قلم / فيبي القمص
الي قداسة البابا المعظم ابويا واب كل الاقباط اتوجه اليك ياسيدنا برسالتي إلي قداستكم مراعية تماما ما نحن نمر به من اوقات عصيبة على مصر وعلى الكنيسة القبطية ولكننا نؤمن بوعد الله لنا ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها على الرغم من كل الحروب التي قد تتعرض لها الكنيسة ولكن بالفعل ربنا موجود
سيدنا وابويا من واقع الأحداث المؤسفة والمؤلمة لقلوبنا لنا جميعاً نحن الأقباط التي حرك بها الشيطان قلوب ضعيفي الأيمان لإستغلال قضاياهم ومعانتهم الشخصية للحشد بهم من قبل بعض الأشخاص الذين يدعو أنهم مسيحيون ولكنهم بالحق ينكرون الإيمان الحقيقي بالله وصفاته الإلهية متغاضيين عن مبدأ الكتاب المقدس ومتغاضيين عن هدم المجتمع الكنسي أو البيوت المسيحية ولكنهم فقط يسعون وراء الزعامة المتطرفة ضد الكنيسة مهما كان تكلفة هذا من انقسام في الكنيسة او البيوت او العائلات معلنين الاعتصام بالكتدرائية مع عدم مراعاتهم ان هذا المكان الذي كتب عنه بيتي بيت الصلاة وهذا باب السماء
وايماني بالفهم والمعنى الحقيقي للكنيسة التي هى جسد المسيح وغيرتي القوية من نحو الله والكنيسة قررت بان اتتبع الامور الحادثة منذ يوم الاثنين الموافق 18 يوليو الماضي الي وقت كتابة هذه السطور
فقط ذهبت لمقر الكتدرائية المرقسية بالعباسية بعدما جاءني تليفون عما جرى في المقر هناك وبالفعل وصلت الي هناك وكانت الامور متأزمة للغاية وبعد المحاولات في احتواء الموقف من الناس الواقفين هناك والسماع لهم قمت بوعدهم اننا نسمع لهم بهدوء وبدون غضب لان غضب الانسان لايصنع بر الله وكلام الحكماء يسمع في هدوء
وبالفعل وبعد مجهود شاق في عملية البحث عن من يستطيع ان يشاركني هذا المؤتمر بدون ان تكون له اغراض شخصية للانتفاع من وراء هذا الحدث
وبعدها قمت بالاتصال بالسيدة الموقرة مننا جميعا الدكتورة جورجيت قليني التي بدورها قامت بالترحيب جدا بالفكرة وبالتشجيع عليها ولكنها اعتذرت عن الحضور بسبب سفرها إلي امريكا في فجر نفس اليوم ولكنها وعدت إنها سوف تنظر لأمر هؤلاء بعد عودتها بشرط ان لا تتعارض حل مشاكلهم مع الكتاب المقدس والكنيسة
وبالفعل تم عمل المؤتمر يوم الجمعة الثاني والعشرين من يوليو الحالي تحت رعاية مركز الكلمة لحقوق الانسان وفي المقر الرسمي للمركز بحدائق المعادي مع مؤسسة التفاعل الاجتماعي للمشورة الاسرية وقد تفضل المستشار ممدوح نخلة بفتح المركز وقلبه لهولاء الناس لاحتواء الموقف والعمل على حل المشكلة
بدأ المؤتمر فعاليته في تمام الساعة السادسة ونصف مساء وقد قام سيادة المستشار ممدوح بفتح اللقاء معبرا للحاضرين عن نفسه بأنه ابن الكنيسة التي لم ولن يكون ضدها في يوم من الايام ولكنه سوف يسمع لهم ويحاول إزالة سوء الفهم الذي حدث بينهم وبين الكنيسة قيامه بشرح مطالبهم لقداستكم
لم أخف على قداستكم فقد كانت البداية صعبة بالنسبة لي أكثر من جميع الحاضرين خوفا من تدخل ذوات المصالح الشخصية والمستغلين للناس البسطاء ان يحدثوا الشغب اثناء فاعليات المؤتمر ولكن كانت المفاجأة عندما تقدم كل شخص فيهم على حدة بشرح مشكلته بكل احترام فقد كانوا يتكلمون عن مشاكلهم ويعبرون عنها بعيداً عن أي تجريح لأي شخص أو رمز ديني ألا القليل منهم اللذين كانوا فقط ثلاثة افراد من عدد مائة وعشرين شخص وقد كان هولاء الثلاثة لهم مصالحهم الشخصية في فعل ذلك. فمنهم من كان يعمل وسيط زواج بين المطلقين وبالتالي لايريد بان يكون هناك حل لمثل هؤلاء.
وإليكم ياسيدنا اهم مشكلاتهم:
أولا: اناس يحملون شهادات صادرة من المجلس الاكليريكي موجهة للمحكمة حيث يقر المجلس بها ان بعد حصول هولاء على الحكم سوف تلتزم الكنيسة باعطاء التصاريح اللازمة للزواج.
ولكن مع أن الشهادة التي علمت من خلال اصحابها انها اعطت لهم لتكون سند يؤيد المتقدم بها بوقوع الظلم عليه فلم يستطع هؤلاء أن يحصلوا على الحكم بسبب عدم ثبوت الادلة التي أخذت بها الكنيسة فالمحكمة لم تأخذ بها كدليل للأثبات اذ ينبغي الاثبات ان يكون عن طريق محضر رسمي بواقعة الزنا لاثبات ذلك أو من خلال تصريح من النيابة بالتسجيل للمكالمات الدالة على ذلك
وبهذا كان التضرر لأصحاب هذه القضايا رفض قضاياهم من قبل المحاكم والقضاء بالرغم من قبولها كنيسيا
ثانيا: بعض الناس حاصلين على شهادات من المجلس الاكليريكي بالبطلان للزواج ورفض القضاء لهذا البطلان حيث يعترف بالعقد المدني الذي حرر من قبل موظف مختص يحمل دفتر لتوثيق الزواج بالرغم من تجريده من الكنيسة
او بعض من حصلوا على البطلان على سبيل الغش ولكن مع ذلك عندما اقروا برفع الدعوى كان الوقت المعين لذلك قد نفذ بالرغم ان الكنيسة كانت تنظر في الامر في المدة المحددة لذلك
ثالثا: من كانوا من الحاضرين قد رفع الطرف الاخر عليهم طلاق بتحويل ملة ثم قام بالزواج مما يتيح لهم الحصول على تصريح ولكنها لم تحصل على ذلك الي الان لعدم استطاعتها الحصول على قسيمة الزواج الثانية له بالرغم من انه يعيش مع الزوجة الجديدة في نفس شقة الزوجية للزوجة القديمة التي هى بحالها في الخارج باولادها
رابعا: طول الوقت الخاص بالنظر في القضايا داخل المجلس بسبب مركزية المجلس لكل مشاكل الاقباط تعرض في مكان واحد مع قلة عدد الاباء الكهنة الذين يعملون في المجلس بالنسبة لعدد القضايا المعروضة عليهممع غياب نيافة الانبا بولا كثيرا عن المجلس
خامسا: عدم مراعاة لاحتياجات النفسية والجسدية لهم
فالمشاكل تعرض كلها من خلال قاعة واحدة مما يجرح مشاعرهم اثناء التحدث عن مشاكلهم امام جميع الحاضرين
كما اشتكى البعض بعدم تهيئة مكان للانتظار فهم ينتظرون امام المجلس في البرد او الحر بالساعات الطويلة مما يعطي لهم الشعور بعدم القيمة والدونية من قبل القائمين على المجلس وشعورهم بالحاجز والفارق الكبير بين الاباء الكهنة في داخل المجلس وبين من هم بالخارج واقفين امامه
واكيد ياسيدنا تعرف انه الي عنده مشكلة بيكون وهو ذاهب المجلس في حالة من المرارة والجرح الغائر من مشكلاته في منزله او انه يعاني من عدم الاستقرار او الشعور بالظلم ... الخ وبالتالي فهو يحتاج ليد حنونة تمتد اليه وليس للانتظار في الخارج في اجواء من الشحن النفسي من خلال مشاكل الجميع او من خلال اقارب الزوجة او الزوج
سادسا: عدم المساوة
مستشهدين بذلك التدخل السريع لحل مشكلات زوجات القساوسة مثل كاميليا شحاتة بالرغم مما يرونه في انفسهم انهم الخروف الضال الذي ينبغي ان تبحث الكنسية عنه بكل حب وحنان الي ان تعيده لاحضان الكنيسة
أولاً: بعض الاقتراحات للعمل بالمجلس بفاعلية اكثر من الماضي من قبل اصحاب المشاكل المتمسكين بالتعاليم المسيحية :
1- تحديد المدة للنظر في قضاياهم من خلال المجلس
2- العمل على لا مركزية للمجلس ولكن توزيعه لمجالس مصغرة بكل محافظة لمساعدة الناس على حل مشاكلهم
3- الزام الكنيسة للقضاء بالعمل بالحكم الكنسي من خلال المجلس ليكون القضاء صاحب التوقيع بالختم فقط وليس جهة تحقيق في الامر ويترك الامر للكنيسة في هذا الشأن كما كان الامر معمول به قبل سنة 1955 فتكون الجهة القضائية اختصاصها الاقرار فقط بما تحكم به الكنيسة
4- عمل مكتب خاص بالمشورة الاسرية بداخل المجلس وتحت اشرافه للمساعدة بعملية الصلح والتوافق بين الطرفين ولحبذا ان العمل بهذه المكاتب له نسبة مصداقية عالية ونجاح في حل المشكلات الشخصية في خارج مصر
5- عمل لجان خاصة بالنظر في القضايا داخل المجلس الاكليركي تتكون هذه اللجان من الأب الكاهن مع دكتور نفسي (او اخصائي مشورة او خدمة اجتماعية) مع شخص له صفة قانونية حتى يتسنى بحث المشكلة من جميع الجوانب الانسانية من نفس وروح وجسد للنظر في القضايا والحسم فيها من جميع جوانبها كما يفضل ان يكون احدى اعضائها من السيدات للتنوع في داخل اللجنة
ثانياً: قد كان للبعض القليل من الحاضرين المؤتمر العودة بالعمل بلائحة 1938
ثالثاً: قد كان من فرد واحد فقط ومعه المسئول عن صفحة الطلاق والزواج المدني على موقع الفيس بوك الاقتراح بالزواج المدني لتلافي المشكلة بين القضاء والكنيسة
وفي نهاية رسالتي إليك ياسيدنا لاننسى دموعك وصلواتك لنا ولكنيسة المسيح في مصر في الوقت الحالي العصيب با فنحن بالفعل نعيش ببركة صلواتك ولاننسى القول الذي نعيش به وشعار الكنيسة في ظل قداستكم (ربنا موجود)
وبناءا عن الجميع اقدم اعتذاري عن كل ماحدث في الايام الماضية في ظل هذه الاحداث المؤسفة صلواتك ياسيدنا ان يرفع الله عننا هذا الكرب عنا وعن بلادنا مصر الحبيبة امين