الأقباط متحدون - باريس تتحدث عن نفسها: هل تتحول السترات الصفراء الي حركة سياسية تخوض الانتخابات الاوربية القادمة؟
  • ١٠:١٨
  • السبت , ٨ ديسمبر ٢٠١٨
English version

باريس تتحدث عن نفسها: هل تتحول السترات الصفراء الي حركة سياسية تخوض الانتخابات الاوربية القادمة؟

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٨ ديسمبر ٢٠١٨

المظاهرات في فرنسا
المظاهرات في فرنسا

سليمان شفيق
ام هي رفض لدولة الاغنياء ماكرون دولة الاغنياء؟، حدثت الكثير من الخطوات لتغيير النمط الاجتماعي الفرنسي الذي اصبح اكثر ليبرالية من الناحية الاقتصادية ما ادى الى الافقار الرئيس ماكرون فشل سياسيًا وإقتصادياً وفشل في اظهار نفسه رئيساً لكل الفرنسيين وهو يظهر رئيساً للأغنياء فقط، وتحاول السلطة جاهدة تجنيب دخول المهاجرين الى ميدان المعركة وإظهار الحركة الشعبية وكأنها حركة عنصرية ضد المسلمين والعرب والمهاجرين حتى لا يتسنى للمهاجرين المساهمة في الحركة الجماهيرية لأن اندماجهم سيؤدي الى ارتفاع حدة درجة العنف وهذا الأمر تخشاه الدولة الفرنسية.

هناك تشابه لما وقع في سنة 1968 لكن ليست نفس الأجواء ولا نفس المطالب. وهناك مَن يتحدث عن كومونة ثانية ويرفع شعارات الكومونة من سنة 1870 والعودة للثورة الفرنسية الكبرى 1789 ولمبادئها، الصراع اليوم في فرنسا طبقي بامتياز بين سكان الأرياف وسكان المدن الكبرى بين الطبقة الشغيلة والبورحوازية الصغرى والمؤسسات والبنوك المالية الكبرى ،ونحن امام تحولات كبرى وهي ارتدادات أزمة 2008 المالية وانهيار الفكر السياسي الحاكم في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران  قد صرح امس الجمعة أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيلقى خطابا "مطلع الأسبوع المقبل" حول أزمة "السترات الصفراء" التى تشهدها فرنسا، موضحا أنه اختار هذا الموعد لتجنب "صب الزيت على النار" قبل تظاهرات السبت .

ويخيم توتر كبير علي قصر الاليزية ، خوفا من الفصل الرابع من اصحاب السترات الصفراء اليوم السبت ، حيث قام الاف المواطنين بنشر السترات البيضاء في البلكونات والاسطح تضامنا مع الحركة ضد سياسات ماكرون .

كل تلك التساؤلات والارهاصات نحاول الاطلاع عليها في الحوار الهام والذي اجراة حسين سويطي في مجلة" الصنارة"التي صدرت اليوم السبت في الناصرة مع د. عماد الدين الحمروني المحاضر في السوربون والذي قال :

تتجه الأنظار في فرنسا بشكل عام وفي العاصمة باريس بشكل خاص, الى ما ستؤول اليه الأمور اليوم السبت في الحشد التظاهري الذي دعت اليه مجموعة الحراك الشعبي"السترات الصفراء" التي تقود النضال الشعبي ضد موجة الغلاء الي فرضتها حكومة الرئيس ماكرون على الشعب الفرنسي تحت مسمى"قائمة الترند" والتي تشمل في ما تشمل رفع أسعار الوقود ومنتوجاته من المحروقات وما يتبع ذلك من ارتفاع حاد للأسعار, وكان مقررًا بدؤها العام المقبل, وإضطر رئيس الوزراء الفرنسي , إدوارد فيليب, يوم الثلاثاء الماضي, تحت ضغط المظاهرات الشعبية الحاشدة التي عمت فرنسا خلال الأسبوع الماضي, الى إتخاذ قرار تجميد وتعليق هذه الإجراءات لستة أشهر.

وقد تفاعل النشطاء الإجتماعيون مع القرار، حيث اعتبره البعض انتصارًا لحركة "السترات الصفراء"، فيما رأى آخرون موقف الحكومة غير كافٍ وأقل من المستوى، وطالبوا بالمزيد من الإجراءات لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين.

 واعتبر البعض القرار استجابة لمطالب ممثلي الأحزاب السياسية الذين اجتمع بهم رئيس الحكومة قبل اتخاذ القرار، ما يعني محاولة من قبل الحكومة والأحزاب احتواء الأحداث ومنع تدحرجها ، لكن غالبة المرقبين يرون أن هذه الحركة الاحتجاجية الاجتماعية بفرنسا ممكن أن تتحول إلى حركة عصيان مدني اذا لم يتخذ السيد ماكرون إجراءات فعلية تستجيب مع مطاتلب المواطنين وتؤدي ليس للتهدئة فقط بل للدفع نحو تحسين جذري للأوضاع.
 
وكانت البداية مع إعلان الحكومة منتصف الشهر الماضي رفع اسعار البنزين والمحروقات. لكن الخلفية للأزمة تعود الى فترة وصول السيد ساركوزي ومن بعده السيد هولاند الى الحكم حيث شهدت فرنسا تغيرات مهمة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي من تأزيم الأوضاع وسجلت البنوك الكبرى خسائر بالمليارات.

وزادت الأزمة المالية لسنة واضطرت الدولة إلى تعويضها من خلال المال العام والقروض الدولية إضافة لالتزامات فرنسا المالية والاقتصادية نحو الاتحاد الأوروبي.كل هذه التغيرات البنيوية أثرت على المقدرة الشرائية للمواطن الفرنسي خاصة الطبقة المتوسطة وحتى البرجوازية الصغيرة جراء كثرة الضرائب ، أُضيف الى كل هذا , التوجه النيوليبيرالي للرئيس ماكرون وعدم قدرته على التخاطب مع الطبقات الوسطى ودونها ما أضعف ثقة الناس فية .

أن هذه الحركة هي حركة شعبية خالصة او ربما نقول انها شعبوية إذ لا يقف أي حزب خلفها, ورفضت هذه الحركة ان تستولي عليها زعيمة اليمين "لابين " ، او زعيم الاشتراكيين الرئيس السابق هولاند.

ولماذا السترات الصفراء, لأن القانون الفرنسي من سنة 2008 يفرض على السائقين إرتداء السترة الصفراء عاكسة اللون عند خروجهم من سياراتهم على الطرقات في حالة الطوارئ ومن هنا جاء الإسم "السترات الصفراء" على المحتجين الفرنسيين ، لأنهم خرجوا إلى الشوارع مرتدين هذه السترات الخاصة بالرؤية الليلية لسائقي السيارات محتجين بشكل أساسي

ورغم الغاء ماكرون للقرارات تجاوبا مع مطالب الجماهير لمنع استمرار الازمة ، لكني لا اعتقد انه سينجح في ذلك, لأنه لا يستطيع ذلك. كما أنه عاجز عن التفاوض مع هذه الحركة. هو قال عندما كان في الأرجنتين في قمة العشرين وعندما عاد مطلع الأسبوع الى فرنسا انه مستعد ان يفاوض. لكنه لا يجد مع مَن يتفاوض, إذ لا يوجد"

لكني لا اعتقد انه سينجح في ذلك, لأنه لا يستطيع ذلك. كما أنه عاجز عن التفاوض مع هذه الحركة. هو قال عندما كان في الأرجنتين في قمة العشرين وعندما عاد مطلع الأسبوع الى فرنسا انه مستعد ان يفاوض. لكنه لا يجد مع مَن يتفاوض, إذ لا يوجد؟!!

تري الي اين تتجة فرنسا ؟ ننتظر لنري هل تسقط الحكومة ؟ ام سنري ثورة ثالثة بعد الثورة الفرنسية وثورة الطلبة ؟ ام تري ستنشأ جمهورية سادسة ؟