التعــــــــــــــــري
صفنات فعنييح
الثلاثاء ٤ ديسمبر ٢٠١٨
دكتور صفنات فعنييح
التعري قضيه تسير مع الإنسان منذ ايامه الاولي .. توارثناها عن ابوينا
الاولين آدم وحواء .. وكلنا نعرف القصه كما جاءت في الكتاب المقدس
تكوين ٣
وَكَانَتِ الْحَيَّةُ احْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الالَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْاةِ: «احَقّا قَالَ اللهُ لا تَاكُلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْاةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَاكُلُ وَامَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لا تَاكُلا مِنْهُ وَلا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَاتِ الْمَرْاةُ انَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلاكْلِ وَانَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَانَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَاخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَاكَلَتْ وَاعْطَتْ رَجُلَهَا ايْضا مَعَهَا فَاكَلَ. فَانْفَتَحَتْ اعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا انَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا اوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لانْفُسِهِمَا مَازِرَ. وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الالَهِ مَاشِيا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَا ادَمُ وَامْرَاتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الالَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ: «ايْنَ انْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لانِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَاتُ». فَقَالَ: «مَنْ اعْلَمَكَ انَّكَ عُرْيَانٌ؟
لماذا هاج الشعب المصري وصنع من فستان رانيا يوسف قضيه ..؟
وهل لو رانيا دي عايشه في دوله أوروبيه .. كان فستانها المكشوف
قلب الدنيا كده ... ؟؟؟
فين المشكله .. نعم هناك مشكله .. والمشكله دي في داخلنا وساكنه
جوانا .. مشكله الإنزعاج والخوف من التعري ولم يأتي الكلام ده
الا من ثوابت عاشت في قلب البشر ....
بعد ان أكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير والشر .. حدث شيئين
- إنفتحت اعينهما
- وتحول الإنسان اصبح يشبه ألاهه في معرفة الخير والشر .
نقف هنا ونسأل يعني أيه انفتحت اعينهما ..؟؟
الله خلق الانسان وبداخله رقعه محدده من المعرفه وكانت هذه الرقعه
المحددة كافيه لهفي نظريه خلقه .. ولكن هذه الرقعه ازدادت مساحتها
داخل الإنسان ولم يكن الإنسان مؤهل لاستيعاب هذا الإتساع المعرفي
وهذا هوا محور آلام كل البشر حتي اليوم ..
إتساع رقعه المعرفه لدي الإنسان هذا تسبب في تغيير ماهية
الإنسان من داخله واصبحت المعرفه المكتسبه مفتوحه علي اشياء
كثيره منها معرفه الخير والشر .. التي أرقت حياة الإنسان ....
وكان من نتائج معرفة الخير والشر ان آدم وحواء علما انهم عريانين
طيب ماهما اتخلقوا كذلك عريانين .. وكان لا يعلمان انهما عريانين
من اين جاء الفرق .. ؟
اصل التعري لم يكن هوا شكل الإنسان من الخارج .. الإنسان تعري
من داخله اصبح مفتوح علي معنين لم يكونا في مسطح معرفته
الخير والشر .. شعر الإنسان بتغير ضخم حدث في داخله ...
وتغيرت لذلك نظرته للأشياء نتيجه للتغير من الداخل .. وبمنتهي
السرعه عمل ايه .. فكر انه يداري عريه الخارجي .. عمل ايه ؟
فَخَاطَا اوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لانْفُسِهِمَا مَازِرَ .. قد يكون هناك مازر
واحد او يداريهم الأثنين معاً وقد يكون مازرين .. واحد لكل منهما
نجح الإنسان وقتياً في ان يدار نفسه من الخارج .. اما من الداخل
فكان الاضطراب والخوف والوجل .. وكلها مشاعر تفتقت مع التغيير
في رقعة المعرفه .. هذه المشاعر عجز الانسان عن تغطيتها هذة
المشاعر تحتاج رقعه اكبر واكبر من المعرفه لتغطيتها ..
عندما سمع آدم وحواء صَوْتَ الرَّبِّ الالَهِ مَاشِيا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأ ادَمُ وَامْرَاتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الالَهِ .
اختبأ .. سيطر عليهم الخوف ولم يكون الخوف موجود في طبيعه
آدم وحواء الأولي .. ولكنه تفتق بعد اتساع رقعه المعرفه الذي بسببه
عرفوا الخيروالشر .
وهذا كان واضح كل الوضوح في أجابة آدم عندما سمع صوت الرب
يناديه آدم أين أنت .. وكان هذا هوا الرد
«سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لانِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَاتُ».
الخشا هوا شدة الخوف ولانه احس انه عريان إختبأ .. وهذا كان نفس
شعور حواء ولكنها ظلت قابعه في مكانها ترتجف من الخوف لانها
تعلم انها كانت البادئه بإحداث كل هذا التغير الضخم ..
نقف هنا
اذن قضيه التعري ديه لها جذور عميقه ترجع لآدم وحواء .. ومازالت
هذه الجذور تعيش في دستور الإنسان الداخلي .....
لذلك عندما تعرت رانيا يوسف .. ثار الرجال في مصر عليها .. ليه؟
كلما اقتربت نهايه الانسان علي هذه الارض .. يرجع يقلب في
دفاتره القديمه ..
صنع الله بعد ذلك قمصاناً من جلد والبس آدم وحواء هوا اللي لبسهم
ودا معناه ان الأله المتجسد موجود منذ الازل .. وهوا الذي البس
آدم وحواء بيديه ... فصار عرفاً بين الناس الي اليوم .. بعدم التعري
وفكرة التعري ما زالت تزعج البشر وتؤرقهم .. فلها رواسب من الماضي
السحيق ...
المرأه اليوم في صراع ضخم .. تتغطي ام تتعري .. ؟؟؟ ونجد
في الشارع الواحد المتغطيه والعاريه .. أيه الفرق ...؟؟؟؟
هناك نساء يخشون التعري فمازالوا يعيشون بالعرف القديم المتعارف
عليه .. وهناك نساء تجتاحهم ثوره الإحساس بالجمال .. عندما تكون
المرأه علي قدر من الجمال .. فهي تحتاج لنظرات كل الرجال الذين
يؤكدون لها الشعور الطاغي بالجمال .. فيتسبب ذلك في راحه نفسه
عاله جدا لدي النساء الجميلات .. فهم يضربون بالعرف عرض
الحائط في سبيل الشعور بالرضا الجمالي ....
هناك نساء أخريات لا يتعرون .. ولكنهم يتضيقون ويختارون الأضيق
في ملابس .. فيظهرون بمظهر صعب ..لاجل نفس السبب ....
اما الرجال .. فلا يتعرون ومازالوا عند العرف القديم ......
ماذا يحدث لو كانت رانيا يوسف في بلد اوروبي .. هل كان المجتمع
اتشقب كده وتكهرب .. ؟؟؟ لا لن يحدث هذا ...والسبب
ليس لان هذه المجتمعات راقيه ..... ابدا وعلي الإطلاق .....
لن يحدث في هذه المجتمعات ما حدث في مصر لسبب بسيط
ان المدنيه المتطوره .. قضت علي كل الأعراف .. لدي مسطح
ضخم من البشر .. واصبح البشر هناك رافعين
يافطه مكتوب عليها i dont care
انا غير مهتم