الأقباط متحدون | فساد من الرأس إلى القدم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥٤ | الاربعاء ١٠ اغسطس ٢٠١١ | ٤ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فساد من الرأس إلى القدم

الاربعاء ١٠ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم / مدحت ناجى نجيب
قبل الثورة كان لا يوجد إلا قلة قليلة تعارض الحكومة ، وكان يوجد بعض القوى المعروفة المشهود لها بالدفاع عن الحقوق ومعارضة الحكومة فى كل كبيرة وصغيرة ليس من أجل الظهور الاعلامى ولكن من اجل انها تحملت أحمال المواطن وشكواه ، لكن بعد الثورة ولدت قوى أخرى تزعم انها تدافع عن الحقوق ، قوى لا يمكن حصرها ، تمشى الآن فى الشارع فتتخبط فى إعلان عن إنشاء حزب جديد ، ولكل منها منهج وسياسة تختلف مع الأخرى وليست مكملة لها ، قوى تتناطح ليس من اجل اشباع رغبات واحتياجات المواطن البسيط ، ولكنها تتناطح مع القوى الأخرى من اجل الوصول إلى الحكم ، كل منهم يتهم الأخر بالخيانة والمؤامرة ، الكل يتشبث برأيه فقط ، ويعتقد ان رأيه صحيح وغير قابل للنقاش او الجدال ، مع ان الله خلق لكل واحد منا أذنان ، أذن تسمع الرأى وأخرى تسمع الرأى الأخر والعقل يقف بينهم كحكم ومرشد ليصدر قرارته ، البعض يقول ان له الفضل فى الثورة ، والبعض الاخر يتهممه بالنقيض ، كل قوى تحاول ان تتجمل امام الاعلام وتحاول خداع المواطن البسيط ، تسعى للفرقة بين كل القوى حتى لا يتوحدوا على شىء ، وكأن مصر أصبحت مثل رغيف خبز وكل القوى تتناحر على اقتسامه ، ويبقى المواطن البسيط هو المسلوخ بينهم ، الكل اصبح شريف ولم تتطلخ يداه من الفساد الذى كان موجود قبل الثورة ، وكأنهم كانوا لا يعلمون شىء عن هذا الفساد ، الفساد كان موجود ولايزال باق ، كان فساد مالى وإدارى وإخلاقى وإجتماعى وسياسى ، فساد طال الرأس ( رأس النظام ) ونزل إلى باقى الاعضاء وباقى المجتمع ( كل فرد فى مصر ) ،

 

الفساد فى مصر اصبح عدوى ينتقل من الكبير إلى الصغير ، الكل يعمل على إفساد الحياة سواء الاجتماعية او السياسية ، الكل اصبح ينشر فساده ، فكيف نقضى أذن على الفساد الذى أستشرى فى كل المجتمع المصرى ، لا تظن إن الفساد كان محصور فى الطبقات العليا ولكنه تم توزيعه وتصديره إلى كافة افراد المجتمع ، فالطفل الصغير تعلم السرقة والخداع والغش فى الامتحانات ، طالب العلم اصبح عنده لا مبالاة ويمكن ان يحصل على رسالتى الماجستير والدكتوراه بالفلوس والواسطى ، التجار جملة وتجزئة يغشون فى الاوزان والاحجام ، السائقين يغلون الآجرة باستمرار مع زيادة قرش فى البنزين ، الظابط يضرب الفقير ويتغاضى عن الغنى ، الفقير يحسد الغنى ويعمل على سرقته ، والغنى يحتقر الفقير ويلقى بفضلاته إليه ، الكل عمل على إفساد الحياة بالرشوة من أجل تسهيل معاملاته اليومية ، لا يحترم الصف او النظام ، فيعمل على إنجاز كل مهامه بالشاى ومن تحت التربيزة ، لا يسمونها رشوة بل يطلقون عليها إكرامية أو شاى بالياسمين ، ايا كان المسمى ، فليسمها العالم كما يشاء ولكنها هى المادة المعروفة لإفساد الحياة بكافة اشكالها ،لذلك يجب العمل بصدق وأمانة على إصلاح الحياة ، ولنعلى مصلحة الوطن فوق أى اعتبارات او مصلحة شخصية ، لأن مصر لا تستحق كل هذا الشغب لأن لها شعب عظيم يستحق كل الحب والاحترام .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :