الأقباط متحدون - السعودية تستقوي بالرد الروسي في قضية خاشقجي
  • ٠٤:٤٩
  • الاثنين , ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
English version

السعودية تستقوي بالرد الروسي في قضية خاشقجي

٢٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي

 كتب : سليمان شفيق

تحت عنوان"الدرس الروسي" كتبت صحيفة الرياض السعودية، أنه منذ بدء قضية مقتل جمال خاشقجي، سجلت موسكو حضوراً عقلانياً ترجم أسلوب روسيا المتوازن في التعامل مع أحداث داخلية للدول الأخرى.
 
وقالت "الرياض" في مقالها الافتتاحي امس الأحد: "إن الخارجية الروسية علقت على بيان النائب العام السعودي حول قضية خاشقجي بشكل رصين يتناسب مع أهميته من جهة، وما تقتضيه المرحلة الحالية من وجوب التعامل بواقعية مع أي حدث بعيداً عن لغة المؤامرة، من جهة أخري"
 
واعتبرت الصحيفة الواسعة الانتشار أن "الموقف الروسي يمثل قمة النضوج في الطرح والمنطق من خلال وضع الأمور في نصابها الصحيح حيث تم التأكيد أولاً على أن لا أساس للتشكيك في قدرة السلطات السعودية على التعامل مع هذه القضية بمستوى مناسب من المهنية، كما شددت موسكو على (أن تسييس مثل هذه القضايا أمر غير مقبول وأن من الضروري حلها في الفضاء القانوني حصرا)ً)
 
وأوضحت الصحيفة أن "البيان الصادر عن روسيا غلب عليه المنطق حيث يعبر عن قراءة عميقة لتسلسل الأحداث، باحثاً كما يبحث العقلاء والمنصفون عن الحقيقة، فهو يشير إلى أهم حقيقة وهي أن المملكة اتخذت منذ البداية نهجاً لتنفيذ تحقيق دقيق وموضوعي في هذه القضية بما في ذلك تعاونها مع السلطات التركية، وهو ما يعني أن لا مجال للمزايدات وتأجيج الرأي العام الدولي باستخدام وسائل إعلام مدفوعة الأجر لتجريم دولة بأكملها على فعل يجرمه القانون السعودي كما تجرمه باقي قوانين العالم ارتكبته مجموعة من الأشخاص يطالب السعوديون قيادةً وشعباً قبل غيرهم باستكمال التحقيقات معهم وتقديم المدانين منهم إلى المحاكمة في المملكة تحقيقاً للعدالة"
 
وخلصت الصحيفة العريقة إلى القول: "من يقرأ التاريخ ويتابع الأحداث يدرك حتماً أن السياسة الروسية أبعد ما تكون عن الضعف أو التردد في اتخاذ القرارات، وكما أنها تعتمد أسلوب النفس الطويل في التعامل مع ما يعنيها من شؤون، إلا أنها لا تميل مطلقاً إلى سياسة خلط الأوراق وممارسة الضغوط لكسب مصالح قصيرة المدى على حساب علاقاتها الخارجية، فهي كقوة عظمى ترى أن من المهم الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وكذلك استقرار أسعار الطاقة ولكن بمنظور التوازي لا بأسلوب الفرض ولا الإملاءات كما هو الحال بالنسبة للأوروبيين وإلى حد ما بعض المؤسسات الأمريكية عندما ترتدي ثوب التبشير بالديمقراطية وتلعب على حبال حقوق الإنسان"
 
علن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، موقف بلاده من التحقيقات التركية السعودية في قضية اختفاء الكاتب جمال خاشقجي.
 
وبحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال لافروف إن روسيا ترحب بالخطوات التركية السعودية، وأعرب عن أمل موسكو بأن تكشف نتائج التحقيقات للعلن"
 
وأردف : "أدعم الدعوات الصادرة لإتمام هذا التحقيق ونحن نرحب بالاتفاق التركي السعودي حول الخطوات التي ستسمح بإجراء هذا التحقيق. وأعول على أن تكون النتائج مكشوفة للعلن".
 
على الرغم من التباين الأيديولوجي والاختلافات على صعيد التحالفات السياسية والاستراتيجية والمواقف المتعارضة حول عديد من الملفات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وروسيا لم تتأثر حتى الآن بها، إذ يحاول كل طرف إبقاء الحسابات الاقتصادية منعزلة عن السياسية قدر الإمكان، مع تغييب الأهداف بعيدة المدى، لحفظ مكانة المملكة في الشرق الأوسط
 
وانعكست محاولات تجديد التعاون الاقتصادي بين الجهتين على منتدى "الأعمال والاستثمار السعودي الروسي"، الذي عقد من ثلاثة اعوام في العاصمة الروسية موسكو،  والذي تمخض عن اتفاق بتطبيق 15 اتفاقية استثمارية متبادلة بين الدولتين، ووصلت هذا العام الي أن تستثمر المملكة أكثر من 10 مليارات دولار في مشاريع روسية، من جانبها وعدت روسيا بتقديم الدعم للمملكة في بناء منشآت نووية لتوليد الطاقة
 
وعلى الرغم من التضاد الواضح في المواقف السياسية حول الحل النهائي في سوريا الذي ترفض المملكة أن يشمل بشار الأسد، وحول التدخل الروسي في سوريا الذي تعتبر السعودية من أشد معارضيه، إلا أن كلاً من روسيا والسعودية تلتقيان في نقطة تخوفهما من تعاظم الدور الإيراني في المنطقة، والمنافسة الاقتصادية المحتملة بعد توقيع اتفاق النووي الإيراني
 
فعلى الرغم من الحلف الروسي الإيراني فيما يخص الملف السوري ودورهما الفعّال في تغذية الحرب الدائرة هناك، ودعمهما المباشر والمعلن للأسد، إلا أن هذا التحالف لا يخلو من الشكوك المتبادلة والتخوف الذي ينتاب كل طرف نحو الآخر، الأمر الذي قد تظهر أبعاده في المستقبل، كما ان الروس استغلوا قضية خاشوقجي لمنافسة امريكا وتركيا في التقرب من السعودية ويبدو ان الروس نجحوا في الامر.