الأقباط متحدون - غرفة العناية المركزة الإلهية
  • ١٨:٢٥
  • السبت , ٨ ديسمبر ٢٠١٨
English version

غرفة العناية المركزة الإلهية

أوليفر

مساحة رأي

٥٣: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ٨ ديسمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

Oliverكتبها
-لا تخف حين يشتد الإلم .حين يهيج البحر و تكاد السفينة أن تنقلب.حين يصبح المسافر جريحاً من اللصوص و لا يستطيع أن يصل إلي أورشليم .حين تطول العبودية لشعب إسرائيل ثم يطول التيه في البرية.حين يضعونك ظلماً في السجن الداخلي و يوقفون أرابع السجن لحراستك و يكون الغد عندهم هو آخر أيامك.حين يموت الولد بعد صوم النبي و تضرعات الأهل و يخشي الخدم أن يخبروا داود لئلا يقتل نفسه.حين تذهب إلي أورشليم لأنها أصبحت عاراً و تحاول منفرداً أن تبني أسوارها.حين تجول تائهاً في البراري و الشقوق و مغاير الأرض و تحسب أن لا أحد هناك. حين تضل بعيداً و أنت مجرد خروف صغير لا يعرف الطريق .حين يلقونك في الجب إنتقاماً من أجل إسمه للأسود الجائعة.لا تخف حين يتضاعف الأتون سبع مرات لأن هذه هي مؤهلات الدخول إلي غرفة العناية المركزية الإلهية
- تصبح تحت عناية المسيح المركزية.مراقبة و متابعة و علاج مجاني.الطبيب و الدواء و التمريض مجاني.كلهم يعبرون عن إهتمام فائق للقائل عيني عليك مهما طال المرض و لو من أول السنة إلي آخرها.طبيبنا لا ييأس و لا يمل و لا يتعب و لا يتكاسل.طبيبنا يبقي أميناً و لو بطلت أمانتنا.لنا طبيب للجسد و النفس و الروح يعرف خبايا كينونتنا الداخلية و عيناه أفضل أشعاع في الوجود .يرسم عظامنا و لها أرقام عنده.يحصي شعور رؤوسنا.عنده ملف كامل بكل التفاصيل لكل مريض يلجأ إليه.طبيبنا يبق ساهراً بالليل و واقفاً بالنهار تحت المطر لا يخش البلل.يبق قارعاً زائراً سائلاً مريضه هل صرت أفضل؟يأتي و عشاءه معه لكي إذا ما نلنا من جسده و دمه نثبت في الحياة الأبدية و لا نموت.

-غرفة العناية المركزية الإلهية لا تذهب إليها إلا محمولاً ليس علي عربة إسعاف بل علي يدين مثقوبتين من أجلك.يأخذك إلي فندقه السماوي.تصبح الشغل الشاغل لملائكته.و عنده الدينارين ينفقهما عليك.فكلمات العهدين القديم و الجديد فيهما شفاء النفس و الروح و الجسد أيضاً.يعيد خلقتك كما أعاد خلقة عينين للمولود أعمي.ليس في غرفة عنايته مستحيل.هو يستطيع كل شيء و يفهم جميع التخصصات و كل أدويته لا آثار جانبية فيها بل كلها للبناء و الشفاء و الفرح.لذا منذ أن تصبح محمولاً مع الخروف الضال إطمئن.لقد صار الشفاء مضموناً و الحياة أكيدة و النتائج كلها مفرحة.أنت في حضن طبيب ليس مثله.

- المسيح يعتني بالجميع لكن البعض يحتاج عناية خاصة. عنده مكان لكل الأعمار و الأجناس و الأحوال بغير تفرقة .عنده مكان خاص للعناية بالمحبوسين و المرضي و الغرباء و المساكين و الفقراء بكل نوع و الذين لا أحد يذكرهم هؤلاء يدخلهم غرفة عنايته التي تتسع لكل ذي حاجة.لا يوجد حجز مسبق و لا تكلفة فكل فندق السامري الصالح مجاني.لا يوجد عجز في الأدوات بل عنده جميع الأدوية المؤدية إلي الحياة.لا يوجد مرض يستعصي عليه أو حالة ميئوس منها.لا يوجد تقصير في الإمكانيات فخزائنه لا تفرغ.لا يوجد محاباة بل حب لكل حالة كأنها الوحيدة.كل هيئة التمريض ملائكة و قديسين.كل الأدوية ذات فعالية.عنده وكلاء يعطون مرضاه الطعام في حينه.يعرف كيف يعيد حتي الموتي إلي الحياة و كيف يزرع جميع الأعضاء بدلاً من تلك التي تلفت. لا ينتظر متبرعين للأعضاء بل يخلقها لك خصيصاً و لو إحتجت كياناً بأكمله يعطك إياه و لا يتأخر.هو ماهر جداً في زراعة الأعضاء.عنده قلوب كثيرة لمن يحتاج قلباً نقياً جديداً و عنده أعين لمن لا يبصر و عنده نعمة تحيي الإرادة لكي نبرأ.

-- في غرفة العناية المركزية تصبح وجهاً لوجه مع المسيح.تسترد النور المفتقد في حياتك.تسترد الرجاء.تمتلأ بالشبع دون تفسير.تصبح راضياً بكل شيء.كل جروحك تعالج البسيط منها و العميق.القديم منها و الحديث. هنا العناية لحظية و ليست فقط يومية.لا توجد قائمة إنتظار.هو متفرغ لك بكل قوته.أنت في أقرب نقطة من المسيح في تلك الغرفة.يأتيك في الليل و يضع شماله تحت رأسك و يمينه تعانقك فتنام سابحاً في السمائيات ثم تصحو كأنك في حلم لا تدر تفسيره.هذه الغرفة مضاءة بالمسيح لا يغيب نورها عن عينيك حتي و إن خرجت منها.

-- إذن لا تشتكي إذا ضاقت بك الأمور جداً فها أنت علي أعتاب هذه الغرفة.لا تنهار من إنتقال الأحباء فهو كما يأخذهم إلي حضنه يضعك أيضاً في حضنه و يعزيك بالسمائيات.لا تئن لأنه هوذا باب مفتوح في السماء خصيصاً لك.الضيقة العظيمة يخترقها كأنها مفتاح غرفة العناية المركزية التي إذ تدخلها لا تعد بعد ضيقة بل أعاجيب إلهية تحيط بك كل الوقت.لا توجد شكوي فالمعاملة سمائية بكل رقة و دقة و جمال.لا يوجد أثر لمشرط الجراح فهو يعصب بعدما يجرح.لا توجد أزمة نفقات فالعمل مجاني و الطبيب متطوع بسبب محبته.

ما أحلاك أيها الطبيب السماوي يسوع المسيح القدوس.السامري اليهودي الذى جاء للأمم أيضاً.رب الكل في كل المحن.في ضيقاتهم تصبح معهم لشفاءهم.في قسوة التجارب تكثر لمساتك المحيية.توقف نزيف الدم في زحام الحياة و تعيد بطرس المنفرد خجلاً منك لأنه أنكرك.تعمل في كل الظروف و في أصعب الظروف لأنه من أجلنا جزت تلك الجلجثة بنجاح.لم يعد شيئاً مستحيلاً بعد قيامتك من الأموات.بل جعلت كل شيء مستطاع للمؤمن و لو كان إيمانه مثل حبة خردل.لهذا نحبك لأنك أحببتنا أولاً

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد