باقر سلمان أستاذ علم الاجتماع : الهياكل الاقتصادية المنتجة في دول الخليج متخلفة والموظف الأجنبي يحكم تلك البلاد

قال الدكتور باقر سلمان النجار ، رئيس الجمعية العربية لعلم الاجتماع ، وأستاذ علم الاجتماع ، أن المعوقات التي تقف في وجه الحداثة في بلاد الخليج العربي ، هي القوى القبلية والدينية والسياسية داخل تلك البلاد ، خلال التقرير التالي سنعرض لكم أهم ما قاله الدكتور باقر سلمان مؤلف كتاب " الحداثة الممتنعة في الخليج العربي" ، خلال لقاءه مع فرانس 24 .

 

قال الدكتور باقر سلمان ، استطاعت كوريا الجنوبية أن تحقق نموا كبيرا في الاقتصاد ، وبعض الجوانب الأخرى مثل هذا الكم الكبير من الاستقرار الذي تشهده البلاد ، نتيجة أنها نجحت في أن تحدث تغييرات أخرى غير الاقتصاد ، موضحا ان البلاد العربية خاصة دول الخليج تعتمد على التغييرات الاقتصادية فقط .

 

أكد سلمان أن التغييرات الاقتصادية في البلاد لا تعبر عن الحداثة ، لان الحداثة ترتبط بعوامل أخرى غير التغيرات الاقتصادية ، موضحا أن دولة مثل كوريا الجنوبية أصبحت دولة حديثة بسبب اعتمادها على القوة الثقافية والاجتماعية ، والابتعاد عن العادات القديمة التي جعلتها لا تستطيع مواكبة الحداثة .

 

قال سلمان ، أن الحداثة لا تأتي بسهولة ، لذلك عانت أوروبا كثيرا حتى تصل لما أصبحت عليه اليوم ، مؤكدا أن البلاد الأوروبية دفعت الكثير من الثمن من اجل الحداثة ، والدليل على ذلك الصراعات الداخلية التي قامت داخل البلاد الأوروبية ، والتي رفضت العادات القديمة ، وهو الأمر الذي جعل أوروبا تحمل شعلة الحداثة والتقدم عكس بلاد الخليج .

 

أشار سلمان ، أن دول الخليج حققت نجاحات كثيرة في الاقتصاد ، لكن على الصعيد الأخر هي لا زالت تحبو على سلم الحداثة ، بسبب القبلية المنتشرة داخل البلاد العربية والتي ترفض إي مسار للحداثة ، مؤكدا أن العناصر القبلية تشغل مناصب سياسية داخل تلك الدول .

 

أوضح سلمان ، أن الحداثة تنتشر في المجتمعات عندما تتهيأ لها البلاد ، وياتيء ذلك عندما تتحقق العدالة الاجتماعية داخل البلاد ، ويصبح الجميع متساوون أمام القانون ، مؤكدا أن الحداثة تأتي بشكل جديد لتوزيع القوة داخل البلاد ، مثل العمل على دعم قيم المواطنة والديمقراطية ، وعدم إرهاب المعارضة ، لان المجتمع المريض من الصعب أن يعرف الحداثة والتقدم .

 

قال سلمان ، اعترف أن دول الخليج بها بنية أساسية في غاية التطور ، لكن الهياكل الاقتصادية المنتجة داخل بلاد الخليج لازالت متخلفة ، هذا ما يقوله الواقع ، تلك الدول تعتمد على البلاد الأوروبية في كل شيء .

 

لفت سلمان الانتباه ، أن المواطن الخليجي لا يستطيع عمل أي شيء بمفرده ، إذ أصبح الموظف الأجنبي هو من يقوم برئاسة الشركات داخل بلاده ، وهو من يقوم بتصميم المدارس لأبنائه، ويشيد ناطحات السحاب والأبراج ، متسائلا أين الحداثة في دول الخليج ، الموظف الأجنبي هو من يحكم تلك الدول .

 

قال سلمان ، على الرغم من كل هذا ، إلا أن دول الخليج بها تغيرات مهمة من الناحية الاقتصادية ، وانفتاحها على العالم الأوروبي ، قد يودي ذلك إلى الحداثة داخل بلاد الخليج ، لكن بعد عقود من الزمن ،  موضحا أن القوى الاجتماعية داخل تلك البلاد نادت بحقوق المرأة وحقوق الأقليات  وقد شاهدنا المرأة السعودية تقود السيارة ، مؤكدا أن كل ذلك التغيير ينبأ بتحسن الأوضاع داخل بلاد الخليج لكن بعد عقود من الزمن .