الأقباط متحدون - مواقف الدولة
  • ٠٦:٤١
  • الأحد , ١٨ نوفمبر ٢٠١٨
English version

مواقف الدولة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥١: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
هم يعيشون في دولة تمنع الكتابة على الحائط بحكم أنه يشوه المنظر العام، وتدعم كتابة بعض المثقفين ومدعي الثقافة والأبواق المريحة لها على أعمدة الجرائد، وتدفع لهم ثمن هذا في بعض الأحيان، برغم أنهم يشوهون السمعة.

وترعى الدولة المنتديات الشبابية، وفي نفس الوقت تفتح السجون لنفس ذات الفئات العمرية، والمهم أن ما يُسأل في المنتدى لا يحق لمن في السجن أن يسأله، ومن يختارونه ليسأل لا يتركونه ليسمع الإجابة، وليس شرطاً أن تكون الإجابة مرتبطة بالسؤال فقط يكفي أن يكون بينهما ورقة عرفي، وفيه اتنين شهود على كده.
ولذا يعيشون في نفس الدولة التي ترعي التنوع البيولوجي، وتسعى له، وتعمل لأجله، لكنها ترفض التنوع الطبقي، وتعمل على القضاء على الطبقتين الدنيا بالإبادة والوسطى بالسجن أو تحويلها لطبقة دنيا ليبيدوها في المستقبل، كما ترفض الدولة التنوع في الآراء، ولذا فلك رأي مخالف قله في السجن أو قله لنفسك لكن لا تقله في منتدى للشباب المصري كفاية على شباب العالم يتكلم.

يدفع رجال الأعمال الملايين لرعاية منتدى لشباب العالم، ويقدموا الهدايا وتشغل الفنادق، وهناك قرى لا تجد من يعولها ولا يعطيها فرصة للعيش، وفي المنتدى الأول أعطوهم في اليوم الأخير هاتف محمول هدية، وطريق دير الأنبا صامويل ليس به تغطية لشبكات المحمول، ولم يسأل أحد نفسه، طب لو أحد من هؤلاء الشباب أخد بعضه وراح الدير بالهاتف الهدية حايعمل بيه إيه؟!.

هم يعيشون في دولة ترعى الفكر المستنير، وتدعو لحريات الاعتقاد، لكنها لا تقبل حرية الاختلاف معها فأنت حر تعبد ما شئت لكن المهم أن تعبد الدولة مع ما تعبده، ولذا هم يتركون السلفيين يؤمنون بناء الكنائس ليحرقونها أو يهدمونها أو يفجرونها ويؤمنون الكنائس من المهتزين عقلياً ويتركونهم في نفس الوقت يعيسون في الكنائس فساداً فقط، وأنا أصدق أن من يهاجمون الكنائس مختلين عقلياً ومهتزين نفسياً، وإلا لماذا لا يهاجمون سوى الكنائس؟ فلو كانوا طبيعيين لهاجموا كل شيء.

هم يعيشون في بلاد تحمل الحب للجميع إلا مواطنيها، وتدعم الصومال وغزة وبلاد أفريقيا لكن قرى الصعيد الأكثر فقراً فلازم يتحملوا بناء الوطن، أنتم ما تعرفوش إننا دولة فقيرة، طب والله إحنا فقراء لكن نسير القوافل الطبية والغذائية لكي نبقى محافظين على بقية باقية من جوعى يشاركونكم جوعكم، ولأن مافيش حد بيموت من الجوع، حانحاول نموت من الغيظ أو القهر أو في القطارات.

وأرجوك ألا تنسى أن لدينا التزامات خارجية حيال دول محتاجة لأن إحنا بلد فقير فنحن نبادر للإسراع في إرسال المعونات للمنكوبين خارج الحدود، أما المنكوبين داخله فكل أملنا أن يريحهم الله، وبمناسبة الله فنحن نسعى لتجديد الخطاب الديني والإرهابيين يسعون لتكرار العمليات الإرهابية بنفس الطريقة، وأنا أسعى أن أنهي المقال قبل ما أغلط وأتاخد مخالفة، وأدفع غرامة، وربنا يكفينا ويكفيكم شر دولة تلهث وراء الغرامات والمخالفات والمعونات والقروض، وتسير القوافل للمعونات وتشيد السجون بميزانياتها، وتأخذ من موظفيها علاوات تحافظ على عيشهم على حد الكفاف لتبني المدارس.

المختصر المفيد مأساة الدولة أنها تظن أن السجن كالزمالك مدرسة، فتعطي الأولوية لبناء السجون، وتبلطج على المواطن لبناء المدارس.