الأقباط متحدون | بعيدا عن أعين الرجال..المسابح النسائية في لبنان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٨ | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ | ٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بعيدا عن أعين الرجال..المسابح النسائية في لبنان

دويتشه فيله (DW) | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١١ - ٠٩: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


 للنساء فقط!- مسابح تلبي رغبات النساء بقضاء وقت مميز بعيدا عن الرجال. وبالرغم من كثرة المسابح المختلطة في لبنان إلا أن المسابح النسائية، تبقى، أحيانا، العامل الأبرز لجذب النساء اللواتي لا يردن ارتياد المسابح المختلطة.
على الشاطئ البحري الممتد من بيروت إلى منطقي خلدة والجية جنوب بيروت، تتوزع المنتجعات البحرية بين تلك المختلطة والأخرى المخصصة للنساء فقط. فتتشابه الأسماء الأجنبية للمسابح ذات النوعين ولا يمكن تفريق أحداهما عن الآخر إلا بعبارة تذيل تحت الاسم الأساسي للمسبح "للسيدات فقط". فتزدحم النساء عند مسبح "كوستا برافا" في بداية الشاطئ البحري قرب المطار، أو "وايت لاغونا" الذي يبعد عنه لمسافة قليلة مسبحي "بلفيو" و"بونداي" الأحدث بينهما والذين افتتح منذ عامين.

الشكل العام للمسابح النسائية عادة ما يكون موحداً من خلال ملصقات إعلانية ضخمة تعلق على حدود المسبح من الخارج وتتوجه برسالتها الإعلانية للمرأة فقط فتؤدي دورا لتخفي خصوصية المكان الأنثوي الطابع عن أعين المتطفلين وتجذب المرأة في الوقت عينه لشراء مستحضرات تجميل من ماركة معينة أو زيوت تسمير أو أدوية تنحيف.
تسترخي الفتاة العشرينية على حافة حوض السباحة، تهز ردفيها على وقع صوت الفنانة نجوى كرم في أغنيتها الجديدة التي تصدح من الميكروفونات التي علقت في أرجاء المسبح، وتضع على جسدها في الوقت ذاته زيت التسمير الملتصق بها كالظل، تضع منه بكرم فائض على كل أنحاء جسدها حتى تصل إلى الجزء العلوي، فتفك شرائط "المايوه" بحركة عفوية وتضع مزيدا من الزيت على الجسم المتعرق أصلا من وهج الشمس. الحركة العفوية تلك، لا تثير استغراب بقية النساء الممدات على كراسي البحر، فمعظمهن أرخين القطعة العلوية للباس "المايوه" طمعا في لسعة شمس ولون ذهبي يصبغ أجزاءا لامرئية أمام العالم الخارجي لتبرز خبايا الجسد فقط في بحر النساء.

تترك وفاء الأربعينية السجية لجسدها بالإستلقاء بالطريقة التي تناسبه على كرسي البحر، فعيون الرجال المتطفلة غائبة عن المكان بعكس المسابح المختلطة. تبدو المرأة المتزوجة والأم لثلاثة أولاد في عالم خاص بها تزينه خطوط الشمس الذهبية المتلألئة على بشرتها البرونزية، لتكتسب مزيدا من السمرة أو السواد لا فرق طالما أن زوجها يحب المرأة ذات السمرة الزائدة، "وكلما اشتد اللون كلما فرح حبيب القلب" تقول بثقة أنثوية وهي تردد أغنية للفنانة نانسي عجرم قررت إدارة المسبح وضعها مع تقدم النهار. لا تنكر وفاء من أن ارتيادها للمسبح النسائي ليس نابع عن قناعة شخصية وإن كانت تستمتع هنا بحرية أكبر لا يمكن لأي سيدة أن تجدها في مسبح يرتاده الرجال، والسبب الإضطراري وراء ارتيادها هذا النوع من المسابح يعود إلى غيرة الزوج الذي لا يطيق نظرة أي رجل غريب إلى مفاتن جسد زوجته، فتعلق ساخرة من هذه العقلية "لا يعرف زوجي أن المرأة تتلصص أحيانا أكثر من الرجل". لا تكاد وفاء تنهي جملتها حتى تشير إلى مجموعة من النساء بجانبها وهن يدققن في جسد امرأة تختال أمامهن، فيتهامسن متآمرات ثم يضحكن عاليا.
مقاييس جمالية غائبة في بحر النساء

