بقلم : هيام فاروق
قرأتُ خبرا لحركة تُسمي نفسها " الحق في الحيـــاة " تُعلن فيه عن إنسحابها بشكل جماعي من الطائفة القبطية الأرثوذكسية مع الإحتفاظ بأساس الدين المسيحي .. إحتجاجا علي عدم حصولهم علي حقوقهم في الطلاق والتصريح بالزواج الثاني .
طبعا أنا لم أفهم معني هذا البيان وخصوصا كلمة إنسحابهم" أو حسبما قرأت فى أحد المواقع ( إستقالتهم من الطائفة القبطية الأرثوذكسية ) وكأنهم ينسحبون من عضوية أحد النوادى أو يستقيلون من إحدى النقابات .. وعلى ما فهمت من القراءة عن هذه الحركة أنهم سيظلون مسيحيين بل متمسكين بمسيحيتهم و لكن وحسب ما فهمت أيضا إما أنهم سيصبحون لا طائفيين أى بدون الإنتماء لأى طائفة أو سينضمون إلى طوائف أرثوذكسية أخرى كالروم الأرثوذكس أو الأرثوذكس السريان أو ... أو .... إلخ .
الحقيقة وقفت متألمة ومتأملة فى موقف هؤلاء و الطائفة القبطية الأرثوذكسية نفسها .. بالنسبة لهؤلاء فأنا أثق أنهم يعلمون علم اليقين أن مسيحنا واحد فى جميع الطوائف الأرثوذكسية وغير الأرثوذكسية .. وأعى جيدا أنهم يهربون من قسوة وتعنت القائمين على تنفيذ قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و بالتحديد ( رجال الإكليروس ) .. أما بالنسبة للطائفة الأرثوذكسية فى حد ذاتها .. فلا غبار عليها .. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية .. و تعيش حياة التسليم الكامل للآباء الرسل . وأرى أن غاية جميع الكنائس المنتمية لجميع الطوائف باستثناء الأدفنتست وشهود يهوه هى ( الإعلان عن عمل الله علي الصليب من أجل حياة ابدية في ملكوته ) .
في الحقيقة .. خدعوك فقالوا أن تبديل الملة سوف يحقق هدفك الذي لم تستطع تحقيقه وأنت في ملتك . و أنا أرى أن جميع الطوائف أمينة علي وصية الرب .. ولا تقل حرصا وآمانة عن طائفتك , وهذا لسبب واحد أننا نتبع مسيحا واحدا . ونحن جميعنا أعضاء في جسد واحد .. فالوحدة المسيحية هي اعظم شهادة لرسالة المسيح في العالم .. " أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." يوحنا 17 : 23 .
معني هذا أن جميع المذاهب ولكونها متحدة في مسيح واحد .. تتفق كلها في وصايا الرب ولا خلاف علي أي وصية .. و أكرر كلامى الذى ذكرته مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة .. أننى لا أتعرض لوصايا الكتاب التى أعلن أننى أقف أمامها ولا أجرؤ أن أقول إلا سمعا وطاعة ــ عن إيمان ــ وأشهد وأعترف إلى النفس الأخير أن العقيدة الأرثوذكسية بريئة تماما من تصرفات بعض رجال الدين الأرثوذكس .. فمنهم من هو أمين على تنفيذ العقيدة ومنهم من هو غير أمين .. و أنا هنا لا أنتقد ولا أدين ولكن وللمرة المليون أتساءل .. أين أنتِ يا كنيستى ؟؟؟؟ أين أنتم يا آبائى ؟ صنعتم من أجمل كنيسة تُسمى الكنيسة الأم صنعتم منها كنيسة طاردة لأبنائها .. ليس بسبب حفاظكم على قوانين الكنيسة و لكن بسبب تعنتكم و معاملتكم القاسية مع أبناء الكنيسة والكيل بمكيالين وخصوصا فى حالات الطلاق والزواج الثانى . أسمع عن أناس يدافعون .. وأخرون يطالبون برجوع لائحة 38 .. و آخرون يطالبون بإعطاء تصاريح مخالفة للوصية .. و آخرون يتمتعون بحصولهم على تصاريح يعلمون تماما أنها ضد الوصية و لكن لمجرد أنها معطاة من يد الكنيسة أو بمعنى أصح من يد الأسقف المسئول وكيل المجلس إذن هم فى حل بالزواج الثانى ... مجرد إرضاء ضمير وشكليات لا علاقة لها بالأمانة فى تنفيذ الوصية بين الإنسان وربه . وأنا أثق أنه مهما حصل شخص ما على تصاريح وفى قرارة نفسه يعلم تماما أنها لا توافق مشيئة الرب فسيظل يعانى نفسيا مهما أقنع نفسه أنها صادرة من الكنيسة نفسها أو من أى جهة رسمية .
أنا ضد مبدأ أو فكرة الطلاق من أساسها .. وضد فكرة الزواج الثانى عملا بالآية القائلة ( من البدء لم يكن هكذا .. فمن البدء خلقهما ذكرا وأنثى ) إمرأة واحدة لرجل واحد .. و لكنى أيضا لا أنكر وجود حالات غاية فى التعقيد ولا يوجد حلول لها .. ولذلك أرى أن نعيد النظر ونرفع حالات الزواج والطلاق من الكنيسة ونكتفى بالمباركة فقط .. ومن يريد أن يتزوج أو يطلق ويلجأ إلى الكنيسة فعليه باحترام قوانينها واحترام الوصية ومعاملة كل فرد وصوت الروح القدس بداخله و لا احد يجبر أحد على شىء .
أما الوقوف بهذا الشكل وتكوين حركات و إصدار بيانات فهذا غير لائق يا أحبائى ، فالحق فى الحياة يا إخوتى داخل حب الرب ورضاه .. هذا هو الحق ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) الذى يعطى إكسير الحياة وليس الزواج الثانى أو الثالث .. فأنا أؤمن حسب وصية الرب أطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم .
و أيضا ولإنقاذ البقية الباقية أرجو أن نعود للمسيح .. للسهر .. للصوم .. للبس المسوح والرماد .. نعود لليالى التسبحة و الترنيم التى حرمها علينا بعض الأساقفة واعتبروا ان كل من يرنم بأورج وعود صار بروتستانتيا و كأن البروتستانتية تهمة .. بل وأغلقوا إجتماعات كانت تجلب آلاف النفوس الضالة تحت بند أن هذه الإجتماعات أخذت نغمة بروتستانتية . مش مهم النفوس تضيع .. مش مهم الناس تصلى .. مش مهم ننتعش روحيا .. المهم الا يضم الإجتماع هذه الآلاف المؤلفة لأنها بهذا تشبه مثلا قصر الدوبارة أو أحدى الكنائس الغير أرثوذكسية . شىء محزن ويجب التصدى له قبل أن نبكى بالدموع على أبنائنا الذين يبحثون عن المسيح فى أماكن أخرى غير الكنيسة و فى خضم هذا يضيعون ثم نجلس لنندب ونتباكى .