الأقباط متحدون - دماء على كرسى الخلافة
  • ١٦:٥٢
  • الثلاثاء , ١١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

دماء على كرسى الخلافة

مقالات مختارة | خالد منتصر

٢٤: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

حلم الخلافة الملعون هو بذرة الإرهاب ومبرر هستيريا العنف الذى تنشره «داعش» وكل التنظيمات التكفيرية الجهادية الإسلامية، وبدون تفسير ذلك الحلم ومعرفة تفاصيل كوابيسه السوداء لن نحل شفرة تلك الفاشية التى أكلت الأخضر واليابس فى منطقتنا، وامتدت لتكتسح العالم فى موجة إرهاب أسود أساسه كلمة هلامية مطاطة متحفية اسمها «الخلافة»، حول هذا الحلم الملعون يدور كتاب «دماء على كرسى الخلافة» للكاتب على مقلد، الكتاب صغير الحجم عظيم القيمة، يلخص رحلة هذا الوسواس الذى سكن عقل المسلمين وجعل تاريخهم تاريخ صراع مرسوم بالدم والجماجم والأشلاء، تاريخ خلافة مسموماً، يقتل فيه الصحابى رفيق دربه الروحى الصحابى أيضاً، حتى الخليفة نفسه يتآمر على شقيقه، أبناء وأحفاد الصحابة يتقاتلون على عرش أو منصب، هذا الكتاب سيحكى لك عن معركة الجمل التى راح ضحيتها 17 ألف مسلم، وصفين التى أزهقت فيها أرواح سبعين ألفاً، والنهروان أول معركة انتحارية نجا فيها عشرة من الخوارج الذين كان قوامهم ألفاً، سيوف رُفعت من الصحابة على الصحابة بل من مبشَّر بالجنة على مبشَّر آخر بالجنة نفسها!، كيف قاتل عبدالرحمن بن أبى بكر شقيقه محمد بن أبى بكر فى الحرب بين جيش معاوية وعلى؟!،

كيف رفض الأمويون دفن جثة الحسن بجانب جثة جده النبى؟، سيحكى لك الكتاب كيف واجه ابن سعد بن أبى وقاص الحسين فى حرب على هذا الحلم اللعين، ستشاهد تفاصيل موقعة «الحرة» فى المدينة المنورة مهد التسامح والإخاء الإسلامى، ستصدمك أرقام الضحايا، 700 من قراء القرآن ومثلهم من قريش وفض بكارة ألف عذراء وعشرة آلاف من الأطفال والموالى والعبيد والنساء!، ستعرف كيف رد الخليفة يزيد بن عبدالملك الجميل لحليفه المهلب بن أبى صفرة بالقضاء على عائلته، ستتعرف على رحلة تحول الفقيه المحدث الزاهد عبدالملك بن مروان لأكثر خليفة سُفكت فى عهده الدماء، لن تصدق كم التشفى فى قطع كف المختار الثقفى وتعليقها على باب المسجد، وقطع رأس مصعب بن الزبير وشقيقه عبدالله بن الزبير الذى صُلبت جثته أيضاً!، ومن الذى فعل هذا؟، إنه الحجاج الذى كان يعلم الدين فى الطائف!

وبرغم ذلك قتل 30 ألفاً من جيش ابن الأشعث، ستقرأ أموراً أغرب من الخيال عن كيف طُحنت عظام حفيد الحسين بعد حرقه الذى تم بعد صلبه مقطوع الرأس!، لن تنقذك الدولة العباسية من مجازر الدولة الأموية، فستجد البداية هى تناول أبى العباس السفاح الطعام على جثث تسعين أموياً يرتجفون برعشة الموت تحت ثقل السفاح، كيف تخلص خلفاء العباسيين ممن دعموهم وناصروهم من الشيعة وأبناء خراسان، تفاصيل يشيب لهولها الولدان، وبالرغم من ذلك ما زال هناك مغيبون ينادون بالخلافة، الكتاب مشروع لكتاب أكبر وملحمة أكثر تفصيلاً، كل التحية للمؤلف (على مقلد)، الذى ساعدته خلفيته الدينية المستنيرة على كشف هذه الحقائق وفضح تلك الكوارث، الكتاب صدمة كهربائية تحتاجها مجتمعات الشيزوفرينيا.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع