الأقباط متحدون - مباحثات السلام اليمنية وبناء جسور الثقة بتبادل الاسري
  • ٠٥:٥٧
  • الجمعة , ٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

مباحثات السلام اليمنية وبناء جسور الثقة بتبادل الاسري

سليمان شفيق

أخر الأسبوع

٠٦: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ٧ ديسمبر ٢٠١٨

مباحثات السلام اليمنية
مباحثات السلام اليمنية

سليمان شفيق
في الوقت الذي ينتظر العالم جدل الصدامات في فرنسا بين اصحاب السترات الصفراء والرئيس ماكرون ، ومستقبل مجلس التعاون الخليجي في ضوء الخلاف بين السعودية والبحرين والامارات ومصر من جهة وقطر من جهة اخري ، بدأت الخميس الماضي في السويد جولة مفاوضات لإحلال السلام في اليمن برعاية أممية، هي الأولى من نوعها منذ سنة 2016، برعاية الامم المتحدة لمحاولة حل اكبر ازمة انسانية شهدها العالم .

وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، في وقت تقول فيه منظمات إنسانية إن عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية، منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب في مارس 2015، دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء، كانت الجلسة الافتتاحية للمحادثات قد انطلقت أمس بمدينة ريمبو، في مركز المؤتمرات في قلعة يوهانسبرغ على بعد ستين كيلومترا شمال ستوكهولم. ، بحضور وفدى الحكومة اليمنية والحوثيين، وجريفيث، بالإضافة إلى وزيرة خارجية السويد، مارجو إليزابيث والستروم، وتجري المباحثات التي لم تعرف مدتها بعد قرب ريمبو.

لكن المراقبين كما أطراف النزاع لا يتوقعون تحقيق تقدم مهم في هذه المفاوضات، الأولى من نوعها منذ 2016، خصوصا بعد أن فشلت محادثات استمرت أكثر من مئة يوم في الكويت في إنهاء الحرب التي دفعت 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث قد توجة شخصيا إلى صنعاء لاصطحاب وفد الحوثيين الذي وصل معه إلى السويد مساء الثلاثاء الماضي في طائرة خاصة كويتية، ووصل ممثلو الحكومة الذين انطلقوا من الرياض، إلى ستوكهولم

ولم يحدد محللون ومصادر الأمم المتحدة أهدافا طموحة لهذه المحادثات غير المباشرة التي قالوا إن الهدف منها هو "بناء الثقة" بين الطرفين.

وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين إنهم سيطلبون إعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي تضرر جراء الغارات السعودية وأغلقته الرياض وحلفاؤها منذ ثلاث سنوات في إطار التحالف العسكري الذي يسيطر على أجواء اليمن

فيما قال مصدر في الوفد الحكومي إن الرئيس عبد ربه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام، وقالت مصادر في الجانبين إنهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرات إنسانية. وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي أن لديه "آمال ضئيلة جدا" في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس، وأعلنت الأمم المتحدة "أن الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد من يحتاجون إلى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص، واضافت الأمم المتحدة إن حوالى 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم الإجمالي حوالى 24 مليون نسمة "بحاجة الآن إلى شكل من أشكال الرعاية والمساعدة الإنسانية"

بدات الجولة بأقترتاحات من الحكومة اليمنية بضرورة انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة ، ونقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده إلى المحادثات في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "طالب بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

لكن الحذر لازال يسود رغم التفاؤل ، حيث قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة "لن ندخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار. أيدينا ممدودة للسلام"، لكنه دعا المقاتلين الحوثيين إلى البقاء متيقظين إزاء أي محاولة للتصعيد من الجانب الآخر.

في المقابل، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة إن الوفد الحكومي يحمل معه "تطلعات الشعب اليمني بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة"

ومع انتهاء مباحثات اليوم الأول، كان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، قد أعلن أن طرفى الصراع اتفقا على تبادل الأسرى، وأكد أن اجتماع الوفدين في السويد خطوة مهمة خاصة أنه جاء بعد فترة من جمود المفاوضات استمرت عامين، ولازال الاتفاق حول فتح المطارات في عدن وصنعاء جاريا حيث يقترح الجانب الحكومي ان تفتش الطائرات من قبل مسئوليين حكوميين ، وفي كل الاحوال فأن ما تم قبل بداية المفاوضات بين وقعت الحكومة اليمنية اتفاقا لتبادل 3500 من الأسرى مع ميليشيات الحوثي ، قبيل بدء محادثات سلام مرتقبة في السويد،ومن ثم وكما اكد المبعوق الاممي  جريفيث أن هذة الجولة من المفاوضات نجحت في بناء جسور الثقة بين الطرفين .