- النيابة العسكرية تخلى سبيل المحامية " مها أبو بكر " لخطأ فى دليل الاتهام
- الحزب "المصري" بكفر الشيخ يوصي بإصلاح نظم الري وتوزيع الأسمدة وتطوير التعاونيات الزراعية
- " اللجنة الشعبية للدستور " تتحفظ على "الإسلام دين الدولة" فى " وثيقة المبادئ الدستورية"
- "ممدوح حمزة" يهيب بــ"العسكرى" إنهاء مأساة إحالة المدنيين والناشطين السياسيين الى المحاكم العسكرية
- تحالف (15) قوى وطنية فى "كتلة مصرية" موحدة على مبادئ الوسطية والديمقراطية
سمير مرقص.. المواطن مصري
كتب: عماد توماس
مثلما لم يتوقع أحد ثورة 25 يناير، ظني أن أحدًا لم يتوقع أيضًا أن يتم تعيين المفكر "سمير مرقص" نائبًا لمحافظ القاهرة في المنطقة الشمالية، فهو رجل مثقف صاحب فكر، غارق في القراءة والبحث والدراسة بين الكتب والمكتبات، له مؤلفات عديدة وشارك في المئات من الندوات والمحاضرات.
المهمة تبدو ثقيلة على "مرقص"، فهو يرث تركة من المشاكل في القطاع الشمالي لمحافظة القاهرة الذي يتكون من (7) أحياء هي: روض الفرج وشبرا والشرابية والساحل والزاوية الحمراء وحدائق القبة والزيتون، فهناك مشكلة "القمامة" ومخلفات البناء التي امتلئت بها شوارع المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى مشاكل الصرف الصحي والمياه والإنارة والغاز الطبيعي.
الأنباء الواردة من مجمع الأحياء بشبرا، حيث يوجد مكتبه في الدور الثاني، تشير إلى أن "مرقص"، يجد محبة من المسلمين أكثر من المسيحين، لكنهم يرون أن حجم المشاكل الموروثة أكبر منه. فكثيرون قبله وعدوا بحل المشاكل خلال 24 ساعة ولم تحل بعد.
يبدو لي أن "مرقص"، تم "توريطة" في هذا المنصب، فهو رجل غير مناسب في مكان غير مناسب، فمقامه أعلى من ذلك بمراحل، فلا الظرف المكاني ولا الزماني يسمح له بالعمل في ظل هذه الأجواء الغير طبيعية. ولا نعلم أن لديه أي من الخبرات في التعامل مع المحليات، فهو مهندس زراعي، تفرغ للدراسة والبحث، كما أن تاريخه وسيرته ليس بها شبهة "فساد" المنتشر في المحليات!!
مع طول الزمن يظهر المحافظ القبطي مجرد إضاءات من حين لأخر، وكأن الدولة تريد أن تضعف الروح المعنوية للأقباط وتكسر اى امل لهم وتدع أقصى طموح لهم ان يصلوا إلى منصب المحافظ فما بالك التفكير فى منصب رئاسة الجمهورية، فلم تتغير مصر بعد 25 يناير فمازال التمييز الدينى حاضرًا وبقوة فالعقول لم تتغير والنفوس مازلت تحمل الكثير من التعصب.
لا يمكن أن نغفل أن اختياره نائبا للمحافظ، اعتبره البعض مجرد "ديكور"، بعد استبعاد الأقباط من منصب المحافظ فى حركة المحافظين الجدد الأخيرة، ورغم أن المستشار "محمد عطية" وزير التنمية المحلية قال أننا عرضنا على أقباط منصب المحافظ لكنهم رفضوا، لكنه لم يذكر لنا أسماء الذين عرضوا عليهم ورفضوا؟ ولماذا لم يختار "سمير مرقص" ليكون محافظًا؟ فهل العقلية الدينية ما زالت تسيطر على الأذهان فى ظل "لا ولاية لغير المسلم على المسلم" فلا يحل لقبطي أن يُعين في منصب المحافظ!! خاصة بعد اعتراض أهالي محافظة "قنا" على تعيين اللواء "عماد ميخائيل" محافظًا ورد الفعل "المايع" من مجلس الوزراء والمجلس العسكري في التعامل مع غلق السكك الحديدية والطريق السريع لمدة (9) أيام!!
يرفض "سمير مرقص"- رئيس مجلس إدارة المركز المصري للمواطنة، وصفه بالمفكر القبطي، ويحرص دومًا على التأكيد أنه مواطن مصري تصادف أن يكون مسيحيًا، بالطبع هو لا يستعار من ديانته، لكنه يؤكد على أن الوطن يسمو على الانتماء العقائدي.
