كتب : نبيل المقدس
إختتم الرئيس السيسي خطابه الذي القاه في إحتفالية عيد النبوي الشريف بأصدق الكلمات خرجت من قلب رئيس دولة يخاف علي بلده وعلي سمعتها وأيضا علي ما يعتنقه .. وبالرغم أن هذه الختامية في الخطبة هي ضربة قاسية واتصور أنها الأخيرة في صدر المؤسسة الدينية .. فهي ما زالت واقفة حجر عثرة امام ما يسمونه بتصحيح الخطاب الديني .. فقد تكلم الرئيس من قبل حوالي 4 أو 5 مرات في صميم هذا الموضوع .. لكنهم " ودن من طين و ودن من عجين " .
يقول سيادته : " الإشكالية اللي موجودة دلوقتي في العالم كله، وفي عالمنا الإسلامي الحقيقة مش [وأرجو إن ماحدش، يعني، ياخد من كلامي إن أنا أقصد بيه أي إساءة لحد ] إن إحنا نتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو لا نتبعها، ده أقوال لبعض ال، الناس. لكن الحقيقة المشكلة الموجودة في عالمنا الإسلامي كله دلوقتي، هو القراءة الخاطئة، ل، ل، لأصول ديننا.. النهاردة إحنا رايحين في اتجاه بعيد قوي، وأرجو إن إنتوا تنتبهوا، يعني، والكلام ده دي رابع أو خامس مرة أتكلم معاكم فيها جميعًا، وأنا بتكلم كإنسان مسلم، مش بتكلم حتى كحاكم، أنا بتكلم كإنسان مسلم، إنتوا مش شايفين إن العالم كله، يعني، يا ترى اللي كانوا بيقولوا بلاش إن إحنا ناخد سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وناخد القرآن فقط، يا ترى الإساءة بتاعتهم أكتر، ولا الإساءة اللي إحنا عملناها كفهم خاطئ وتطرف شديد في العالم كله؟ يا ترى، يا ترى سمعة المسلمين إيه في العالم؟ سمعة المسلمين إيه في العالم؟ من فضلكم؟ (تصفيق) .
وهنا يكشف الرئيس عن العورة لدي المؤسسات الدينية .. فهم يهابون تصحيح سنة النبي صلي عليه وسلم , من قوة وبطش الجماعات السلفية والمجموعات الإرهابية التي تسخدم يعض النصوص ويحورونها إلي نصوص ربما تخدم مصالحهم الخاصة أو مصاالح بعض الدول سياسيا وهذا مستبعد أو هي عقيدة استنبطوها من بعض اقاويل السنة وربما موجودة في أيات قرأنية لظرف ما وانتهي هذا الظرف في حينه كما يقول لي صديق مسلم .. عموما اي كان فالمفروض فعلا أن الديانات جميعها تتوافق مع الحياة الإنسانية التي وهبها الله لنا , لكي نحيا في سلام مهما إحتلفنا في اللون أو في اللغة أو في العقيدة .. الإنسانية التي اعطاها الله للإنسان هي أعظم سنن للتعامل بين الإنسان وأخيه. ولا ننسي أن الإنسانية هي نزلت من عند الله اي من السما ومنقوشة علي أجسادنا منذ الولادة .. الإنسانية هي ديانة جاءت قبل جميع الأديان ... ولولا الإنسانية ما قبل الإنسان الديانات السماوية الأخري او أي دين آخر أرضي.
الديانات السماوية لا تحتاج إلي عصابات مسلحة سافكة دماء الأخرين لكي يحموها من الزوال .. الله كفيل بحماية كلمته ووعوده للإنسان المؤمن به .. والغريب أن الديانات الأخري الأرضية تنادي بالسلام والحب .. فكم بالحري الأديان السماوية .. فهي تنادي بالحب حتي البذل ..
وانا أشتم من كلمات الرئيس الختامية أنه مايزال يحارب من اجل قيام دولة مدنية كاملة .. وهذا واضح من كلماته التي تقول " الإنسان دايمًا مشارب معرفته، بتؤثر كتييير على فكره، يعني العقلية الدينية، غير العقلية القانونية، غير العقلية السياسية، غير العقلية الاقتصادية.. لكن، في تقديري، إن رجل الدين الحقيقي الذي سيتصدى، يجب أن تكون عقليته جامعة لكل العلوم، حتى يستطيع إن يتكلم , وفكروا في الكلام ده كويس، أنا لما آجي أكلم حد من إللي دارس دين بس، هايكلمني في سياق واحد، وده مش غلط، ده مش غلط.. ولما آجي أكلم القانونيين هايكلمني في سياق قانوني واحد، وده بردو مش غلط، والاقتصادي زيه، والاجتماعي زيه.. لكن الذي سيتصدى كمفكر لمعالجة قضايا عصره من منظور ديني، لا بد أن يكون ذو عقلية جااامعة! دارس كل ال.. وده موضوع صعب، إنك تقرأ في كل ال، المعارف، وتمتلكها، حتى تستطيع إنك إنت تتكلم في الأمر اللي هايُطرح عليك أو تطرحه بشكل كويس، ده محتاج آآ، محتاج معرفة أكتر."
ولي كلمة أخيرة أحب أن أذكرها في هذا المقال وهو أن المسيحيين قد درسوا الديانة الإسلامية إما عن مناهج اللغة العربية أو في المواد التاريخية التي يتم تدريسها في المدارس والذي تحوي التاريخ الإسلامي في مصر , أو من ميكروفونات الجوامع التي تذيع خطب ليل نهار علي الملا .. فنحن كمسيحيين تعلمنا ما هية الأخ المسلم وكيف يفكر .. فلماذا لا يتم تدريس التاريخ القبطي في المدارس كما يتم دمج حصص الأديان وتخصصها لدراسة العلوم الوطنية بحيث تحوي هذه المواد أيات من القرآن ومن الكتاب المقدس لكي يتعرف كل فريق كيف يفكر الأخر .
نحن نريد أزهرا يعيش في الحقيقة وفي الواقع ... وعلي رأي الرئيس السيسي ماذا كانت نتيجة تمسك بعض الشيوخ بالحياة السلفية إلا تشويه ديانتهم بإيدهم ...
الرب يعينك يارايس الحمل الثقيل .