كتب : سليمان شفيق

يبدو ان كل من روسيا والولايات المتحدة يريدان الخروج من ازماتهما عبر الوساطة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، مستغلين في ذلك ضعف اليمين الاسرائيلي ، واحتمال انهيار حكومة نتنياهو واجراء انتخابات مبكرة ، وكذلك توصل الفلسطينيون والإسرائيليون يوم الثلاثاء الماضي إلى تهدئة بوساطة مصرية بعد تصعيد عسكري استمر يومين.
 
في هذا السياق ،فاجئ وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف اليوم الجمعة إن روسيا مستعدة لاستضافة اجتماع بين الفلسطينيين وإسرائيل والعمل كوسيط، جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة الايطالية روما في زيارة تستغرق يومين 
 
وقال وزيرالخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة، إن بلاده مستعدة لاستضافة اجتماع بين الفلسطينيين وإسرائيل، والعمل كوسيط لحل القضية الفلسطينية
 
وقال لافروف خلال جلسة خاصة بمنتدى "الحوارات المتوسطية" الرابع: "روسيا ستتابع جهود مصر في التوفيق بين الفلسطينيين ونحن بحاجة إلى إعادة الحوار بين إسرائيل وفلسطين"، بحسب وكالة "سبوتنك.
 
وأضاف لافروف: "نعيد التأكيد على دعوتنا للفلسطينيين والإسرائيليين للاجتماع في موسكو من دون أي شروط مسبقة، علي اثر ذلك أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم أنه سيزور موسكو في 21 ديسمبر ، بناء على دعوة نظيره الروسي.
 
وكان وفد من حركة حماس توجه الأربعاء الماضي إلى العاصمة المصرية القاهرة لبحث ملف المصالحة بين حركة "فتح" و"حماس"، مع المخابرات المصرية. 
 
من جهة اخري ،ووفق ما كشف موقع "أكسيوس" فأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعقد اجتماعا هذا الأسبوع، مع مستشاريه للأمن القومي والسياسة الخارجية لمناقشة تفاصيل خطة السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، التي سيطرحها البيت الأبيض
 
وفي تفاصيل الخبر، فإن فريق "السلام" التابع للبيت الأبيض، بقيادة المستشار جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات، عمل لمدة سنتين على وضع خطة، والتي باتت جاهزة 
 
ويريد ترامب طرح الخطة في الفترة ما بين شهري ديسمبر وفبراير، إلا أنه وبحسب مسؤولين حاليا وإمكانية إجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل ستلعب دورا في أي قرار سيتخذه ترامب بخصوص ذلك .
 
وسيحضر الاجتماع وزير الخارجية مايك بموبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، بالإضافة إلى كوشنير وغرينبلات، كما ذكر الخبر أن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل سيسافر ديفيد فريدمان إلى واشنطن لحضور الاجتماع.
 
وسيناقش المجتمعون تفاصيل الخطة، وموعد طرحها، وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن ترامب يرغب بطرحها قريبا، إلا أن مستشاريه يرغبون باتباع نهج أكثر حذرا، خاصة وأن طرح هذه الخطة يتزامن مع الارتباك الذي سببه التوتر السياسي داخل حكومة نتنياهو.
 
وفي اسرائيل يبذل نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني جهودا أخيرة للحيلولة دون انهيار الحكومة التي أصبحت لها أغلبية بفارق مقعد واحد في البرلمان منذ استقالة أفيجدور ليبرمان من منصب وزير الدفاع الأسبوع الماضي.
 
وحث نتنياهو في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة يوم الأحد الماضي  شركاءه في الائتلاف على عدم إسقاط الحكومة مشيرا إلى تحديات أمنية تلوح في الأفق وملمحا إلى تحرك ستقوم به إسرائيل في المستقبل ضد أعدائها
 
وقال نتنياهو الذي يتولى رئاسة الوزراء لفترة رابعة في كلمته يوم الأحد "أمامنا عام كامل حتى الانتخابات. نحن في خضم حملة وأنتم لا تنسحبون في منتصف الحملة أو تستغلون المواقف لأغراض سياسية. أمن الدولة يعلو فوق الاعتبارات السياسية"
 
وأضاف "لن أقول هذا المساء متى سنتحرك وكيف. لدي خطة واضحة. أعلم ما سنفعله ومتى نفعله وسوف نفعله".
وحث نتنياهو، شركاءه في الائتلاف الحاكم اليوم الأحد إلى عدم إسقاط الحكومة، مشيرا إلى تحديات أمنية قادمة وملمحا إلى اعتزام إسرائيل القيام بعمل عسكري ضد أعدائها.
 
وفي وقت سابق، التقى نتنياهو مع وزير ماليته موشي كاخلون العضو بحزب "كلنا" الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، والذي حث على اجراء انتخابات مبكرة.  
 
وردا على الانتقادات الموجهة لقراره قبول وقف إطلاق النار مع حركة حماس التي تدير قطاع غزة، لمح نتنياهو بقوة إلى هجوم عسكري إسرائيلي في المستقبل
 
وقال "أمامنا عام كامل حتى الانتخابات، نحن في خضم حملة وأنتم لا تنسحبون في منتصف الحملة أو تستغلون المواقف لأغراض سياسية، أمن الدولة يعلو فوق الاعتبارات السياسية". وأضاف أيضا "لن أقول هذا المساء متى سنتحرك وكيف لدي خطة واضحة أعلم ما سنفعله ومتى نفعله. وسوف نفعله"
 
قال كاخلون لقناة حداشوت التلفزيونية السبت الماضي ، إنه من المستحيل قيادة ائتلاف يسيطر على 61 مقعدا فقط من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا
 
وردد أعضاء في حزب البيت اليهودي القومي دعوة كاخلون وطلب رئيس الحزب نفتالي بينيت أن يخلف ليبرمان في منصب وزير الدفاع لكن طلبه قوبل بالرفض من نتنياهو الذي احتفظ بالمنصب لنفسه
 
وأظهر استطلاع نشرت قناة حداشوت نتائجه يوم الأربعاء الماضي ،تراجع حزب ليكود من 30 مقعدا إلى 29 مقعدا في الكنيست بعد أشهر من استطلاعات أظهرت تزايد قوته.
 
وفرص فوز نتنياهو بفترة ولاية أخرى في انتخابات مبكرة قد تتأثر كذلك بسلسلة من قضايا الفساد المرفوعة ضده والتي يدرس النائب العام الإسرائيلي ما إذا كان سيوجه له اتهامات فيها.