ينتمي "مرقص"، لحزب التجمع، وتردد أنه عضو في اللجنة الاستشارية لحزب "العدل" –النسخة الثانية من حزب "الوسط" ذو المرجعية الإسلامية (المصلحة)، ويقول أن له علاقة ورصيد جيد بكل التيارات السياسية بداية من الأخوان المسلمين حتى الشيوعيين.
لقاء البابا وشيخ الأزهر
لم أفهم لماذا ذهب "مرقص" لمقابلة البابا شنودة ثم إعلانه عن مقابلة شيخ الأزهر، فلم نسمع أن نواب المحافظ الآخرين ذهبوا للقاء القيادات الدينية، فما هي علاقة رجال الدين بموظف مسئول عن المحليات؟ ولم أستوعب حضوره لحفل إفطار "الإخوان المسلمين" وهم جماعة يرفضون ترشيح القبطي والمرأة لمنصب رئاسة الجمهورية!!
ينتمى "مرقص"، إلى المدرسة التي لا تقف عند العدد أو الكوتة فهو يقف موقفًا رافضًا للكوتة (تخصيص مقاعد للأقليات في مجلس الشعب) ويرى أن الكفاءة وليس الدين هي المعيار الرئيسي للتعيين في المناصب.
يرى أن مسئولية حلول المشاكل الطائفية، تقع دائمًا على الأغلبية في استيعاب كل القوى المختلفة، فرسائل التضمين مطلوبة، فهذا قدر الأغلبية في كل بلاد العالم المتحضر.
يرحب "مرقص"، بمشاركة (كل) القوى الوطنية في جمعة "في حب مصر المدنية"، لكنه يشترط ألا تكون ردًا على السلفيين، ويخشى أن يدخل المصريين في سلسلة من السجالات التي لن تفيد أحدًا. ويعتقد أن المليونيات هي نتيجة لتداعيات الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعدما تحول الحراك الوطني إلى عراك ديني، بحدوث تعبئة دينية للتكاتف وشحن الأفراد للتصويت في الاستفتاء.
رأس "سمير مرقص"، لجنة تقصي الحقائق بإمبابة، وخرج التقرير يؤكد على أن "هناك استهدافًا للكنائس المتواجدة بالأحياء الشعبية داخل مصر، وأن هناك دلائل تشير إلى أن أصابع خفية تعمدت إشعال الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة"، ويدعو الى وقف السجال الديني في كل الوسائل الإعلامية، بما يتضمن من: تجريح وإساءة وافتراء وإهانة، وإعمال ميثاق الشرف الصحفي.
الدولة الحديثة
ينادى "مرقص" دائمًا من خلال كتاباته بالدولة الحديثة ذات الركائز المدنية، ويستلهم دائمًا نموذج "محمد علي" في 1805 في بناء مصر الحديثة، التي أصابها كثير من الوهن والتفكك.
ويعود بذاكراته إلى اللحظات التاريخية للمصريين في عهد "سعد زغلول" وقبله الإمام المجدد "محمد عبده". ويرى أن مصر يجب أن تكون دولة "مواطنين" وليس "رعايا" وأن عهد الذمية انتهى إلى غير رجعة... فلماذا يعود بنا إلى دولة "الذمية" لا "المواطنة" بقبوله منصب "نائب" وليس "محافظ"!! وهل يعتقد بعدم وجود قبطي واحد كفء لتولي منصب المحافظ في أي محافظة!!
رأيي الشخصي؛ أن "سمير مرقص"، أخطأ بقبوله منصب نائب المحافظ، بعد أن تم ترشيحه لمنصب الوزير من خلال شباب الثورة، فمرقص أكبر من منصب النائب، وسيجد صعوبات كبيرة أمامه، وسيضيع وقته في حل مشاكل "القمامة" والتي لا أعتقد أنها ستحل بسهولة، وسيكون عليه انتظار قرارات فوقية إدارية وسياسية وأخشى أن يتحول إلى "عصام شرف" جديد مكبل بقيود فوقية تمنعه من اتخاذ قرارات حاسمة وعاجلة، فإذا فشل في حلها فأدعوه للاستقالة فورًا، والعودة إلى أن يكون "مواطنًا" لا "ذميًا" وحيث كان مثقفًا نستنير برأيه ونتفق ونختلف مع فكره.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :