بقلم : مرثا فرنسيس

في مشاهدتي لمحاكمة النظام السابق، في محاكمة علنية ولأول مرة في مصر، دار في خلدي سؤال حائر أوجهه إلى كل مصري وإلى الشباب خاصة وأنا اتابع نجلّيَّ الرئيس المخلوع وتعبيرات وجهاهما ووقوفهما أمام ممثلي الشعب وممثلي أسر الشهداء- بكل مافي هذه الوقفة من خزي ومهانة- والجماهير المتابعة والمتشوقة لمعرفة كل تفاصيل المحاكمة ربما رغبة ً في تحقيق العدلِ أو الثأرِ للشهداء وربما تَشَّفي وشماتة بعد طول ظلم وقمع وفقر وفساد، أما سؤالي فهو: ماذا لو كنت أنت ايها الشاب في نفس ظروف جمال وعلاء ووجدت نفسك ابنا َ لرئيس الجمهورية بدون حد اقصى من السنوات، والصلاحيات أيضاً ً، كيف كنت ستفكر؟ وكيف كنت ستدبر حياتك ومستقبلك وتخطط لنفسك، هل تعتقد أن هناك أي إحتمال لأن تكون جمالا ً او علاء؟ هل تستطيع أن تؤكد أنك لو كنت مكان الوزير فلان أو اللواء فلان- هل تستطيع أن تؤكد أنك كنت ستكون مختلفاً؟ هل لو وجدت نفسك وزيراً ً او مسئولا ً بشكل أو بآخر هل كنت ستغير بأمانتك ومصريتك مجرى الأمور؟ هل ستكون مختلفا ً عن عشرات الوزراء والمسئولين الذين آل مصيرهم إلى سجون مصر؟ أنا لا أطالب بإجابات ولكنني أطالب بمواجهة صادقة مع النفس، وأطالب بالأكثر أن يتخلي كل مصري عن دور القاضي والجلاد بعد أن تولت المحكمة التحقيق في كل مايخص النظام السابق وكل مايتعلق بأحداث الثورة والإعتداء على المتظاهرين، والإنفلات الأمني وكل ماتوالى من أحداث مؤسفة.

هل يزيد جرم النظام السابق والنتائج التي حدثت وندفع ثمنها الآن وقد نظل ندفع ثمنها سنوات كثيرة مقبلة- هل يزيد هذا الجرم عن جرم من يُكُفر الآخر ومن يطالب باقصاء فئات من نسيج مصر ومن يعتدي على حريات الآخرين ومن يرفع الاعلام السوداء ويقتل ويذبح أبرياء مصريين أيضا ًومن يستنكرون على الأقليات مساندة معنوية من ذويهم بالخارج بينما يستحلون لأنفسهم الاستقواء بأموال السعودية وغيرها ضد أبناء وطنهم! هل تقل جرائم التهديد بالحرق والتخريب علنا ً وتنفيذ التهديدات علنا ً، أو التعدي على المارة وتهديدهم وسرقة سياراتهم وأموالهم مهددين بالأسلحة البيضاء والنارية اأيضا ً، او سرقة اسلحة الشرطة وملفات أمن الدولة والبلطجة- هل تقل خطورة عن جرائم مبارك وولديه ونظامه، وهل جرائم النظام السابق تختلف عن جرائم الرشوة والدرج المفتوح؟ وعن جرائم التعدي على وقت العمل وعلى خيانة عهود الصداقة والزواج وعن اختلاس كل ماهو ليس خاصا ً وحقا ً للفرد ؟
ليس تعاطفاً ً مع مبارك أو عائلته أوأي من النظام السابق، بل إني مع طلب الحق والعدل والمساواة، وليس تقليلاً من حجم جرائمهم في حق مصر والمصريين، ولكن تساؤلات أحتار جدا ً في إجاباتها : هل كل من يعلق حبل المشنقة لأي من أفراد النظام السابق يرى في نفسه طهراً ً ونقاء واستقامة بحيث يمكنه القول أنه لا يمكن ان يقترف نفس الأخطاء او ماشابهها لو كان في ذات المناصب؟؟
محبتي للجميع
 

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :