مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين…مايزال في ملعب الكنيسة!!!
يوسف سيدهم
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨
بقلم: يوسف سيدهم
في 21 أكتوبر الماضي كتبت في هذا المكان تحت عنوان: سؤال للكنيسة والحكومة والبرلمان..أين مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين؟ حيث تناولت إلحاح وحتمية إصدار ذلك القانون لعلاج القصور التشريعي في هذا الخصوص وإدراك ما كفله الدستور من حق المصريين المسيحيين في الاحتكام إلي شرائعهم الخاصة فيما يخص أحوالهم الشخصية … كان ذلك بمناسبة الإعلان عن الأجندة التشريعية لمجلس النواب في مستهل انعقاده الحالي وما تضمنتها من إدراج مشروع قانون الأحوال الشخصية العام للمصريين… وتساءلت؟ أين يرقد مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين منذ نادي به دستور 2014؟.. فإذا كان مايزال لدي الكنيسة فلماذا ينتظر هناك؟.. وإذا كان لدي مجلس الوزراء فلماذا لم يتم إرساله للبرلمان؟..وإذا كان لدي البرلمان فلماذا لايجد طريقه إلي المسار التشريعي نحو إقراره؟
وعقب نشر المقال بدأت رحلة البحث عن إجابات علي هذه التساؤلات وكان من البديهي أن أبدأ بالكنيسة بالرغم من ترجيحي أن مشروع القانون ليس لديها وأنها أتمت منذ زمن إعداد صيغته التي تتوافق مع التشريعات الكنسية المسيحية.. فلطالما سمعنا من القائمين علي هذا المشروع أنه جار الانتهاء منه وأن الاجتماعات متواصلة بين الكنائس القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية للوصول إلي توافق عام بينها علي مواده وأحكامه..لذلك كنت أكاد أقطع أن الكنيسة أنجزت ذلك وأن مشروع القانون قد غادرها إلي الحكومة لتتقدم به إلي البرلمان.
لكن عند الكنيسة كانت المفاجأة تنتظرني,حيث صرح مصدر موثوق قريب الصلة بمشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين: أن المشروع لايزال في ملعب الكنيسة ولم يتم إرساله بعد للحكومة لأنه لايزال يخضع للفحص والمراجعة والتمحيص من جانب الكنيسة الكاثوليكية قبل أن تعقد الكنائس الثلاث اجتماعا مشتركا للاتفاق التام والنهائي بشأنه… وأصارحكم القول إنني لم أستطع تفهم الأسباب التي تقف وراء هذا الوقت الطويل جدا والذي تجاوز الأربع سنوات منذ صدور الاستحقاق الدستوري وكفالة قانون للأحوال الشخصية للمسيحيين والذي استغرقته عملية صياغة مشروع القانون والاتفاق عليه بين الكنائس المعنية… فهي صاحبة المصلحة في المقام الأول وهي المتضررة من تأخر إصدار ذلك التشريع… فهل مازال هناك أمل في تجاوز هذا التأخير وسرعة إرسال مشروع القانون
للحكومة بحيث يلحق دور الانعقاد الحالي في البرلمان؟..
أتمني ذلك..كما أتمني أيضا ومازلت ألح, أن يتضمن مشروع القانون ما يخص مساواة المرأة بالرجل في المواريث.