الأقباط متحدون - كونوا رحماء
  • ٠٩:٢٠
  • الخميس , ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨
English version

كونوا رحماء

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٣٦: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
ماجده سيدهم
ولأني أدافع وأنصف دوما المنتحربن ...فوجدت أن انتحار الشاب الجميل ..طبيب نفسي من أعلى برج مرتفع ..ليست رصاصة متكررة في الروح فحسب.. لكنها صرخة مذبوحة في جسد مجتمع ميت -- فهو وغيره من النبلاء-- لم ينتحر من أمس فقط ..لكنه انتحر من وقت طويل ...
 
..لما وصل إلى مرحلة اللاعودة في صراع تأكيد الذات ..لما أدرك أنه في مجتمع سقطت أخلاقياته وقيمه الإنسانية مابين شرعنة الغرلة أو الختان ..لما تيقن أن لا صوت في مجتمعه غير صوت الخرس والصمم والعمى ..وهو اللي كان بيسمع لكل تعبان ..
 
لما أدرك أن القهر سلطان والظلم ملك والقيد حرية والخوف عبادة والقبح ثقافة ..والموت عفة ..والكدب شرف 
 
لما يشوف بعينه كيف يمارس المجتمع الأصولي الرزيلة على شرف أحلامه وعلى أبسط حقوقه بلا محاسبة ..وكيف أن فقدانه للبريق والتأثير لايشغل بال أي حد في مجتمع مسجون بالقسوة والمرارة والأنانية..
 
لما يئن ويتعب ويلاقي كل اللي حواليه مستهتر من وجعه .. بيسخر من أناته ومن استغاثته بأنها اللحظات الفارقة له مع الحياة ..
 
ولا تظنوا أبدا أنه وحده اللي انتحر. .الإرهابي أيضا منتحر .. البلطجي و المتحرش والعنيف والمحبط والمخذول والظالم والمظلوم والضايع واللي مش عارف واللي مش فاهم واللي بيدلي بتصريحات تافهة ..واللي ماشي بيضحك وهو متمزع من جواه وأكتر ..كل دول منتحرين مع ايقاف التنفيذ ..ومغتالين معنويا وبفعل فاعل ..
 
ياعزيزي في المجتمعات المنتهكة إنسانيا كلنا منتهكون وأيضا كلنا مسؤولون ..مجرمون ..منتقمون .. نروج للعداء باعتباره حنكة "إن لم تستئذب مزقتك الذئاب "
 
هو دا المجتمع العاري من الرحمة واللي أصبح عبارة عن تجمع عشوائي بغيض لجموع المكتئبين.. 
 
لذا يأخد المنتحر قراره المؤجل والشجاع حين يقف تماما على أن أي لحظة استمرار أخرى في مستنقع البلهاء هي مزيد من الشقاء له ..
 
فلما أدرك هذا النبيل أن المجتمع كله ضده ..وضع نهاية للمهزلة ..صرخ بصمت و بأعلى الصوت .."وأنا ضد المجتمع"
 
*انتبهو أيها الوعاظ ..المنتحرون النبلاء لايبالون اهتماما لصلواتكم المزيفة عليهم.. فهم لا يحتاجونها ...فقد أدركوا النور والحق والحياة وتركوا لكم بؤس نفوسكم المكتئبة ..!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد