عام من أبناء القطر نفسه. وينتخب أهالي كل قطر مجلسا تشريعيا.
 
وقد رفضت منظمة التحرير الفلسطينية هذا المشروع واعتبرته... تصفية للقضية الفلسطينية، ومحاولة لسلب المنظمة أهليتها باعتبارها ممثلا للشعب الفلسطيني. وقد تميزت علاقة الملك حسين بمنظمة التحرير الفلسطينية بالتوتر، فلم يعترف بها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني كما نص قرار القمة العربية عام 1964، وظلت هذه الحالة حتى عام 1974.
 
فك الارتباط:
أصدر العاهل الأردني قراره التاريخي عام 1988 بفك الارتباط القانوني والإداري بين الأردن والضفة الغربية تمهيدا لإعلان الدولة الفلسطينية.
وشارك الأردن في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، والذي انبثقت عنه مفاوضات متعددة الأطراف، وتوصل الطرفان الأردني والإسرائيلي إلى التوقيع على معاهدة سلام بين الدولتين عرفت باسم اتفاقية وادي عربة عام 1994.
 
تطوير الأردن:
على مستوى التطوير الإنساني، كثّف الملك حسين جهده في بداية فترة حكمه في تطوير شبكات الماء والكهرباء وشبكات الصرف التي كانت متوفرة لـ 10 في المئة فقط من سكان الأردن... وصلت تلك النسبة إلى 99 في المئة في نهاية فترة حكمه . وفي عام 1960م كان المستوى التعليمي للشعب الأردني متدنيا، إذ كانت نسبة المتعلمين تصل إلى 33 في المئة من الأردنيين.
 
أما في عام 1996م فوصلت النسبة إلى 85.5 في المئة. وفي عام 1961م ، كان معدل السعرات الحرارية المتوفرة للفرد الأردني عن طريق الأغذية تقدّر بـ 2198 سعرا حراريا ، حيث ارتفعت هذه النسبة عام 1992م لتصل إلى 3022 سعرا حراريا بزيادة نسبتها 37.5 في المئة.
 
وتشير إحصائيات اليونيسيف أنه ما بين عامي 1981 و 1991م ، حظي الأردنيون بأقل معدل وفيات في الرضع، حيث انخفضت نسبة وفيات الرضع من 70 حالة وفاة في الألف... عام 1981م إلى 37 حالة في الألف... عام 1991م ، أي بانخفاض 47 في المئة.
 
السلام مع إسرائيل:
في عام 1994 ... قاد الملك حسين المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء حالة الحرب الرسمية، وأسفرت المفاوضات عن اتفاق سلام أردني ـ إسرائيلي عرف باسم اتفاقية وادي عربة.
 
وكان حسين طيارا متميزا... حيث قاد طائرته الخاصة عدة مرات كما كان قائد دراجات نارية وسائق سيارات سباق «بارع»، أحب الرياضات المائية، والتزلج، والتنس... كما كان هاوي راديو ومعروف باسم «jy» فيها ، وتصفح الإنترنت، كان مطلعا في قراءاته على العلاقات السياسية، التاريخ، القانون الدولي، العلوم العسكرية ، وفنون الطيران، كما كان حسين «موضوع عدة كتب» ، ثلاثة منها من تأليفه هي كتاب «مشاغل الملوك» (1962)م والذي تناول طفولته وسنوات حكمه الأولى... وكتاب حربي مع إسرائيل عام (1969)م... وكتاب مهنتي كملك...!!