القصة الكاملة لـ"حداد" إمبابة.. ألقى أبناءه الثلاثة في النيل ثم انتحر
حوادث | الوطن
الجمعة ٧ ديسمبر ٢٠١٨
"قبل الحادثة قالي لو معرفتش أديلك فلوسك في الدنيا هقابلك في الآخرة واديهالك"، شهادة صديق الحداد الذي ألقى بأبناءه الثلاثة في مياه النيل بأمبابة ثم انتحر بإلقاء نفسه خلفهم.
انتحار حداد وأبناؤه الثلاثة أمس الخميس
انتحر "حداد"، الخميس، بإلقاء نفسه في نهر النيل، بعدما ألقى أبناءه الثلاثة، حيث عُثر على جثته وأحد أبنائه في مياه النيل بإمبابة، بينما عُثر على جثة ابنته بكامل ملابسها أسفل كوبري الساحل، وتكثف قوات الأمن جهودها للعثور على جثة الابن الثالث.
التحقيقات التي أجرتها نيابة الساحل، كشفت عن تفاصيل الحادث المأساوي.
البداية كانت صباح أمس، بالعثور على جثة فتاة في العقد الثاني من العمر أسفل كوبري الساحل بكامل ملابسها، وحُرر محضر بالواقعة، وأحيل للنيابة وأمرت النيابة، بانتداب الطب الشرعي لبيان سبب وكيفية الوفاة.
وكشفت التحقيقات أن قوات الأمن عثرت منذ ساعات على جثتين، الأولى لرجل في العقد الخامس من عمره، والثانية لشاب في العقد الثاني من عمره، حيث تبين أنهما لأب وابنه، وتبين من بطاقة الرقم القومي للأب أنه حداد ومقيم بمدينة السلام.
وباستدعاء شقيقه تعرف على جثة شقيقه ونجله، كما تعرف على جثة ابنة شقيقه بالطب الشرعي، وأدلى بتفاصيل عن حياة أخوه، أهمها أنّ زوجته هجرت منزل الزوجية منذ عدة سنوات، وأقامت دعوى خلع ضد زوجها المنتحر بسبب مكوثه في المنزل إثر إصابته بعجز بسبب العمل.
بينما أكد صديق الزوج المنتحر، خلال التحقيقات، أن الحداد المنتحر مدين له بمبلغ من المال، وقال "قبل الحادثة قالي لو معرفتش أديلك فلوسك في الدنيا هقابلك في الآخرة واديهالك".
الحالة النفسية لمن يفكر في الانتحار: "اكتئاب سوداوي"
عند تفكير الشخص في الانتحار، هذا يدل على أنه يعاني من اكتئاب شديد لم يتنبه لحالته أحد أو لم يهتم بها المحيطين به، وفقًا لقول الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهر، موضحًا أن إلقائه أبنائه في النيل قبل الانتحار، وفقًا لظروفه الاجتماعية، لأنه يعاني من "الاكتئاب السوداوي".
وأضاف فرويز لـ"الوطن"، أن "الاكتئاب السوداوي"، مرض جيني متوارث من الأب أو الأم، ينشط لدى الفرد في حالة وجود استعداد نفسي داخلي له وعندما تواجهه أي مشكلات حتى وإن كانت بسيطة.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن هذا النوع من الاكتئاب يدخل فيه صاحبه قبل 3 أسابيع على الأقل من الانتحار، مشيرًا إلى أن أعراض المرض تتمثل في الرفض التام للحياة، وقلة النوم لفترات طويلة، والرفض للطعام، وعدم الرغبة في لقاء أي شخص، مضيفًا أن الشخص يبدأ فى الإقلال من الحركة والتفكير المستمر في أشياء سيئة مثل أن يؤذي نفسه أو المقربين منه، وممكن أن يصل به الأمر إلى الانتحار أو يقتل أبناءه أو أمه أو أبوه والسبب أن الشخص يرى الدنيا سوداء.
وأكد أستاذ الطب النفسي، أن أفضل علاج في هذه الحالة أن نبدأ فى إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد على الهدوء والنوم مثل المهدئات، لأنه يحتاج للنوم بكثرة وفي الوقت نفسه تساعد هذه الأدوية في التخلص من الاكتئاب والخروج من الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها، والأفضل إعطاء المريض بعض جلسات الكهرباء والتي بدورها تعيد تنظيم الموجات الكهربائية للمخ ولابد عند استعمالها أن يكون المريض تحت تخدير كامل وان يكون بين الجلسة والأخرى 48 ساعة ولا يزيد عن 8 جلسات مع وجود أفراد مساعدين أثناء إعطاء الجلسة للسيطرة على جسم المريض لأن جسمه ينتفض بشدة.
حوادث مآساوية لآباء وأمهات قتلوا أبنائهم
واقعة حداد إمبابة، تعتبر استكمالًا لسلسلة حوادث قتل الأبناء في 2018، والتي تكررت عدة مرات على مدار العام في أماكن ومناطق ومحافظات مختلفة.
في أغسطس الماضي، شهدت محافظة الدقهلية جريمة بشعة، بعدما قتل أب من قرية "ميت سلسيل"، طفليه بإلقائهما في ترعة "فارسكور"، واعترف بقتلهما بزعم أنه لا يستطيع تلبية متطلباتهم.
وفي الشهر نفسه، استيقظ أهالي محافظة المنيا على واقعة قتل بإحدى قرى مركز المنيا، حيث قامت ربة منزل بإلقاء طفليها في ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها.
وفي سبتمبر، عثر أهالي قرية الرملة ببنها في محافظة القليوبية، على جثث أب وأبنائه الأربعة متعفنة داخل شقتهم، وتبين أن الأب تخلص من أبنائه ثم انتحر بسبب مروره بحالة نفسية سيئة نتيجة تراكم الديون عليه وحرمانه من الميراث وخلافاته الزوجية وترك زوجته الأولى المنزل له.
وفي الشهر نفسه، شهدت مدينة الشروق مذبحةً مفجعة، بعدما ذبح رجل زوجته وأبنائه الأربعة، نتيجة شكه في سلوك زوجته وأنها على علاقة بصديقه، وذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ووضع كل جثة بجوار الرأس المقطوع منها، محاولاً التخلص من صديقه أيضًا لكنه نجا بعدم رده على الهاتف بعد مقتل الزوجة والأبناء، وفقًا لاعترافاته.