الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..«الشاذلى» يتحدى السادات.. واحمد إسماعيل: كيف تخاطب الرئيس بهذا الشكل؟
  • ٠٦:٤٥
  • الاربعاء , ٢١ نوفمبر ٢٠١٨
English version

في مثل هذا اليوم..«الشاذلى» يتحدى السادات.. واحمد إسماعيل: كيف تخاطب الرئيس بهذا الشكل؟

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٠: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨

.. الرئيس أنور السادات
.. الرئيس أنور السادات

 سامح جميل

 فى مثل هذا اليوم 21 نوفمبر 1973م ..

دعا الرئيس أنور السادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الاجتماع يوم 21 نوفمبر 1973 «مثل هذا اليوم»، وأمام الاجتماع استعرض الأحداث الجارية منذ بدأت الحرب ضد إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973.
 
كان من بين الحضور الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكانت قصة «ثغرة الدفرسوار» التى فعلتها إسرائيل فى الحرب وما نتج عنها من حصار للجيش الثالث حاضرة بالطبع فى الاجتماع، وحسب مذكرات «الشاذلى» عن «دار رؤية- القاهرة» فإن مسؤولية «الثغرة» وحصار الجيش الثالث كانت تقلق السادات وتدفعه للبحث عن شخص لكى يلقى عليه بمسؤوليتها، وبدأ يكشف عن نواياه لأول مرة أثناء اجتماع 21 نوفمبر 1973، وقال فيه بطريقة عفوية وهو يستعرض أحداث الحرب: «إنها ليلة واحدة هى السبب فى المشكلات كلها التى حدثت، هى ليلة 18 /19 أكتوبر، لو أننا عملنا بحسم وقوة خلالها لقضينا على الثغرة، إنها الليلة التى كنت فيها يا سعد فى الجيش الثانى».
 
يشرح «الشاذلى» رد فعله على ما قاله السادات خاصة بعد أن ذكر اسمه علانية أمام الاجتماع: «لقد فهمت بسرعة ماذا يقصد الرئيس من وراء هذا، وتعجبت لماذا يختار هذه الليلة بالذات، وهل يعتقد أنه بمجرد أن يقول إن هذا كان ممكنا يوم 18 فإن الناس جميعا يجب أن يصدقوا ما يقول، ألا يعرف أن هناك علما عسكريا يقرر ما هو ممكن وما هو غير ممكن فى كل يوم وفى كل ساعة طبقا للظروف المحيطة؟».
 
بعد أن حدث الشاذلى نفسه بكل الأسئلة السابقة، رد على الرئيس: «سيادة الرئيس لقد بذل رجال الجيش الثانى أقصى ما يمكن عمله خلال تلك الليلة»، فرد السادات قائلاً: «بعد أن تنتهى الحرب سوف نقوم بتحقيق لتحديد المسؤولية عن عملية اختراق الدفرسوار»، رد الشاذلى، وحسب وصفه، لم يستطع أن يخفى ما فى صوته من ثقة وتحد: «فعلاً يجب أن نحدد من هو المسؤول».
 
انتهى الاجتماع، لكن ما حدث فيه لم ينته، حيث أدى إلى مشاحنات لفظية بين الشاذلى والفريق أول أحمد إسماعيل، ويذكرها الشاذلى قائلاً: «بعد أن انتهى الاجتماع رافقته أنا والوزير إلى عربته كما هى العادة، وبعد أن غادر الرئيس مبنى القيادة، وفى أثناء عودتنا إلى الداخل قال لى: «كيف تخاطب الرئيس بهذا الشكل؟ ولماذا تأخذ كلام الرئيس على أنه اتهام لك؟ هل أنت قائد الجيش الثانى؟ إذا كانت هناك مسؤولية فهى مسؤولية الجيش الثانى؟».
 
بعد تدافع هذه الأسئلة، رد الشاذلى: «مجرد وجودى فى الجيش الثانى يجعلنى مسؤولاً عن كل ما يقوم به الجيش من أعمال، لقد وافقت وشاركت فى كل قرار اتخذ فى الجيش خلال الفترة التى عشتها معهم»، ويكشف «الشاذلى»: «بعد أن انفض الاجتماع استدعيت اللواء عبدالمنعم خليل، قائد الجيش الثانى، وقلت له: يا عبدالمنعم إنى أشم رائحة الخيانة والغدر، يبدو أنهم يبحثون عن شخص يلقون عليه أوزار أخطائهم كلها، كن حذرا وحافظ على وثائق الجيش حتى لا يقوم أحد بسرقتها أو تزويرها».
 
ركز السادات على موضوع آخر «الجيش والسياسة»، قال الرئيس: «إن القوات المسلحة يجب أن تلتفت إلى عملها ولا تتدخل فى السياسة، إن عملية الفصل بين القوات هى عملية سياسية «يقصد فصل القوات بين مصر وإسرائيل»، وسواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا فإن هذا لا يعنيكم فى شىء، وعليكم أن تهتموا فقط بأعمالكم».. يعلق الشاذلى: «من خبرتنا الطويلة فى القوات المسلحة فإن مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر من رئيس الجمهورية، إلا إذا كانت ردا على شائعة أو كان المقصود منها إبلاغ شخص ما برسالة أو إنذار بطريقة مستترة».
 
ويحدد الشاذلى ثلاثة أشخاص كانوا معنيين بهذا، لأنهم على دراية كاملة بأسرار حرب أكتوبر وخفاياها: هو، واللواء عبدالمنعم واصل، قائد الجيش الثالث، واللواء عبدالمنعم خليل، قائد الجيش الثانى، حيث تمت إقالتهم، وفى وقت لاحق أقيل أيضا اللواء سعد مأمون الذى قاد الجيش الثانى حتى يوم 14 أكتوبر «أصيب بأزمة قلبية».!!