أعتراضات على مشروع ممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية
د.م. فكرى نجيب أسعد
قد أنقسم المهتمين بمشروع ممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية فى الرأى حول المشروع إلى ثلاث فرق : الفريق الأول يؤيد للمشروع، والثانى يعارضه، والثالث أجرى عليه الكثير من التعديلات لتحقيق المزيد من المزايا عليه وللتقليل من عدد المعارضين عليه . يتطلب الوضع الحالى للمشروع معرفة رأى كل فريق للوصول إلى قرار نهائى موحد موحد للمشروع بقبوله أو رفضه، فأن تأخير تنفيذ المشروع سيزيد من تكلفة المشروع، كما سيزيد من الإزدحام السكانى والتلوث بالشريط الضيق للوادى والدلتا، وقد يزيد من العشوائيات به أو فى منطقة مشروع ممر التنمية والتعمير، كما سيؤخر من تلبية إحتياجات مصر الحالية والمستقبلية. ويتلخص وجهات نظر المعارضين على مشروع ممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية فى النقاط التالية :
- عدم توفر الموارد المائية للمشروع فأن حصة مصر المائية مهددة بالنقص مع عدم وجود إتفاق بين كافة دول حوض النيل حول تقاسم مياه حوض النيل إلى حصص مائية معترف بها، ومع قيام أثيوبيا ببناء السدود على نهر النيل وهو ما قد قد يحجب جزء من مياه النيل الواردة إلى مصر دولة المصب، خاصة فى السنوات التى يتعاقب فيها الفيضانات المنخفضة، وأن المياه الجوفية حول طريق ممر التنمية والتعمير غير متجددة وقابلة للنضب مع الوقت وأنها موجودة على أعماق كبيرة تتطلب تكلفة عالية لرفعها لتحقيق منها التنمية اللازمة.
- أن سحب مياه النيل من بحيرة السد العالى لتوفيرها لممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية سيؤثر على المياه اللازمة للتنمية بالوادى والدلتا كماَ ونوعاَ خاصة فى الجهات المتطرفة من نهر لنيل ومن الترع الرئيسية والفرعية.
- أن تنفيذ المشروع يتطلب محطة لرفع المياه عملاقة كالموجودة فى مشروع توشكى حيث أن الهضبة التى سيقام عليها المشروع مرتفعة عن سطح مياه النيل .
- أن المشروع لن ينجح من تخفيف الضغط السكانى بشريط الوادى والدلتا لقربه منه جداَ كما أنه لن يساهم فى زيادة الإنتاج .
- لا يصلح إقامة ميناء بحرى بالعلميين من الناحية البحرية والبيئة والسياحية لإستقبال البضائع من القارة الإفريقية ومن الخارج لنقلها عبر السكة الحديد الموازى للطريق الرئيسى بممر التنمية والتعمير .
- لا يوجد بالهضبة التى سيقام عليها مشروع ممر التنمية والتعمير أى مشروعات أو خامات تذكر إذا أستثنينا فوسفات أبو طرطور . وهناك تسائل ماهى مغريات السكن على هضبة فى صحراء خاوية بالموارد الإقتصادية ولا تصلح للزراعة ؟
- أننا فى حاجة أولاَ تحديد بؤر التنمية الجاذبة للسكان وكذلك الموارد البشرية المدربة فى منطقة ممر التنمية والتعمير، ثم يتم التفكير بعد ذلك فى بناء البنية التحتية من طرق وشبكات مياه شرب وصرف وكهرباء وإتصالات ... الخ .
- أرتفاع تكاليف المشروع حيث تقدر التكاليف التقديرية للمشروع 24 مليار دولار. وأنه يجب وضع دراسات جدوى إقتصادية للمشروع وغيره من المشروعات قبل تنفيذه .
- يوجد فروق عالية فى المناسيب فى الفروع الجانبية ( سلالم التنمية ) تصل إلى 270 متر.
يرجع السبب الرئيسى وراء وجود أعتراضات كثيرة على مشروع ممر لتنمية والتعمير إلى غياب التنسيق والتعاون فى وضع رؤية المشروع من جهات الأختصاص المختلفة، حيث لم تتضمن الرؤية اوجهات نظر المتخصصين فى المنشآت التى تتضمنها المشروع خاصة المتعلقة بالطاقة والمياه والطرق والمواصلات والنقل وإقامة ميناء بحرى بمنطقة العلمين. وأنه من الضرورى الرد على هذه الأعتراضات ومراعاه أيضاَ التعديلات اللازمة عليه التى ترجع أيضاَ إلى نفس السبب . وأن تنفيذ ما صرح به الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بإقامة مؤتمر موسع على مشروع ممر التنمية والتعمير يسبقة مؤتمرات متخصصة لعرض الأبحاث العلمية والأفكار العملية وتوفير الفرصة للقاء جميع المهتمين بهذا المشروع هو أمر أراه ضرورى .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :