الأقباط متحدون - «وزيرة الكرامة».. ولنا الفخر
  • ١٦:٤٩
  • الاربعاء , ١٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

«وزيرة الكرامة».. ولنا الفخر

مقالات مختارة | سحر الجعارة

١٦: ٠٨ ص +03:00 EEST

الاربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨

نبيلة مكرم
نبيلة مكرم

سحر الجعارة
(ماتغربيناش فى بلاد بتموت وإحنا الخالدين.. يا أول زرع وأول قوت ويا أول دين.. العمر بدونك ليل بيفوت مهموم وحزين.. ماتغربيناش).. هكذا تغنى المطرب «على الحجار» بكلمات الشاعر الكبير «جمال بخيت»، ليوجعنا ويعزف على أوتار الغربة التى أرهقت المصريين فى الخارج، لكننا واجهنا قدرنا فى صلابة وجلَد، وتحملنا كل أشكال القهر.. حتى الهرب تاركين كل ما جمعناه فى غربتنا، حين اجتاح «صدام» الكويت، أو حين سقطت «بغداد» أو حين غرقت «ليبيا» فى الفوضى.. وتجمد الدمع فى الأعين التى ذاقت مرارة الضياع بين الوطن الأم ورحلة البحث عن «لقمة العيش»!.

لكننا أبداً لم نقبل أن تكون لقمتنا مغموسة فى المهانة والمذلة، ولا فرطنا يوماً فى كرامتنا لأننا نعرف قيمة المصرى حتى لو كان عاملاً بسيطاً فى أى مكان.. ندرك أن «كرامة المصريين خط أحمر» كما قالت وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج «نبيلة مكرم».. كما ندرك أن «الدم المصرى» قد ساهم فى تحرير الكويت عام 1991، بعد أن اجتاحها «صدام حسين»، وكان تعداد المشاركين من الجيش المصرى 35 ألف مقاتل، تقسمت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة.. وأذكر -آنذاك- أن مصر استقبلت الأشقاء الكويتيين واحتضنتهم بمودة، وكنت أعمل -آنذاك- فى جريدة «صوت الكويت» التى أصدرتها الحكومة الكويتية لتكون صوتها بعد إغلاق كل وسائل الإعلام الكويتى.. لم يكن أحد منا يشعر إلا أنه يؤدى واجبه تجاه إخوته، وأنه يعيد الحق لأصحابه.. وأنه -إذا لا قدر الله- تكرر السيناريو فسوف تتخذ مصر بشعبها وقواتها المسلحة «درع العروبة» نفس الموقف.

كنا ولا نزال نعتبر أن «لغة المن» خارج قاموس البيت العربى، وأن احترام النظام الكويتى بشعبه وقضائه وقوانينه يعكس درجة تحضرنا وعدم تدخلنا فى شئون دول الجوار.. حتى لو تعلق الأمر بدهس مصرى بسيارة أو بمقتل آخر، أو بدموع «فاطمة عزيز» المواطنة المصرية المعتدى عليها بالكويت من 5 سيدات قمن بدهسها ووضع أحذيتهن فوق رأسها، بسبب مشاجرة عادية، حين قامت إحدى الفتيات بدهس ابن صديق زوجها بالدراجة رغم أنها كانت منطقة غير مخصصة للدراجات!.

سجلت «فاطمة» فيديو وبثته على «الفيس بوك»، ومن خلف دموعها قالت: «إحنا مش صراصير.. لحظة دهسى بالجزم منهم قدام ولادى مميتة بالنسبة لى، وأهم شىء إن كرامتى ترجع».. وانتفض المجتمع المصرى كله لدموعها وكرامتها المراقة على الرصيف وتحت أحذية الشقيقات من الكويت.. وخلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصرى قالت الوزيرة نبيلة مكرم إن «كرامة المصرى، وبالأحرى كرامة المرأة المصرية، خط أحمر، لكننا نحترم السلطة الكويتية والقضاء الكويتى»، وشددت «مكرم» على ضرورة عدم تداول الفيديو الذى بثته «فاطمة».. (حرصاً على العلاقات الوثيقة بين البلدين التى يجب ألا تتأثر بقضايا فردية ومصلحة فاطمة نفسها فى قضية متداولة فى النيابة).

وعلى الفور كلفت وزارة الخارجية القنصلية المصرية فى الكويت بالتواصل مع «فاطمة عزيز»، واستقبلتها القنصلية وزوجها لتقديم أوجه الرعاية والدعم اللازمين، ومتابعة الواقعة مع السلطات الكويتية بشأن التحقيقات الجارية فى هذا الصدد.

ثم فجأة خرجت علينا «صفاء الهاشم»، النائبة فى مجلس الأمة الكويتى، بهجوم مستفز وصادم على الوزيرة «نبيلة مكرم»، و«الهاشم» معروفة بمعاداة المصريين والمطالبة بترحيلهم من الكويت وتوظيف «البدون» بدلاً منهم حتى لو كان المصرى مجرد «عامل» بسيط.. وأطلقت «الهاشم» من على منصة «مجلس الأمة الكويتى» قائمة من الاتهامات المهينة، فوصفت وزيرة الهجرة المصرية بأنها «وزيرة الكرامة».. وهو وصف دقيق نفخر به، إلا أنها أضافت بكراهية معلنة: «لا داعى للتكسب السياسى والإعلامى من خلال الغمز واللمز على الخشية من العبث فى كرامات ناس أكرمناهم أكثر مما أكرمتهم بلدهم حتى بات البعض منهم يتعدى الخط الأحمر للمواطن الكويتى.. ‏ويعبث فى مصير حياته اليومية والوظيفية».. وهو اتهام مرفوض وخطير لأننا دافعنا عن حق هذا الشعب فى العودة لوطنه وحاربنا واستشهد منا المئات، فكيف يتسق هذا مع «العبث فى حياته اليومية والوظيفية»؟.. وقد أسهبت «الهاشم» فى «وصلة ردح» لا تعبر عن الشعب الذى انتخبها بقدر ما تعبر عن حقد شخصى.. ورغبة فى إفساد العلاقة بين البلدين!!.

وقد آثرت الوزيرة «نبيلة مكرم»، المعروفة بأدبها الجم وكياستها، عدم الدخول فى متاهة التجريح والإساءة المتبادلة، لكن ما لا تعرفه «الهاشم» أن الوزيرة «مكرم» كانت معروفة فى وزارة الخارجية بأنها «قلب الأسد» لدفاعها عن حقوق المصريين.. وذلك بحثّ المصرى على احترام قوانين البلدان التى يعمل فيها، واللجوء فوراً إلى السفارات المصرية فى حال تعرضه لأى خرق للقانون أو اعتداء أو ما شابه.

تقول «الهاشم» إن «هرمون الكرامة» مرتفع لدى «مكرم» وأنا أقول لها إنه مرتفع لدى كل المصريين.. وأنه هرمون إيجابى رفيع المستوى أفضل بكثير من مرض تضخم الأنا أو «جنون العظمة» الذى قد يصيب البعض من أمثالك فيحقد على «السباك» المصرى لأنه يأكل «أرانب».. ولهذا يحتاج إلى علاج نفسى!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع