الأقباط متحدون - خاشقجي وسقوط اردوغان
  • ٠٧:٢٥
  • السبت , ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

خاشقجي وسقوط اردوغان

جمال رشدى

مساحة رأي

٢٦: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جمال رشدي
تناول الكثيرين موضوع خاشقجي كلا حسب رؤيته، ومن هنا سوف اطرح رؤيتي التي ربما تكون بعيدة عن تحليلات الكثيرين، فالهدف من موت خاشقجي بتلك الطريقة الدرامية ليس الهدف منه المملكة العربية السعودية بل نظام اردوغان, كيف ولماذا يكون ذلك ؟ لابد ربط الأحداث من العمق التاريخي لها بين تحليل الماضي ودراسة الحاضر واستقراء المستقبل, كل ذلك داخل بوتقة سيناريو معد منذ سنوات الهدف منه تفتيت المنطقة وإضعافها.

 اردوغان هو احد أدوات هذا المخطط الذي تم إعداده وتجهيزه وتكوينه سياسياً واقتصادياً ليكون أداء مناسبة للتعامل مع باقي مكونات أدوات سيناريو التفتيت, وبما يمتلكه من سمات وصفات شخصية من اندفاع ورعونة وعدم اتزان نفسي, جعله يتماشي تماماً مع ذلك المكون، وهي الجماعات الإرهابية والأفكار المتطرفة وهو احد جينات تلك الجماعات, وفي الآونة الأخيرة بدأ اردوغان كأداء لا حاجة للسيناريو لها لان الأدوات الرئيسية بدأت تتغير وليس له دور مع تلك الأدوات.

 وظهر ذلك منذ اندلاع ثورة أولاد أتاتورك ضده في الجيش وتم إحباط تلك الثورة من الخارج لأسباب تكتيكية, مرتبطة بتدمير مكونات اردوغان السياسية والاقتصادية التي تم تكوينها من أمريكا والغرب منذ سنوات, وبالفعل بدأ دورة يتقلص في المنطقة كمكانة سياسية ويضعف خارجياً وداخلياً كمكانة اقتصادية، ونظرياً إضعافه اقتصادياً يعني سهولة إسقاطه سياسياً.

 وبالتالي إضعاف تركيا ورجوعها إلي مربعها الأول قبل ظهور اردوغان كدولة ضعيفة علي البوابة الأوروبية, لا تشكل تهديد أو خطر عليهم، كل ذلك له ارتباط وثيق بمقتل خاشقجي، ولما لا والاقتصاد التركي قائم علي الاستثمارات السعودية والخليجية، وخصوصاً الاستثمار العقاري بجانب السياحة الخليجية التي تمثل النصيب الأكبر من السياحة العالمية لتركيا، ناهيك عن السوق الخليجي الاستهلاكي الضخم الذي يستوعب كثيراً من الصادرات التركية.

 هنا مربط الحصان فمقتل خاشقجي داخل السفارة السعودية بتركيا، مع صفات اردوغان الغير متزنة واندفاعه الجنوني في التعامل مع الحدث، بالطبع سيجعل السعودية ودول الخليج تعيد النظر في العلاقات التجارية والاقتصادية وربما السياسية معه، وبالتالي سقوط أخر حجر زاوية يرتكن عليه الاقتصاد التركي، وبعده الانهيار الكامل وبالتالي التخلص من المكون التركي لنظام اردوغان الذي بناه الغرب وأمريكا ليكون أداء فعالة في سيناريو تفتيت المنطقة، وذلك لعدم الحاجة إليه، ولما يمثله من ثقل أخلاقي وسياسي علي المنطقة والنظام العالمي.

 كل ذلك ولا نغفل الدور المصري الرائع الذي لعبته في مواجهة ومجابهة ذلك السيناريو وأدواته، منذ أول شرارة له في ما يسمي بثورات الربيع العربي، والذي استطاع إن يغير قواعد اللعبة تماماً، واستطاع ترويض ذلك السيناريو بكل مكوناته الجبارة والمدعومة بقوة سياسياً ومالياً من أعظم دول العالم.

 ولابد إن ننظر إلي تابعيات أي مشكلة في المنطقة بموقف إسرائيل منها، لأنها هي العامل المؤثر والفاعل في جميع الأحداث من هذا النوع بالمنطقة، وقد أري إن مصالح إسرائيل مع المملكة العربية السعودية والدول العربية اكبر بكثير من تعامل اردوغان الأرعن مع تلك القضية، فسوف تمر الأزمة، ولن يحدث شئ للنظام السعودي ولكن ما خسر هو اردوغان، لان موقفه سوف يكون له تابعيات جسيمة على اقتصاده، وسياسياً سوف يختزن في سجلاته جريمة سياسية وقانونية يتم التعامل معها في الوقت المناسب، وهو التصنت والتصوير داخل احد السفارات وتلك جريمة دولية يحاسب عليها القانون الدولي، بجانب التستر علي الجريمة كما أعلن عنها هو بعلمه قبلها ب 15 دقيقة كل ذلك سوف يلاحق نظام اردوغان عند اللزوم والوقت المناسب ،

أما الثمن الذي تدفعه السعودية والدول العربية من تلك القضية فهو مزيد من التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد