الأقباط متحدون - انسحاب قطر من الاوبك تعكس تضامن مع ايران ضد العقوبات
  • ١٦:٣٧
  • الثلاثاء , ٤ ديسمبر ٢٠١٨
English version

انسحاب قطر من الاوبك تعكس تضامن مع ايران ضد العقوبات

٢٧: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٤ ديسمبر ٢٠١٨

الاوبك
الاوبك

سليمان شفيق
اعلن بشكل مفاجئ وغير مبرر وزير الطاقة القطري سعد الكعبي انسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اعتبارا من يناير2019، وارجع القرارالي "أسباب فنية واستراتيجية" ، وشدد على أن انسحاب قطر من المنظمة "ليس لأسباب سياسية"، واضاف "هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 ملايين طن سنويا"

 إلا أن خبراء اعتبروا أن الأمر يمهد لتقوية تحالفات أخرى للدوحة خاصة مع ايران بعد العقوبات التي صدرت ضدها .

وردا علي ذلك القرار المفاجئ ، قال رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة الرياض، خالد الربيش، لـسكاي نيوز عربية: "لا أجد أي مبرر فني أو اقتصادي لهذه الخطوة، حتى مع تواصلي مع مجموعة من الخبراء، لم أجد له تفسيرا.. هي مجرد مراهقة سياسية"

وواضاف: "هذه الخطوة تعد مؤشرا على أن هذه الدولة تريد أن تتفرد بكل شيء، وأن تخلق لها اسما على الخارطة العالمية السياسية أو الاقتصادية، واستخدام الآلة الإعلامية للتفرقة بين الدول العربية، وللإساءة للرموز العربية وغير العربية على مساحة الوطن"

واستطرد الربيش قائلا: "الغريب أن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع العقوبات المفروضة على إيران، خاصة في الجانب النفطي، ونعلم أن هناك حقل للغاز في قطر تسيطر إيران عليه وعلى إنتاجه، لكن باسم قطر، وراي "أن هذه التقاطعات السياسية والعلاقات بين قطر والنظام الإيراني قد يكون لها بشكل أو بآخر "مبرر لخروج الدوحة من أوبك، مؤكدا على أن تأثيرات هذه الخطوة"ستكون سلبية بشكل كبير على قطر، وأنها لن تستفيد منها على المدى البعيد، خاصة فيما يتعلق بالغاز المسال"

ولفت خبراء اخرين ،إلى أن قيمة قطر داخل أوبك ليست كبيرة، إذ يبلغ إنتاجها 600 ألف برميل، تستهلك منها من 80 إلى 100 ألف في الداخل، وبالتالي ما يتم تصديره هو نحو 500 ألف برميل، "وهو ليس رقما كبيرا مقارنة مع الدول الكبيرة في أوبك، مثل السعودية."

إلا أن الخبير الاقتصادي، وضاح الطه قال ل سي ان ان  ،أنه حتى مع تطوير حقل الشمال العملاق، فإن إنتاج قطر النفطي يعتبر محدودا، إذ بلغ 609 ألف برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول، بما يمثل 1.9% من إنتاج أوبك.

وتابع الخبير الاقتصادي قائلا: "إذا يُفترض أن أي استراتيجية لا تؤدي للانسحاب من المنظمة.. فلا يوجد سبب اقتصادي لانسحاب قطر من أوبك".

وأردف : "حتى الدول التي تعاني من مشكلات أمنية مثل ليبيا ونيجيريا، أو مشاكل فنية مثل فنزويلا، أو مشكلات في الانتاج كما هو الحال في أنغولا، كل هذه الدول ترى أن تواجدها في أوبك أفضل لها من الخروج منها.

وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، وهي شركة استشارية مقرها في دبي: "قطر منتج صغير إلى حد ما.. لذا فهي ليست مهمة في حد ذاتها"، وتابع قائلا: "لكنها خيبة أمل لدول أوبك لأنهم كانوا يحاولون جذب المزيد من الأعضاء"

وينتج الدول الأعضاء في أوبك 44% من امدادات النفط العالمي، وتعمل على مراقبة السوق وقوى العرض والطلب فيه وتحديد مستوى الانتاج من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار والعرض بالأسواق

ورغم انخفاض حصة قطر من إمدادات النفط العالمية، واستحواذها على 1.9% فقط من انتاج دول أوبك، إلا أنها تعد بذلك أول دولة من الشرق الأوسط تنسحب من المنظمة، بعدما كانت أول دولة تنضم للمنظمة عام 1961، عقب عام واحد من تأسيسها من جانب 5 دول هي السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا.

وجاء الانسحاب القطري بعد عام ونصف من المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية لها من جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وفي وقت تتعرض فيه المنظمة لهجوم من جانب الرئيس الأمريكي لدفعها لرفع الانتاج بما يكفل بقاء الأسعار منخفضة، ووسط مساعي سعودية حثيثة لحشد أعضاء المنظمة للخروج بقرار جماعي في اجتماع يوم الخميس المقبل 6 ديسمبر في فيينا حول مستوى الانتاج خلال الفترة المقبلة ومصير اتفاق خفض الامدادات .