صورة التقطتها مراسلتنا من على بعد للمتردات على المسابح النسائيةصورة التقطتها مراسلتنا من على بعد للمتردات على المسابح النسائيةفي زاوية المسبح وبعيدا عن ازدحام حوض السباحة، تتحلق أربع نساء في العقد الخامس من العمر حول ركوة من القهوة والنرجيلة. يبدو أنهن أردن مكانا منعزلاً عن النساء الأخريات يفرغن فيه همومهن ويتمتعن بإجازة نسائية، بعيدا عن شهوة اكتساب اللون الذهبي أو التمتع بمياه البحر. بصوت عال، كأن لا آذانا هنا تصغي إلى أحاديثهن غير آذانهن، تشكو كل سيدة همها للأخرى. ومحور الأحاديث هو الرجل دائما،فالمصيبة لديهن واحدة وأساسها الرجل. تقف إحداهن وهي الأكثر بدانة بينهن تدل صديقاتها على الأجزاء التي تحتاج شفطا للدهون وإلى تلك الخيوط البيضاء "السيلوليت" التي ستشتري إحدى المساحيق التي تهتم بإخفائها كما يقول الملصق الإعلاني على مدخل المسبح. تشير إلى ذلك علانية بلا خجل، فهي هنا في عالمها الخاص وفيه تستطيع الإفصاح عن كل عيوبها الجسدية .

تتوقف الصبحية النسائية لبرهة على وقع صوت "خشخشة" لخلخال ذهبي يتراقص في قدم الصبية الشقراء التي تختال أمامهن بجسمها الممشوق الذي يغطي "البيكيني" أجزاءا تكاد لا تذكر منه، والكعب العالي الذي يضفي إلى طولها المقبول نسبيا عدة سنتيمترات إضافية ترفعها عن الأرض. يستفزهن مشهد الصبية التي ما زالت بشرتها تحافظ على النضارة والتماسك، فيما هي تتراقص أمامهن كأنها على خشبة لعرض الأزياء. تحاول إحداهن الترويح عن نفسها وإخراج صديقاتها من الصورة القاتمة لمقاييس جمالية فقدناها منذ سنوات طويلة مرت لا يستطعن إستردادها، فتسألهن بلامبالاة مصطنعة "من تريد صبغ شعرها بالحنة؟". تبدأ السيدة بتحضير الحنة، فيما تنسدل خصلات الشعر التي يغزوها الأبيض مهيأة نفسها لتغيير بسيط قد لا يخفي "عيوب الجسد" أو يظهر من تحت الحجاب ولكنه بالطبع سيضفي ثقة أكبر بالنفس لديهن.

رجل الأحلام الغائب الحاضر..

يختلف المشهد على الشاطئ البحري عن المساحة حول بركة السباحة، حيث يبدو المكان كأنه خصص للصبايا الأصغر سنا أو أولئك العازبات اللواتي ينتظرن "عريس العمر". يبدو ذلك من كثرة مظاهر الترفيه التي تحاول الصبايا ملء استراحتهن البحرية بها. فتجد البصارة "أم هيثم" التي باتت معروفة بين مرتادات المسبح ضالتها في زبونات يتلهفن لسماع أي خبر يثلج صدورهن عن عريس المستقبل أو الحبيب المنتظر. ولأم هيثم عبارات محددة ترددها دائما لإستقطاب جيوب الصبايا إليها "انشالله سنفرح بك هذا الصيف" أو "بعد إشارتين ستلتقين برجل أحلامك". فتنسج الصبية في مخيلتها أحلاما تتحرك بعصا البصارة السحرية، فتشعل سيجارة وتنفث من دخانها عميقا مطمئنة أخيرا إلى دخولها بيت الزوجية ولو بعد حين.

الشابة التي أرخت جسدها على الرمال الرطبة، يبدو أنها ملت من كلام البصارة الذي لا يتحقق فارتأت إجراء تغيير بسيط في الخطة علها تنجح في استقطاب الشاب الذي تريده إليها، طالبة من المرأة التي ترسم الوشم برسم "تاتو" عبارة عن قلب صغير على كتفها الأيمن، خدمة لا تتوفر إلا في مسابح النساء. على مقربة منها انتهت شابتان للتو من وضع طلاء الأظافر الأحمر الفاقع بعد أن دهنتا وجههما بمساحيق التجميل كأنهما ذاهبتان إلى حفلة صاخبة يلتقيان فيها بالرجل المنشود. حفلة ستبدأ في عين الشمس بعد لحظات عندما تتأهب الصبايا ذوات الأجساد اللامعة والمشبعة بزيوت التسمير للرقص على موسيقى "ألف ليلة وليلة" فتلف المناديل الخصور المتمايلة وتتلوى الفتيات بغنج لجمهور تمنين ربما في هذه اللحظة ان يكون ذكوريا أكثر من أي شيئ آخر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :