الأقباط متحدون | رد على بيـان الأزهـر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٤٧ | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ | ٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رد على بيـان الأزهـر

الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :مهندس/عزمي إبراهيم

إلى الرجل الكريم شيخ الأزهر ومستشاره الفاضل
أبدأ أولا بأني أحترم، وأنادي باحترام، جميع الأديان والعقائد حتى الغير سماوية لأن المفروض فيها والمقصود منها نشر مبادئ إنسانية قبل كل شيء. وأحترم، وأنادي باحترام، رئآسات هذه العقائد. وقد أحزنني وساءني وساء الأقباط جميعاً ما قام به بعض المتطرفين ودعاة الدين أو مدَّعي الدين تجاه الرجل العفيف البابا شنودة ابن مصر البار ورئيس الأقباط بمصر والخارج بهجوم شرس متواصل مخطـَّط ومركـَّز مدعـَّم بالاهانات الرخيصة والافترءات الكاذبة. وأحزنني بل أخزاني كمصري، لا كقبطي فقط، أنه رغم فظاعة هذا الهجوم السافر أدبياً وقانونياً لم أرى بيانا واحداً من أي هيئة دينية أو غير دينية، ورئاسة الأزهر على رأسهم، تخطئ هؤلاء المفترين المتسلقين للسلطة على أكتاف الأبرياء وتهييج المسلمين البسطاء. أما هنا فأؤكد مخلصاً أنه ليس المقصود بهذا المقال هجوم وتجريح، بل توعية وتوضيح.


وثانياً أؤكد أنه من المستحيل أن يكون مستحباً لمواطن أن تتدخل دولة خارجية في شئون وطنه. ولكن لي تعليق على البيان أعلاه وما جاء به من تغطية للحقائق المعروفة والمتداولة في العالم على اتساعه. فلم يعد العالم مغلق الأبواب كما كان في العصور المظلمة الماضية، بل أصبح العالم قصراً باهر الأضواء به أبواب عديدة ونوافذ ومنافذ مفتوحة على مصاريعها بالفضائيات والاكترونات والانترنت والأعلام الإنسانية الواعية النزيهة وغيرها. فلم تعد هناك أسرار ووقائع ودسائس لا تنشر، ولم تعد هناك حقائق تخفى أو تحَوَّر أوتحَرَّف. حتى الأسرار الحربية الحساسة لم تعد بعيدة عن المطال.
جاء بالبيان بعض الفقرات الدفاعية أو الهجومية جذبت انتباهي بشدة، حددتها أعلاه باللون الأحمر سأقتبسها في تعليقي حرفياً مميزة أيضاً باللون الأحمر. أناشدكم يا رجال الأزهر الأفاضل وأخوتي المسلمين وكل من يقرأ المقال، وأحلفكم بكل مقدس في حياتكم من دين وإيمان ووطنية وعدالة وإنسانية، أن تعيدوا قراءة البيان وأن تقرأوا ردي أو تعليقي بعين العقل والعدل وروح الدين.
أولاً: ألا ترون بعين الحق أن ضياع حقوق الأقباط (في وطنهم) ومنعهم من بناء أو توسيع أو حتى ترميم أماكن العبادة، وعدم مساواتهم باخوتهم أبناء الوطن المسلمبن في كل مجالات الحياة من حرية العقيدة إلى توظف واسكان واعمال ومقاولات وترخيصات وغيرها من عوامل الضغط والتمييز العلني الصارخ بمعرفة الحكومات الإسلامية "صلف وغطرسة ووصاية"؟؟
ثانياً ألا ترون بعين الحق أن قتل الأقباط واهانتهم واختطاف بناتهم وحرق وهدم كنائسهم ومقر أعمالهم ومصادر عيشهم يومياً من الطوائف الإسلامية المتطرفة، دون تدَخـُّل إيجابي رادع منصف عـادل من الحكومة الإسلامية ورجال القضاء والأمن والجيش ورؤساء الهيئات الإسلامية وعلى رأسها الأزهر ودعاة الدين المعتدلين "صلف وغطرسة ووصاية"؟؟


ثالثاً: ألا ترون بعين الحق أن الأقباط (المصريون عرقـاً و أصلاً وجـذوراً) "شعب عريق له تقاليده الحضارية التي يشهد لها العالم" أكثر وأكثر وأكثر وعلى مدى دهور أطول من الحضارة العربية التي يفتخر بها البيان؟؟ هل ينكر الأزهر والمسلمون أن دول العالم، الأرقى ثقافة وحضارة ألاف المرات من تاريخ العرب، تسجد سجوداً لحضارة مصر فخراً وتمجيداً، وتسجلها وتعرضها في أعظم محافلها ومتاحفها، وتدَرِّسها في أرقى جامعاتها ومعظم مدارسها؟؟
رابعاً: ألا ترون بعين الحق أن ما يحدث للأقباط الأقلية المسالمة (في وطنهم) يومياً يمكن وصفه بأنه "نوع من القوة الغاشمة والهمجية وتتنافى مع لغة الحضارة وحقوق الإنسان والمساواة"؟؟
خامساً: ألا ترون بعين الحق أن ما يحدث للأقباط أبناء مصر يومياً في مصر "يعتبر نوعا من إرهاب القوى الكبرى وبطشا يتنافى مع الأعراف والتقاليد والأخلاق الإنسانية".. بل والمبادئ الدينية؟؟
سادساً: هل صحيح؟.. وهل أنتم حقاً مقتنعون "أن أمم الشرق وشعوبها ومصر على وجه الخصوص لم تشهد ما عرفه الغرب من حروب دينية وطائفية واضطهادات عرقية عانت منها الإنسانية"؟؟
1- أليس تاريخ الشرق العربي مرصعاً "بحروب دينية وطائفية واضطهادات عرقية عانت منها الإنسانية" بدأت بغزوات وحروبات دموية رهيبة ضد غير المسلمين (في أوطانهم: في مصر والشام والعراق وفارس والهند وشرق افريقيا وأسبانيا) لاستيطان بلادهم واستعباد شعوبهم والسيطرة عليهم قهراً وقسراً ؟؟


2- أليس تاريخ الشرق العربي مرصعاً "بحروب طائفية واضطهادات عرقية عانت منها الإنسانية" بدأت بحروبات دموية رهيبة بين الطوائف الإسلامية المتخالفة، حتى ضد الصحابة وأسرة الرسول؟؟ أليس تاريخ المذابح والأحداث الدموية في العصر الأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني وتفريعات الدويلات بهذه العصور، مسجل بمعرفة مئات المؤرخين وأكثرهم عرب مسلمون، في آلاف الكتب والمواثيق الموجودة في مدارس وجامعات ومكتبات الشرق والغرب والهند والسند وبلاد تركب الأفيال؟؟
3- أليس صحيحاً أن "مصر على وجه الخصوص" ما زال بها أكبر أقلية مسيحية في الشرق لا لسماحة الحكم الإسلامي معهم بل لقدرات الحكم الإسلامي على القمع والكبت وإهدار كرامة وحقوق الأقباط قهراً وقسراً بصفة مستمرة دون مقاومة تذكر من الأقباط امتثالا منهم بتعاليم دينهم وحكمة رئاساتهم الدينية رغم طول هذا الضغط والظلم والتعسف والإهدار وعدم المساواة باخوتهم في الوطن؟؟
مقارنة حالتين من السماح لدولة أو هيئة خارجية بالتدخل في شئون الوطن:
الحالة الأولى: وأكرر انه ليس من المستحب لمواطن أن تتدخل دولة خارجية في شئون وطنه. وإن فـَعـَل ذلك فهي خيانة مدفوع ثمنها دولارات أو دينارات كما صدرت من هؤلاء الذين هتفوا باسم دولة أجنبية ورفعوا أعلامها على أرض مصر حديثاً في صعيد مصر وفي أهم الميادين في القاهرة عاصمتها، وعلى مسمع ومرأى الملايين المسلمين وغير المسلمين. أستحلفكم بالله.. هل يمكن وصف ذلك إلا بعدم ولاء صريح للوطن، بل خيانة عظمي!؟ ومع ذلك لم تحرك الدولة بحكامها وجيشها ورجال الدين والسياسة والقانون اصبعاً، ولم تصدر بياناً واحداً لا من الأزهر ولا من غيره يدين فعلهم الشائن والمشين لكل مصري مسلم أو غير مسلم..!!!


