وبكي يسوع
مقالات مختارة | ايمن منير
٤٣:
٠٢
م +02:00 EET
الاربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨
ايمن منير
تكلم الكتاب المقدس عن بكاء الرب يسوع في ثلاث مرات
فنحن بصدد التحدث عن دموع الله
قد يكون الامر صعبا لنا كبشر ان نسمع ونعرف ان الله بكي ... هل الله يبكي ...!؟
ويمكنه ان يزرف دموعاً مثلنا
نعم الله الكلمه المتجسد ... والذي قال عن نفسه من رأني فقد رأي الاب ( اي رأي ذات الله الذي لايستطيع احد ان يرأه في بهائه ويعيش لان الله نور لايضاهيه نور الشمس سبعه في سبعين مره ولا حرارتها ... اي الي ما لانهايه والقياس مع الفارق
فالله حينما خلق الشمس انما لكي يعطي مثالا محدوداً عن نفسه ... فهي مثال واضح لله الواحد المثلث الاقانيم في نورها ... كما قال الرب يسوع انا هوا نور العالم من يتبعني فلا يسير في الظلمه ... وفي حرارتها
لا تطفئو الروح القدس ١تس٩:٥
وفي قرص الشمس نفسه الذي يشير بوضوح الي ذات الله لانه هوا الينبوع او المصدر فاالثلاثه واحد فهي شمس واحده
وليست ثلاثة شموس
كذلك الانسان يشير الي وحدانية الله المثلث الاقانيم ( وكلمة اقنوم تعني كيان
فهناك كيان الكلمه يسوع المسيح النور الحقيقي الذي ينير ظلمة العالم وكيان الروح القدس وكيان الذات ( جسدك اي ذاتك ونفسك وروحك وهم واحد هوا انت
لذلك تجد ان الله خلق اكبر قيمتين بالعالم ليشير الي ذاته فبلا الشمس لا تكون حياة علي الارض كذلك بلا الانسان
فهنا بكي الكلمه المتجسد ( نور العالم )
بكي بطبيعتنا البشريه والتي اخذها من سيدتنا كلنا العذراء مريم حين حل بلاهوته في احشائها وظلت طبيعه واحده ومشيئه واحده لله اقنوم الكلمه المتجسد
بكي يسوع
متي بكي الرب يسوع ...!؟
- دموع الرب يسوع في يوم جمعة ختام الصوم
بكي علي اورشليم وقال مقولته والتي ترددت في معظم البشائر
يااورشليم يااورشليم ياقاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مره اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجه فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خرابا( مت ٣٨،٣٧:٢٣) ( لوقا ٣٥،٣٤:١٣)
- دموع الرب يسوع يوم سبت لعازر
حينما بكي علي لعازر فعندما ذهبوا الي القبر مريم ومرثا اخوة لعازر بالطبع انفجرتا في البكاء فبكي يسوع لدرجة ان بعض الناس الذين تاثروا بهذا المنظر قالوا انظروا كيف كان يحبه ( يو ٣٦:١١) والبعض الاخر قال الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمي ان يجعل هذا ايضا لايموت ( يو ٣٧:١١)
ثم اقام لعازر وقال له لعازر هلم خارجا
وكانت معجزة خلق جسد لعازر وليس اقامته ومنحه الحياه فقط ...!؟ لان لعازر كان له ثلاثة ايام منتقل وكان جسده قد انتن
- دموع الرب يسوع يوم خميس العهد
ثم في يوم خميس العهد وان كانت هذه الدموع لم تذكرها الاناجيل فنحن نعلم ان ماذكر في الانجيل والبشائر عن يوم
خميس العهد هوا ان الرب يسوع في
صلاته كان عرقه ينزل كقطرات الدم "
واذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجه وصار عرقه كقطرات دم نازله علي الارض( لو ٤٤:٢٢) ولكن الذي اشار لدموع السيد المسيح او بكاءه هوا
القديس بولس حيث قال " الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت ، وسمع له
من اجل تقواه ( عب ٧:٥ ) فان بولس الرسول هوا الذي اوضح فوق ماجاء بالبشائر ان الرب في هذه الليله لم يكن فقط عرقه كالدم ولكنه بكي ايضا ...!!
فهل يبكي الله ...!؟
الله في تجسده
كان ناسوتاً كاملاً في بشريته،
وشابهنا في كل شيء!
+ عبارة "بكاء الله" قد ينزعج لها بعض الناس! فهل الله يبكي؟! البكاء من منظور ومفهوم بشري علامة ضعف ...!؟
فهل الله ضعيف ...!؟
+ لذلك نرد بماجاء بااللحن الذي نقوله يوم الجمعه العظيمه
`O monogenyc: "أمونوجينيس" "قدوس يا من أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوه" هو أظهر ضعف ولكنه أقوى من كل قوه.
+ وهذه عبارة القديس بولس عندما قال: "ضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ" (1كو 1: 25).
كلمة "ضعف الله" كلمه نرتجف لها أيضاً! فهل الله ضعيف لكي نقول عنه هذا ...!؟
هو أظهر. ما يظهره الإنسان ككائن بشري . لأنه كما قال القديس بولس: "كَانَ يَنْبَغِي
أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ " (عب 2: 17).
+ لا يمكن أن يكون المسيح إنسانًا كاملًا ناسوتياً وبشرياً ، ولا يبكي! لا يوجد إنسان يعيش دون أن يبكي. مَنْ لا يبكي، ليس بشخص طبيعي ، لكن المسيح إن كان قد اختار أن يتجسد، تجسد حقيقي أي ناسوت كامل، وبشريته كامله، لا بُد أن يشارِكنا البكاء، وإلايكون الامر غير حقيقي!
فحينما نقول دموع الله ذلك لاننا نؤمن ونعي جيداً ان المسيح هوا ربنا والهنا ومخلصنا اي فادينا وهوا خالقنا وهوا كلمة الله المتجسد ...
يسوع المسيح كلمة الله المتجسد شابهنا حتى في ضعفنا وتأثرنا وبكاءنا:
فرحا مع الفرحين وبكاءً مع الباكين
وكما نقول في القداس الالهي شابهنا في كل شئ ماخلا الخطيئة وحدها ... وشاركنا ايضا في الامنا واحزاننا مشاركة الله المحب العطوف المتحنن ... بل انه احتمل اضعاف مايمكن ان يحتمل اي كائن بشري بدون مشاركة اللاهوت له في الالم والا يكون الفداء ناقصا وغير مكتمل وحاشا لله في عدله ان يفعل ذلك
لذلك يقول الكتاب انه فيما هوا جرب يستطيع ان يعين المجربين
+ اراد الرب أن يُوضح الصوره، أنه كإله، كله حب. لا يمكن أن يكون هناك حب، دون ألم، دون دموع ...! لا يكون هناك حب صادق بدون مشاركه ...! فالله يبكي، وكم يبكي الله...! من اجل خطيئتنا تحذيراً ورسالة لنا
وكم رئينا مؤخراً ايقونات وتماثيل للرب تبعث لنا برسائل
+ انما في لاهوته لا علاقة له بالدموع. اللاهوت لا يبكي، ولا يتألم، ولا يموت.
+ ولكن بتجسده صار قابلاً للموت، والألم، والدموع، والجوع، والعطش . أصبح بحكم إنه انسان اخذ طبيعتنا البشريه قابل لكل شئ .
ليكن الرب مع جميعنا