حركات قرعة
بقلم : حليم اسكندر
يعتصرني الألم والآسي والحزن الشديد لما يحدث في بلادي ألان ، فأحداث الشغب والعنف والبلطجة أصبحت هي القاعدة والاستثناء هو الهدوء والاستقرار !! وأصبح من المألوف أن تكون عناوين الأخبار كالتالي: أهالي قرية........... أو مدينة.............. يقطعون الطريق وخطوط السكة الحديد !! حوادث قتل وعنف واختطاف واغتصاب وسرقة وإتلاف وتدمير وحرق وشغب وتخريب وبلطجة!! مما يجعلني أتذكر مقولة الرئيس السابق " إما أنا أو الفوضى!!"
نعم وبكل أسف أصبحنا نعيش ونعاني ونقاسى من الفوضى وغياب الأمن والأمان وهذا نتاج طبيعي لضياع هيبة الدولة!! الدولة التي عينت محافظاً قبطياً كمحافظ لقنا وتم رفضه من قبل المتعصبين دينياً من أهالي قنا بسبب ديانته وفشلت الدولة في أن تسلمه مهام منصبه!! وتم تجميده علي أن يقوم سكرتير عام المحافظة بمهام المحافظ إلي أن أعادت حركة المحافظين الاخيره اللواء عادل لبيب محافظاً لقنا للمرة الثانية وبعد غياب سنوات كمحافظ للإسكندرية !! وهذا يجعلني اتسائل : من يحكم مصر؟؟؟؟
أولاً : أتت حركة المحافظين الأخيرة " حركة قرعه " فقد خلت تلك الحركة من أي محافظ قبطي أو امرأة ويعد هذا استجابة واضحة واستسلام غريب لضغط المتعصبين دينياً ، اشدد أنني ضد التعيين تبعاً للهوية الدينية أو النوع وأري أن المحافظ المسلم العادل والنزيه والمحايد أفضل مئات المرات من محافظ مسيحي مرتعش يحابي الأغلبية علي حساب الأقلية حتى لا يتهم بالتحيز لأبناء طائفته !! ولكن أري انه يجب أن يكون معيار الكفاءة والخبرة والأداء هو الفيصل عند التعيين في المناصب المختلفة أو الوظائف العامة!! ومنا هنا اسأل ألا يوجد بين الأقباط أو السيدات في طول البلاد وعرضها من يصلح لمنصب المحافظ؟ أشك .
ثانياً: قام موظفو الأمن بفندق "جراند حياة " بحركة قرعة ، أقل ما يقال عنها أنها غير لائقة ومهينه وغير محترمة ومحزنه وتعبر عن سوء نية وتعمد واضح و مقصودة لاهانة رجل دين مسيحي وشيخ وقور وعضو في ائتلاف الثورة! ففي أثناء دخول القمص بولس عويضه إلي الفندق لحضور حفل إفطار الوحدة الوطنية أطلق جهاز الإنذار صافرته مما جعل أمن الفندق يطلب منه إفراغ جيوبه من أية متعلقات شخصية، تمهيدًا لتفتيشه تفتيشًا ذاتيًا وكأنه إرهابي علماً بأنه بعد تفتيشه لم يتم العثور معه علي أي متفجرات أو قنابل أو احزمه ناسفه كما كانوا يدعون!!!
ثالثاً: أثناء مؤتمر المجلس الوطني والذي أقيم بإستاد قنا الرياضي بمحافظة قنا تعمد أصحاب التيارات الدينية إفشال المؤتمر حيث قام أحد الشباب الملتحين بإلقاء الحذاء، على منصة الدكتور ممدوح حمزة، وذلك في أثناء حديث الدكتورة كريمة الحفناوي عن الوحدة الوطنية، حيث تحولت المنصة إلى حالة من الهرج والمرج وهم يهتفون "إسلامية إسلامية " ويقومون بتمزيق الكتيبات، التي قام أعضاء المجلس الوطني بتوزيعها على الحضور وموضوعها "الدستور قبل الانتخابات ".
ماذا يحدث في مصر؟ هل أصبحت ثقافتنا هي ثقافة الحذاء؟ هل أصبحت ثقافتنا هي ثقافة الإقصاء ورفض الأخر؟ واقعة الضرب بالحذاء في عالمنا العربي ومصرنا الحبيبة ليست بجديدة، فكلنا يتذكر كيف قتلت شجرة الدر! وكلنا يتذكر الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء زيارته للعراق بالحذاء!!
أين يا سادة لغة الحوار؟ أين الرأي والرأي الأخر؟ أين مقارعة الحجة بالحجة؟ أين قبول الأخر؟ أين ثقافة الاختلاف؟
رحم الله الإمام الشافعي صاحب المقولة الجميلة:" رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" !!
ورحم الله الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير صاحب المقولة الرائعة: "قد أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد لأن أموت دفاعاً عن حقك في أن تقوله"
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :