بدأت بعض جهات الإنتاج الدرامى فى تنفيذ خطتها لأعمالها التى ستعرض فى رمضان المقبل، وفيما بدأ الفنان أمير كرارة تصوير الجزء الثالث من مسلسل «كلبش» تعاقد المنتج تامر مرسى مع الفنان الكبير عادل إمام لإنتاج مسلسله الجديد فى عودة جديدة للتعاون بينهما بعد أن افتتح الزعيم العام الماضى شركة الإنتاج الخاصة بابنه المخرج رامى إمام وشريكه هشام تحسين بمسلسله «عوالم خفية» ومن المقرر انطلاق التصوير مع بزوغ شمس العام الجديد واللافت للانتباه فى خريطة رمضان المقبل قلة الأعمال المنتجة هذا العام بعد أن تقرر وضع حد أدنى لأسعار المسلسلات التى تشتريها القنوات ولذلك طالبت الجهات الإنتاجية نجومها بضرورة تخفيض أجورهم إلى النصف تقريبا لمواجهة الخسائر المتوقعة نتيجة قرار القنوات بتحجيم شراء مسلسلاتها.
الفنانة
غادة عبد الرازق أعلنت عبر بوست كتبته على حسابها الشخصى بموقع انستجرام عن غضبها من قرار جهة الإنتاج التى تتعاون معها إيقاف مسلسلها هذا العام. نفس التعليق تبناه السيناريست نادر صلاح الدين وأيده عبر تعليق مطول أوضح فيه أن صناعة الدراما تواجه خطرا حقيقيا بسبب التوقف عن الإنتاج بهدف إجبار الجميع على تخفيض الأجور ومحاولة ضبط سوق الدراما. «المصرى اليوم» تفتح ملف أزمة الدراما الرمضانية فى هذا التحقيق.
فى البداية يقول قال الفنان أحمد عبدالعزيز: إن ما يتردد من أقاويل وتخوفات من تقليص عدد ال
مسلسلات فى موسم رمضان يتمنى ألا يصبح حقيقة واقعة وأنه إذا حدث فهو يُعد مؤشرا غير جيد لأننا نريد تشجيع صناعة الدراما ونطورها بهدف زيادة حجم الإنتاج لتغطية السوق المحلى والعربى، فتقليصها ليس فى صالح أحد.
وأضاف أنه لا يتحدث هنا بشكل شخصى ولكنه يتحدث عن صناعة كبيرة لمصر يخشى عليها ولا يريد أن يراها تحتضر وتنهار كما رأى السينما والمسرح من قبل لأنه مشهد قاسٍ على كل من يعمل بهذه المهنة.
وأشار إلى أنه يخشى ألا يكون هناك صناع للدراما فى المستقبل، ويتمنى أن تكون هذه التخوفات مجرد أقاويل وألا تتعرض الصناعة فى مصر لأزمة كبيرة خاصًة أنه يعمل بها عدد كبير من الفنانين ليس لهم مجال آخر للعمل حتى فى السينما ليذهبوا إليها.
وتابع: مصر قلعة ورائدة صناعة الفنون فى المنطقة العربية سواء فى الدراما، والسينما، والمسرح، والفنون التشكيلية، حتى الشعر والأدب، لافتًا إلى أنها رائدة فى صناعة الإعلام أيضًا وكانت سباقة، متمنيًا ألا نفقد هذه الريادة والمكانة شيئًا فشيئًا.
ودعا «عبد العزيز» إلى عقد مؤتمر تنظمه الدولة بمشاركة صناع الدراما لمناقشة الأزمة ووضع حلول قابلة للتنفيذ لإنقاذ الدراما دون أن تكون تلك الندوات مجرد اجتماعات ولجان ودراسات تنتهى إلى لا شىء، وأعرب عن أمنيته بعودة الدولة للإنتاج مرة أخرى وأن لديه العديد من المقترحات والحلول من الممكن أن تُساهم فى هذا الإطار وكذلك فى عودة الدولة لإنتاج الدراما الدينية والتاريخية التى كان لنا السبق فيها.
ووصف السيناريست مجدى صابر، الوضع الدرامى فى موسم رمضان المقبل بـ«الكارثى»، متوقعا الدخول إلى موسم درامى كبيس لا يبشر بالخير. وأوضح أن استمرار توقف الجهات الحكومية عن الإنتاج صاحبه تأثير سلبى على عدد الأعمال المنتجة ونوعيتها، وأن هذه القطاعات الحكومية سواء مدينة الإنتاج الإعلامى، وصوت القاهرة، وقطاع الإنتاج كانت تهتم بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا، وهو ماقدمته من خلال أعمال أصبحت من كلاسيكيات الدراما المصرية مثل «الراية البيضا» و«ليالى الحلمية» وغيرهما. وأشار إلى أنه بعد توقف هذه القطاعات أصبح المجال حكرا للقطاع الخاص.
وقال «صابر»: إن هذا التوقف يضعنا تحت شروط وسيطرة النجم سواء على ال
مسلسلات أو القنوات التى تعرضها ومدى موافقته على الأعمال التى تناقش قضايا مجتمعنا والتى ليس من الضرورى أن يكون متحمسًا لها، وهو ما أكدته أكثر دراما الأكشن فى السنوات الأخيرة.
وأضاف أن المشكلة بدأت بعد ثورة يناير حينما أصبح الإنتاج فقط يكمُن بالقطاع الخاص، ولفت إلى أن حصيلة الأعمال الدرامية وصلت فى العام الماضى إلى 35 مسلسلا، بينما المتوقع هذا العام لن يتجاوز الـ 12 مسلسلا لأن القنوات ستقوم بالإنتاج لنفسها بينما 7 أعمال فقط ستكون لجهات إنتاج خاصة. وأشار إلى أن القنوات المصرية بهذا انتهت ولن يستطيع أحد تقديم أعمال بها والعربية لا تقوم بالشراء إلا لنجوم بأعينهم مثل عادل إمام، أو محمد رمضان، وحتى هؤلاء من المتوقع ألا يدخلوا أيضًا، وغير ذلك صعب.
وواصل: هناك العديد من الفنانين خرجوا من الماراثون الدرامى لأنه لن يكون هناك مجال للتسويق وأن الأزمة ستكون للصناعة والعاملين خلف الكاميرا، أو أصحاب الأدوار الثانوية فكيف سيكون مصيرهم خاصة أن اعتمادهم ومصدر دخلهم كان من الدراما، مشيرًا إلى أنه بذلك ستلحق بها الدراما الاجتماعية وترحل كما مثيلاتها الدينية، التاريخية، لافتًا إلى أنهم طالبوا كثيرًا بعودة القطاعات الحكومية للإنتاج لأن مادتها مختلفة بدلاً من تقليص الأعمال. وذكر«صابر» أن هروب النجوم إلى السينما شبه مستحيل وسيكون بشكل محدود لأن حدود الإنتاج لا تتحمل فكرة الزيادة فى الوقت الحالى
وطالب بعدة حلول اعتبرها هى طوق النجاة من المأزق وكارثة الدراما، وهى تعيين وزير للإعلام لأنه القادر على تنسيق عمل القطاعات الإنتاجية الحكومية ومعه سيكون هناك صوت مسموع وقناة اتصال بين القائمين على الصناعة والدولة، وعودة القطاعات الحكومية لإنتاج الأعمال وأن تدعمها الدولة مثلما تدعم رغيف الخبز لأن الدراما أيضًا غذاء للعقول وتعد من عناصر قوتنا الناعمة. ويرى أن الحل الثانى هو بحث المنتجين عن قنوات خارجية تشترى ال
مسلسلات المصرية بهدف توسيع دائرة السوق لإنهاء الأزمة، بالإضافة إلى تخفيض تكلفة الإنتاج لتسويق ال
مسلسلات المصرية بسهولة.
ومن جانبة يوضح المنتج هانى أسامة، أنه كغيره من المنتجين والفنانين لا يعرف الرؤية المستقبلية للمشهد الدرامى ولا الأسباب أو التوقعات التى ستحدث، لافتًا إلى أنهم جميعا يقفون فى موقف المشاهدين، ينتظرون ماسيحدث وأن الأمر فى أيدى أشخاص محددين هم من يُسألون عن الرؤية والوضع الدرامى المتوقع.
ولفت إلى أن ما يحدث سيجعل صُناع الدراما تخرج إلى سُبل أخرى ومنها «الأون لاين» فالإنترنت كفيل بأن يكون مخرجًا ومعبرًا للتسويق ويرى أن الأزمة فى الصناعة نفسها وأن المجال بأكمله متضرر والعاملين به أكثر من الفنانين الكبار والذين لديهم أكثر من منطقة يلجأون إليها. وتابع: من بين المتضررين أيضًا الفنانون العرب الذين كانت الدراما المصرية طريقًا لهم، مشددا على أنه لا يرى أن المشكلة فى موسم دراما رمضان فقط بل ستتأثر كافة المواسم الأخرى فالأمر أكبر من توقيت محدد. وواصل «أسامة»: أنه يعتقد أن الجميع يعلمون ويتفهمون جيدًا ما يحدث ولا ينتظرون رسائل أو حلولا من أحد، ولكنه يتمنى أن ينصلح الحال للناس والعاملين المتضررين فى هذه الصناعة والذين يعتمدون عليها كُليًا لأن عامة المنتجين والنجوم الكبار من الممكن أن يجدوا بديلاً ومخرجًا من الأزمة. وذكر أن الدراما طوال عمرها هى المخزون الثقافى لمصر، مشيرًا إلى أنه غير مقتنع بأن الأجور العالية أحد أسباب الأزمة، موضحاً أنه كان من الممكن إيجاد حلول أخرى بديلة.
وعن مسلسله «سابع جار» أوضح أنه سيبدأ الكتابة والعمل به ويدرس مرحلة التسويق والعرض، وأوضح أنه لا يقلق بشكل كبير لتسويقه خاصة وأن العمل فرض نفسه وأصبح المشاهد ينتظره وهو ما يفرحه، لافتًا إلى أن ما يحدث سيجعل الجميع يبحث عن أماكن بديلة للعرض سواء قنوات خارج مصر، أو العرض الإلكترونى وأن جهة العرض الجيد ستفرض نفسها على ساحات أخرى جديدة.