الأقباط متحدون - بيسو أصغر وزير في مصر!!
  • ٠٠:٣١
  • الثلاثاء , ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
English version

بيسو أصغر وزير في مصر!!

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٥: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨

بيسو أصغر وزير في مصر!!
بيسو أصغر وزير في مصر!!

د. مينا ملاك عازر
أكتب بالتوازي مع نسمة أمل التي خططتها عن نجاح جدة بيسو في تربية بيسو ليحصل على الطالب المثالي في برنامج العباقرة -الذي تعرضه قناة القاهرة والناس- ذلك البرنامج الذي وُلِد من بنات أفكار أديب راحل محترم وعظيم هو الأديب عبد التواب يوسف، ليس لأنه برنامج يبدو على كونه برنامج مسابقات جاد فحسب، لكنه يدعم مدارس مصر بجد، تلك المدارس المضطهدة من الدولة لكونها في قرى مصر المضطهدة عامةً، فتحية للبنك الأهلي الذي يقوم بدور واضح هنا حيث يتم تحويل الدرجات التي تحصل عليها الفرق المتنافسة الي مبالغ نقدية دعماً من البنك لدعم للحركة التعليمية، لكن المهم في هذا الأمر أن بيسو الغلبان بحسب وصف أمه التي تركته وتزوجت وهو في سن الرابعة تاركة إياه لجدته التي أحسنت تربيته، وأحسنت تحفيزه إلى أن حلمت بفوزه في برنامج العباقرة، وقد فاز وكان متعاون مع زملائه ومنافسيه تفوق بيسو بجهده وبأحلام من جدته وتربية رائعة، ودوافع متميزة.

لكن جدته تحلم أن يكون بيسو أصغر وزير في مصر هنا تكمن المأساة في وجهة نظري، فبيسو الذي استحق أن يمنح منحة للتعلم في جامعة النيل، لا يمكن أن يمنح منحة ليكون وزير وكمان أصغر وزير في مصر، وهو على حاله من الغلب، ذلك الغلب الذي توصفه به والدته، وكانت تظن أنه عقبة ليصل لبرنامج العباقرة لكن جدة بيسو تخطته، بيد أن الوازع والدافع القوي اللذان جعلا بيسو يعبر الغلب كعقبة ويصل للبرنامج ويكسب، أبدا لن يجعلاه يصل لمنصب الوزير، فالمنصب هذا في مصر يحتاج لمواصفات خاصة وعلى علاقة متميزة بجهات أمنية ترضى عنه، ويرضى بكل ما تفعله بالبلاد وبه، وأن يقبل بما لا يقبل به رجال مثله مثاليين وناجحين ومقاتلين، يعرفون كيف يدافعون عن أحلامهم وعن أنفسهم، اللهم إلا إذا تخلى عن تربيته هذه ومثاليته وتقدم نحو الهدف برأس منحنية، ونفس مطأطأة.

وربما وإن تخلى بيسو عن كل هذا يبقى نسبه وسلسلاه الغلبان -بحسب وصف أمه- يبقى عائق كؤود أمام خطواته، فالوزراء عائلة مع بعض وينظرون لأصولهم وحسبهم ونسبهم، وربما ما يجري ببعض مؤسسات الدولة بالنظر للجذور كالانخراط بالسلك القضائي والقبول في كلية الشرطة وغيرها ووزارة الخارجية، دليل على صعوبة طريق بيسو اللهم إلا إذا وجد من تتزوجه من العائلات الكبرى، وتكون هي وعائلاتها في الصدارة، ليُقبل بيسو بين العظماء الذين يقودون هذه البلد الغلبان، ويتبادلون المناصب بينهم وبين بعض، ويتناقلونها لأبنائهم وأحفادهم وأقاربهم والمرضي عنهم في الأول والآخر، والذين بلا رأي ولا رؤية، لتبقى فقط رؤية من اختاروهم والراضين عنهم.

أخيراً، تحية لبيسو نفسه الذي صدق حلم جدته وكابد الويل ليصل لتنفيذه، وتحية لجدته التي ترمي سهمها بين النجوم، فربما وإن لم يصيب القمر يكفيها أنه سيبقى هناك بين النجوم، وربما مقالتي هذه تكون دافع لمن يرضى عن بيسو ليرضى حقاً ويعيد معي ليثبت بهتان ما ذهبت إليه فيختاره رغم غلبه ورغم عبقريته ومثاليته ليكون أصغر وزير في مصر، حينها أكون قد فلحت في تحقيق حلم جدة بيسو ليكون أصغر وزير في مصر.
المختصر المفيد "لا ترهق نفسك في هذه الحياة، فلن تخرج منها حياً" أنيس منصور.