الحالة الثانية: وأما الآخر، ذلك الذي لم يجد من ينصفه عدالة ومساواة وحقوقاً من حكومة وقوانين ومواطني وطنه (أو بعض مواطني وطنه لأن هناك من أخوتنا المسلمين المعتدلين العاقلين مَن أهم أحن من الأقباط على الأقباط). فبعد صبر ومسالمة من الأقباط عقوداً بل قروناً طويلة لجأ بعض افراد منهم، وهم قلة، لمؤسسات إنسانية دولية مستقلة محايدة تحمي الأقليات الضعيفة في المجتمع العالمي بعد التحري والتقصي وتحقيق الوقائع والارشاد والحوار وليس فوراً بالسلاح كما يدعي المغرضون والجاهلون والمضحوك عليهم. إن استعمال السلاح لحماية الأقليات الضعيف المظلومة لا يأتي إلا عند استقواء الظالم وتصميمه على استمرار ظلمه. حتى هذا لا يتم إلا بعد موافقة وتضامن المجتمع الدولي. وجدير بالعلم أن هذه المؤسسات اشتركت في تكوينها ووافقت عليها واعترفت بها جميع دول العالم ومنهم الدول العربية الإسلامية، فاللجوء إليها ليس خيانة بأي شكل كان. إنما هي استنجاد قانوني مسموح به لمن نفذ صبره على استمرار الظلم بل والتزايد فيه، مثله مثل استنجاد الغريق لمن قد يمدّ له يداً. وجدير بالذكر أن هذه المؤسسات (التي تدعمها الدول الغربية الكافرة) قد لجأ إليها مسلمو العالم لمساندة مسلمي بوزنيا الأوروبية في التسعينات من القرن الماضي فناصرتهم هذه المؤسسات بالضغوط الاقتصادية والسياسية وبالسلاح ضد الظالم الغربي. أعتقد أن رجال الأزهر لم ينسوا ذلك أو لم يغفلوه.. إلا عمداً.
من المَلــُوم؟
مرة أخرى أكرر انه ليس من المستحب لمواطن أن تتدخل دولة خارجية في شئون وطنه. ولكني ألوم الحكومات والقوانين ورجال الدين والقضاء والأمن بهذا الوطن على تطبيق أحكام وقوانين وشرائع لاإنسانية ولاحضارية على طائفة من أبناء الوطن إجباراً وتعسفاً عالمين أنها تتنافى مع دينهم وعقائدهم. هذا بالاضافة على تغاضي هذه الحكومات والهيئات "المسئـولة إنسانيــاً وقانونيــا" عن تصرفات المسلمين المتطرفين، بل والنظر إليهم بعين الرضا على جرائمهم ومنها هتك العرض وقتل الأبرياء.. وعدم معاقبتهم، لمجرد أنهم مسلمون... ولأن المجني عليهم ليسوا مسلمين.!!!!
أحلفكم باللــه، إلهكم العادل الرحيم.. أجيبوني: ماذا يملك المظلوم ليرفع عن نفسه الظلم إذا نفذ صبره!!؟؟. إن الظلم جريمة، والسكوت على الظلم جريمة، كما أن قبول الظلم جريمة!! أن استنجاد بعض من الأقباط بالمجتمع العالمي لاسترداد حقوقهم بوطنهم كاستنجاد طفل بقريب أو جار من ضراوة أو شراسة أخيه أو مه أو أبيه.

الحـل الأفضـل:
على من يريد العدل مخلصاً ويحب الحق حقاً كما تفرضه علينا الإنسانية أولا، وكما تفرضه علينا جمبع الأديان ومنها الإسلام ثانياً. بدلا من ضياع الوقت في إصدار بيانات تخفي الحقائق، لأن العالم يعلم جيداً أن ليس بها من الحقيقة نصيب، فعهود الظلام قد مضت ووقائع التاريخ لا يجوز تحويرها، ولم يعد تحويرها يخفى على أحد. على من يريد العدل في وطننا الغالي ومن يريد المودة وا×وة والصفتء بين ابنائه من كل جنس ومن كل دين أن يبذل الجهد خالصاً لصالح الجميع (مسلمين وأقبلط وغيرهم) في مطالبة ومساعدة وارشاد الحكومات والهيئات المسئولة باصلاح الأمر داخل الوطن لنصب العدالة واقرار المساواة في الحقوق المدنية بين أبناء الوطن الواحد.
كما من واجب الأزهر ورجاله ووزارة الأوقاف ودعاة الدين العاقلين أن يقوموا بتوعية فقهاء المساجد ودعاة الدين المتطرفين والمغرضين ومدَّعي الدين بتدريس الدين المعاملة بدلا من الدين الإرهاب والتدمير والتحقير والتهييج. لقد أصبحت صلاة الجمعة في مصر جميعها (مدنـها وقراها) عبارة عن غرفة عمليات حربية ضد الأقباط، فما تكاد الصلاة تنتهي حتي تغمر الشوارع والميادين أفواج من المصلين مشحونين بالكره والحقد والغضب ونزعات الشر والفتك بالأبرياء وممتلكاتهم.
لو اتبعنا هذا الحل وسلكنا هذا الطريق لصالح مصر وأبنائها، لكان أولي الأمر (في الحكومة والدين) في عين الله وعيون البشر عادلين وناصرين للحق فيناموا قريري العين صافيي الضمير.
فيا أولي الأمر في الحكومة والقضاء والأمن والدين: بدلاً من لوم الغريق انقذوه...!!!
وبدلا من لوم المظلوم انصفوه... تنصفوا أنفسكم!!

مشاهده البيان انقر هنا
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :