الأقباط متحدون | (25) رثاء الأب متى المسكين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ | ٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

(25) رثاء الأب متى المسكين

الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ - ٠٩: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل

  الرثاء يعنى في اللغة (من) رَثـَى فلان فلاناً، يَرْثيهِ ومـَرْثِيَةً إذا بـَكاهُ بعدَ موتِهِ، فإنْ مَدَحَهُ بعد موتِهِ قيلَ رَثّاهُ، يرثيهِ وترثيهِ ورثيتُ الميتَ، رثياً ورثاءً ومرثاةً
ومرثيةً، ورثيتـُهُ، مدحتـُهُ بعدَ الموتِ وبكيتـُهُ ورثيتُ الميتَ أيضاً إذا بكيتـُهُ وعدَّدتُ محاسنَهُ. وكذلك إذا نظمتُ فيه شعراً.

ويرجع تاريخ الرثاء وتعيين أول من رثى هو أمر صعب جداً، لأنّ الرثاء ينبع من أعماق النفس عند إلمام النائبة وفقد الأعزاء، والرثاء يمثل الآلام الباطنية في صورة ألفاظ وعبارات مُحرقة بحيث تؤثر في سامعيها تأثيراً مَضضاً ومؤلماً، فإذن لا نستطيع أن نحدّد زماناً خاصاً لبدء الرثاء في تاريخ البشر. لأنّ الإنسان قد عاش من بداية حياته على الكرة الأرضية مع الكوارث والنوائب والحوادث المؤلمة التي تهز القلب هزاً شديداً وكان لتلك الحوادث تأثيرها العظيم في النفوس.
وهكذا عبَّر الدكتور"سامي ..." في يوم 12 يونيو 2006م عن حزنه على فراق الأب متى المسكين برثاء هذا نصه:
آه يا أبي كم ستوحشنا كلماتك كم سنتوق إلى تأملاتك؟

إن مئة ضعف عمرك على الأرض لا تكفي لاستكمال ما بدأته منذ ستين سنة!!
الكنيسة محتاجة لك وأولادك جَوْعَى لقلمك.
آه يا أبى هل عيَّدت للعنصرة في الفردوس؟

آه يا أبي هل شاهدتَ عمل الروح القدس في الكنيسة على الطبيعة ورؤيا العين بعدما ضيعت عمرك تُعلِّمنا عن عمل الروح فينا.
آه يا أبي هل تحسست في الفردوس مفاعيل القيامة ومعنى الصليب وضريبة الدم.
هل التقيت أبونا بيشوى كامل حبيبك وحامل الصليب؟ الذي قلت عنه يوماً لماذا تتكلم يا أبى فوجهك عظة؟!!
هل تصافحتما بعدما أرسلتَ له أثناء مرضه تقول عن مشاعرك تجاهه إنها مشاعر لا يفسرها إلا صليب المسيح؟
هل صافحت القديس أنبا مقار الذي رسَمتَ له أيقونة ويداه مُقدَّمتان أمام من يصافحهما؟
كيف وجـَدْتَ أمنا العذراء؟ كيف كان لقاؤك مع بولس الرسول الذي اقتبستَ من كلماته ملايين الاقتباسات على مدى كل كتاباتك؟
كيف تحدثت مع يوحنا الحبيب؟ وما هو رأيه في كتابك عن إنجيل يوحنا وماذا قال لك داود الملك عن ما كتبت في مزاميره؟
هل تشعر الآن أن المسافة شاسعة بين ما رأيته وما كتبت عنه؟
آه يا أبي لا أستطيع أن أتخيل مكتبتي دون إضافة الجديد من كتبك إليها.
آه يا أبي منذ أربعين سنة لم أقرأ إلا لك فلماذا تذهب قبلي فلمن سأقرأ بعدك؟
آه يا أبي إن مئة ألف آه لا تكفى لتـُعبِّر عن لـَوْعتى في غيابك".

على أية حال،عبَّر آخرون برثائهم على رحيل الأب متى المسكين بكلمات من القلب، نذكر منها على سبيل المثال ما قاله "صموئيل..." في 3 نوفمبر 2006م هذا نصه: "أصلى إلى الرب أن يـُنيح نفس أبونا الحبيب أبونا متى المسكين في أحضان أبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب وأن ينعم لنا الله بصلواته أن نتلذذ بكتابته القيمة التي لا توجد في هذا العصر الحديث، ولا عظاته التي مهما تكلم جميع من هم مهتمون بعلم اللاهوت فلا يقدرون أن يتكلموا بمثلها، لأنه باختصار شديد لماذا نقول أن كتاباته قيِّمة؟ هو لم يدَّعى بأنه كتبها بفلسفته، بل لأنه عندما كانت مدرسة الاسكندرية اللاهوتية في مرحلة انهيار ودمار كان لابد أن تنتقل إلى مكان أمين توضع به هذه المكتبة القيـِّمة التي لا توجد في أي مكان آخر، ولأنه كان لا يوجد في هذه المرحلة التاريخية من الأديرة الزاهرة والعامرة وبها نشاط رهباني إلى حد ما مع وجود أديرة وادي النطرون، لكن لم تكن بها نهضة عمرانية في ذلك الوقت، لذلك انتقلت المكتبة بكل ما فيها من كتب وذخائر ومخطوطات إلى دير القديس أنبا مقار، وكانت بها كتابات الآباء العظماء الأوائل. لذلك كانت الحكمة التي روى بها أبونا الحبيب كتاباته. لقد كـُتبت بروح الآباء الأوائل وبنفس تعاليمهم، وهذا (عكس ما يدَّعي البعض دون سند لاهوتي علمي) بأن كتابات أبونا متى بها هرطقات! أُصلى من أجلهم أن يردَّهم الله إلى طريق الصواب آمين".

أما "مينا فايــق" فكـَتـَب تعليقاً على رحيل الأب متى المسكين تحت عنوان "حبيب روحي وأليف نفسي وصديق عقلي" بتاريخ 17 سبتمبر 2006م يقول فيه: "أبداً لن أعرف ولن أستطيع قط أن أُعبِّر عن مدى اشتياقات قلبي وعشق روحي للأب متى المسكين أبويا ومعلمي الفاضل والأفضل بين جميع من عرفتُ في الأوساط الروحية والكنسية والعالم أجمع، فلن أجد ثانية في تاريخ عمري - وأثق أنني لن أجد - في أي عصر مضى أو سيأتي بنعمة الله من يماثل هذا الأب. قد يعترض عليَّ معارض فيما أقول ولكن هذا رأيي الذي لن أتنازل عنه قط، فهذا الشخص لـَمْلـَم ذخائر النعم الروحية وجمعها لنا في هذا العصر المبارك والمتبارك بوجوده. لأنه في الحقيقة أشعر في وجداني أن هذا الإنسان كان نسمة من القدير للبشر لاسترداد الطاقات الروحية الكامنة في وعي الإنسان الذي تبلد، فأيقظه هذا المبارك القديس متى المسكين الذي لم يضاهيه أحد في هذا الجيل وأعتقد من وحي حبي وعشقي له وتعصُّبي وتمسُّكي المستنير له بأنه في كل العصور على الإطلاق أتمنى من إلهي ومُخلـِّص حياتي أن يفتح أذهان الناس المنغلقة على نفسها لتدرك إنارات الروح في كلامه وكتاباته المنيرة الرهيبة. شكراً لمن قرأ كلامي، وأُصلِّي لانفتاح ذهنك أكثر فأكثر بنعمة المسيح وصلاة أبونا الحبيب".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :