الأقباط متحدون - حكايات قديمة ..
  • ١٢:٥٨
  • السبت , ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
English version

حكايات قديمة ..

سامح جميل

مساحة رأي

٢٩: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨

 نوبار باشا
نوبار باشا

 سامح جميل

يروى نوبار باشا فى مذكراته واقعة تتعلق بجنازة خاله بوغوص باشا، ناظر محمد على الأرمنى المسيحى، عندما مات فى الإسكندرية ولم يهتم قائد القوات بإقامة جنازة عسكرية له. ووصل الأمر محمد على فى القاهرة، فأرسل إلى قائد القوات: «إلى نجلى المبجل جداً، إلى السيد المحظوظ جداً اللواء عثمان باشا؛ إنك حمار؛ إنك غبى. كيف لا تصطحب أنت والقوات تحت إمرتك الرجل الذى أخلص لك وقام بتربيتك إلى مثواه الأخير؟! عندما يصلك هذا الأمر توجه فى الحال أنت وكل ضابط فى حامية الإسكندرية إلى كنيسة الأرمن، وقم بإخراج جثمان بوغوص ودفنه مرة أخرى فى جنازة عسكرية وتشريفة، أحذرك أن تعصى الأمر».
 
ويقول نوبار إنهم لم يستخرجوا الجثمان لكنهم أقاموا القداس المهيب، ويعلق منبهاً قارئ المذكرات بأن محمد على أمر بذلك فى وقت لم يكن هناك من يجرؤ فيه (باشا أو الشخصية الكبيرة حتى فى القسطنطينية) على مصافحة مسيحى فى الطريق العام ولو بإيماءة من الرأس!
 
لا مجال للفتنة عندما يرى اللاعبون بالنار وطنية وحساً إنسانياً وإحساساً بالمسؤولية لدى الحاكم. ودون هذا يكون الدمار، وقد تعلمنا من تاريخنا القريب أن ظهور الفتن الطائفية هو مقياس الزلازل الذى لا يخطئ؛ عندما يرتفع يكون دليلاً أكيداً على انهيار النظام.
 
ولا يستطيع نظام أن يهرب من المسؤولية السياسية عن الفتن الطائفية. ترتفع المسؤولية إلى حدها الأقصى عندما ينفذ النظام الجريمة أو يحرض عليها. والمستوى عندما ينحاز إلى مواطن ضد مواطن بسبب الدين فيعطى انطباعاً بعدم الممانعة، ثم يأتى ثالثاً الفشل السياسى الذى يفقد الناس الأمل فيزيد عنفهم ويصبح جيرانهم من الدين المختلف هدفاً، وهذا النوع من الأحداث الطائفية عمل غير مدروس يخرج من اللاوعى مثله مثل الانتحار وقتل الزوجة والأبناء والانتحار.!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد