الأقباط متحدون - في ذكري إستشهاد مارمينا العجايبى... البابا كيرلس وكنيسة مارمينا بمصر القديمة
  • ١٣:٠٦
  • الجمعة , ٢٣ نوفمبر ٢٠١٨
English version

في ذكري إستشهاد مارمينا العجايبى... البابا كيرلس وكنيسة مارمينا بمصر القديمة

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٢١: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٨

البابا كيرلس وكنيسة مارمينا بمصر القديمة
البابا كيرلس وكنيسة مارمينا بمصر القديمة

د.ماجد عزت إسرائيل
حينما اختار القس مينا البراموسي "البابا كيرلس السادس فيما بعد" حياة التوحد امتلات نفسه رغبة فى تعمير دير مارمينا بصحراء مريوط، ولذلك استأذن المتنيح قداسة البابا "يؤانس التاسع عشر"(1928-1942م) فوافقه.على أن الجيش البريطانى كان مازال رابضاً فى وادينا الرحيب. وكانت جيوشه متناثرة فى صحارينا وتحقيقاً لرغبة القس مينا كلف البابا "حبيب المصري" بأن يكتب له خطاب التوصية الذي طلب فيه السماح للراغب فى الوحدة بالإقامة بين خرائب دير البطل الشاب مارمينا.على أن القائد البريطاني رفض الطلب رفضاً قاطعاً. فاضطر آنذاك الراهب مينا أن يعش بعيداً بالجسد عن قديسه المحبوب. ثم بعد أن اطمأن على دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون الذى كان يتولي رئاسته،عاد إلى طاحونته بالجبل.وللمرة الثانية اضطره قائد الجيوش البريطانية أن يترك سكنه المختار(الطاحونة)لأن الحرب العالمية الثانية (1936-1945م) كانت مشتعلة وبالتالى كان الجنود البريطانيون منتشرين حول تلك البقعة.

على أية حال،كانت صداقة القمص مينا البراموسي للقمص "داود مرقس" راعي كنيسة الملاك ميخائيل أو دير الملاك القبلي على متنانتها، كما أنه كان قد تعرف بالقمص "قلاديوس" كاهن كنيسة السيدة العذراء ببابلون الدرج. فقضى الفترة الأولى بعد نزوله من الجبل الشرقي (المقطم) ما بين هذين الصديقين الروحين. ثم عاوده الحنين إلى مارمينا وترددت أصداء هذا الحنين فى عمقه.وفكر هو وبعض محبيه فى شراء أرض يقيم عليها كنيسة باسم الشهيد مارمينا وأيضًا مكان لسكناه. وآزرتهم العناية الإلهية فتمكنوا من شراء أرض مساحتها خمسمائة متر مربع. وبما أن الكثيرين كانوا قد عرفوا القمص مينا البراموسي أثناء إقامته بالطاحونة فقد تضافروا فى هذا المشروع.وخطط له المهندس حنا نسيم.

وبعد فترة وجيزة وبالتحديد فى عام 1947م أصبح الحلم حقيقة فشيد كنيسة الشهيد مارمينا حيث جعل منها معهداً – سكن بجوارها كثيرون من طلبة الجامعات فنالوا رأس الحكمة التى هى مخاة الله . وقد أقيمت غرفة (قلاية) فوق سطح الكنيسة سكناً للناسك المتوحد القس مينا وأيضًا فى مواجهة الكنيسة  شيدت سلسلة من الغرف نصفها لتعليم أولاد الحي الفقراء الحرف البسيطة كالحدادة والسباكة والنجارة،ونصفها الثاني للطلبة المغتربين. وفى تلك الفترة عاود إصدار مجلة ميناء الخلاص، ولما اكتملت هذه الأبنية ذهب الأنبا "أثناسيوس" مستصحباً الأنبا آبرام (مطران الجيزة) الذى كانت تربطه بالقمص مينا صلة مودة منذ كانا زميلين بالكلية اللاهوتية بحلوان، وقاما بشعائر صلاة التكريس الجليلة. وفى ذات اللحظة بدأ الناس يتوافدون على هذه الكنيسة،ونذكر للتاريخ أن هذه الكنيسة أصبحت وهي وما حولها من مبان تشكل ديراً  يدخله القادم لأول مرة فيظن أنه كان قائماً منذ سنين. وفى الحال جاء المغتربون ليجدوا فى القمص مينا أباً وديعاً عطوفاً يتجاوب مع كل انفعالاتهم. وقد خرج من هؤلاء الشباب الرعيل الأول من الرهبان الملتهبين محبة بالكنيسة وبربها. وكان الأثنان الأولان أبانا متى المسكين والقمص مكاري السرياني الأنبا "صموئيل" اللذان لبسا الزي الملائكي عام 1948م.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد