أيقونة الشهيد مارجرجس .. تجسيدا للجهاد الحسن

تحوى كنيستنا القبطية العديد من الأيقونات التى تحمل معانى كثيرة ، منها أيقونة الشهيد العظيم مارجرجس التى بداخلها نجد  الشهيد وهو يرتدى ملابس الجندية ، راكبا على حصان يحمل فى يده حربة يحارب بها التنين وقد انتصر عليه الشهيد ، ، نجد بحرا وبعده تقف فتاة على رأسها إكليل ، وخلفها قصر جميل.. ماذا يعنى هذا وما الذى نتعلمه؟..

 

نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "أيقونة جميلة" حدثنا عما تحمله أيقونة الشهيد مارجرجس من معانى ، موضحا أن كلمة أيقونة هى صورة مدشنة مدهونة بزيت الميرون ، واحتراما لها إنما هو تكريم لصاحبها ولروح الله الذى عمل فيها ، أما عن معنى ما تحتويه أيقونة الشهيد فهى تعنى صورة الصراع بين الخير والشر وقد تعنى أيضا الجهاد للوصول الى الفضيلة والانتصار على الشيطان ، والزهد عن هذا العالم وشهواته من أجل الوصول الى السماء مسكن الأبرار ، أنه تجسيد لقول القديس بولس الرسول "قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعى ، حفظت الإيمان ، وأخيرا قد وضع لى إكليل البر.." . 

 

نتعلم من الأيقونة أن من ينتصر هو الخير والبر وأن الله يمنحنا القوة للانتصار على حروب الشيطان ، لكن علينا بالاستعداد واليقظة الدائمة "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو ، فقاوموه راسخين بالإيمان" ، ويتطلب هذا أن نرتدى ملابس الحرب بشكل دائم وتتمثل الصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس والتوبة ومحاسبة النفس ، كما أن الأيقونة بمثابة وسيلة إيضاح للفضيلة التى تحلى بها القديس ، يراها الناس فيتعلمون منها .

 

علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن أيقونة جميلة تمجد الله أم لا ؟ هب لنا يا الله أن يكون كل منا أيقونة يراها الناس فيتعلمون منها الفضيلة سواء المحبة أو الطهارة أو البشاشة أوالاتضاع .... الخ ، مثلما قال الكتاب "لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" ..