فى مثل هذا اليوم.. السادات يزور اسرائيل..ويستقبل رسميا فى مطار تل ابيب
سامح جميل
الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
فى مثل هذا اليوم 19 نوفمبر 1977م ..
ان السادات شخصية جدلية قبل أن يكون رئيسا لمصر أو بعد أن صار رئيسا وكانت حياته أشبه بسيرة درامية حافلة بالأحداث والوقائع مما جعلها كانت شخصية حاضرة في العديد من الأعمال الدرامية ومنها مسلسل أمريكى بعنوان (سادات)، ومسلسل الثعلب وقام بدوره عبدالله غيث، وفيلم حكمت فهمى وقام بدوره أحمد عبدالعزيز، وفيلم امرأة هزت عرش مصر وجسد شخصيته جمال عبدالناصر، وفيلم ناصر ٥٦ وجسد شخصيته محمود البزاوى، وفيلم أيام السادات وجسد شخصيته أحمد زكى، ومسلسل أوراق مصرية وجسد شخصيته أحمد بدير، ومسلسل العندليب وجسد شخصيته محمد نصر، ومسلسل ناصر وقام بدوره عاصم نجاتى، وفيلم إيرانى هو إعدام فرعون، فضلا عن فيلم أمريكى عن حياته.ولد السادات في ٢٥ ديسمبر ١٩١٨ في ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية، وفي كتّابها تلقى تعليمه الأولى ثم حصل على الابتدائية من مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ، وانتقلت أسرته إلى كوبرى القبة بالقاهرة، وهناك أتم دراسته الثانوية عام ١٩٣٦،
والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام ١٩٣٨.وكان الاحتلال البريطانى لمصر والأحوال التي آلت إليها هما المؤرق العام لمجموعة من ضباط الجيش الذين كان السادات منهم، وقد طرد من الجيش بسبب نشاطه السياسى واعتقل في سجن الأجانب أكثر من مرة بتهم سياسية مختلفة، وهرب من السجن، ومع نهاية الحرب عام ١٩٤٥ عاد السادات إلى منزله بعد ثلاث سنوات من الهروب وشارك في اغتيال أمين عثمان في ١٩٤٦ ودخل السجن مجددا.وفي أغسطس ١٩٤٨ تم الحكم ببراءته وعمل مراجعاً صحفياً بمجلة المصور حتى ديسمبر ١٩٤٨ ثم بالأعمال الحرة، وفي ١٩٥٠ عاد إلى الجيش بمساعدة يوسف رشاد طبيب الملك فاروق، وفي ١٩٥١ تكون تنظيم الضباط الأحرار وانضم إليه وتطورت الأحداث بسرعة فائقة وقامت ثورة يوليو التي شارك فيها وأذاع بيانها بصوته، وفي ١٩٥٣ أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسندت إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة.وفي ١٩٥٤ تولى منصب وزير دولة وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلا لثلاث دورات، وانتخب رئيساًلمجلس الأمة ثلاث مرات، وفي عام ١٩٦٩ اختاره عبدالناصر نائباً له حتى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ حيث توفي عبدالناصر، وأصبح هو رئيساً للجمهورية، وأطاح بخصومه في ١٥ مايو ١٩٧١، إلى أن اتخذ قرارا مصيريا بحرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣.أدت حرب السادس من أكتوبر 1973، وعدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم (338)،
والنتائج غير المثمرة لسياسة المحادثات المكوكية التي انتهجتها الخارجية الأمريكية، والتي كانت عبارة عن استعمال جهة ثالثة «الولايات المتحدة» كوسيط بين جهتين غير راغبتين بالحديث المباشر، والتي كانت مثمثلة بالعرب، وإسرائيل، أدت هذه العوامل إلى تعثر وتوقف شبه كامل في محادثات السلام.ومهدت النتائج الطريق إلى نشوء قناعة لدى الإدارة الأمريكية المتمثلة في الرئيس الأمريكي آنذاك «جيمي كارتر» بأن الحوار الثنائي عن طريق وسيط لن يغير من الواقع السياسي لمنطقة الشرق الأوسط، وحدثت في إسرائيل تغييرات سياسية داخلية حيث فاز حزب «الليكود» في الانتخابات الإسرائيلية في 1977، وكان يمثل تيارًا أقرب إلى الوسط، وكان لا يعارض فكرة انسحاب إسرائيل من سيناء، ولكنه كان رافضًا لفكرة الانسحاب من الضفة الغربية.وعلى الجانب الآخر بدأ الرئيس محمد أنور السادات تدريجيًا يقتنع بعدم جدوى القرار رقم (338)، بسبب عدم وجود اتفاق كامل لوجهات النظر بينه وبين الموقف الذي تبناه حافظ الأسد، والذي كان أكثر تشددًا من ناحية القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل بصورة مباشرة.وبسبب هذه العوامل فضلًا عن تدهور الاقتصاد المصري، وعدم ثقة «السادات» بنوايا الولايات المتحدة بممارسة أي ضغط ملموس على إسرائيل، اتخذ قرار زيارة إسرائيل بعد تفكير طويل، وبعدما قام بزيارة رومانيا، وإيران، والسعودية قبل الزيارة، وصرح «السادات» في خطاب له أمام مجلس الشعب بأنه «مستعد أن يذهب إليهم في إسرائيل».وقام «السادات» أيضًا بزيارة سوريا قبيل زيارة إسرائيل، وعاد في نهاية اليوم بعد أن حدثت مشادة كبيرة بينه وبين السوريين، لأنهم كانوا معترضين على الزيارة، فيما قال له الرئيس الروماني، نيكولاي شاوشيسكو، إن «مناحيم بيجن بلا شك صهيوني وصهيوني جدًا، ولكنه رجل سلام، لأنه يعرف ما هي الحرب، ولكنه أيضًا يريد أن يترك اسمه علامة في تاريخ الشعب اليهودي».
كما سبقت زيارة «السادات» للقدس، مجموعة من الاتصالات السرية، حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر، وإسرائيل في المغرب، تحت رعاية الملك الحسن الثاني، التقى فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، موشى ديان، وحسن التهامي، نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية، وفي أعقاب تلك الخطوة التمهيدية قام «السادات» بزياراته لعدد من الدول.وفي افتتاح دورة مجلس الشعب في 1977 أعلن «السادات» استعداده للذهاب للقدس، بل والكنيست الإسرائيلي، وقال: «ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم»، إلى أن قام بالفعل بزيارة إسرائيل في 19 نوفمبر 1977، وألقى خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977، وقال فيه إنه يستهدف السلام الشامل.ودعا «السادات» «بيجن» لزيارة مصر، وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية، وبعد اجتماع الإسماعيلية بدأت اللقاءات وأيضًا المماطلات الإسرائلية، فألقى السادات خطابًا في يوليو 1978 قال فيه: «إن بيجن يرفض إعادة الأراضي التي سرقها إلا إذا استولى على جزء منها، كما يفعل لصوص الماشية في مصر»، إلى أن بدأت مباحثات كامب ديفيد، والتي انتهت بالاتفاقية التي تحمل نفس الاسم...!!