توفير المياه لتنمية جنوب سيناء
بقلم :د.م فكرى نجيب أسعد
من الضرورى قبل تحقيق التنمية فى أى منطقة فى ربوع مصر المختلفة فى صحارى مصر ( سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية ) والظهير الصحراوى للوادى والدلتا وسواحل مصر البحرية والظهير الصحراوى لها خارج عن الشريط الضيق للوادى والدلتا الذى ضاق بسكانه بالعمل على توفير لوازم التنمية الأساسية بها وأهمها المياه والطاقة وتحديد بؤر التنمية الغنية بالموارد الطببيعية التى ستتحول مع الوقت إلى مجتمعات سكانية جديدة ( سياحية – صناعية – زراعية – تجارية – ...الخ ) تستحق أن نعمل على توفير البنية التحتية من طرق وشبكات مياه شرب وصرف وكهرباء ومواصلات ... الخ لتحقيق سبل معيشة كريمة لها .
تعتبر مياه النيل فى بحيرة السد العالى ( بنك مصر المائى ) هى المصدر الرئيسى للمياه العزبة الطبيعية فى مصر حيث يشير الكثيرين بأنها تمثل 97 % من موارد مصر المائية، وأن معظم باقى هذه النسبة قابل للنضب مع الوقت وأن العائد الأقتصادى له ضعيف ولا يمكن الأعتماد عليه وحده فى توفير المياه فى الإستخدامات المائية المختلفة : الزراعة والصناعة والشرب والإستخدامات المنزلية وغيرها .
للعمل على توفير مياه بحيرة السد العالى إلى المناطق المستقبلية الواعدة، فأنه من الضرورى توصيل المياه من بحيرة السد العالى إليها عن طريق أنابيب مياه أو قنوات أو ترع، كالقلب الذى يضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم أو علينا أن نقبل من ليس له بديل وهو تحقيق المزيد من التكدس السكانى بالشريط الضيق للوادى والدلتا. ولتوضيح أهمية توصيل مياه بحيرة السد العالى المصدر الرئيسى للمياه فى مصر إلى ربوع مصر المختلفة بصورة فكاهية قصيرة أشير : بأنه توجه رجل من شمال مصر لآخر من صعيد مصر بسؤال : لماذا يذهب الإنسان إلى زير المياه عندما يعطش ؟ فكانت أجابته لأن الزير لا يأتى إليه ؟ هكذا أيضا علينا أن نعمل بهذه الأجابة من صعيدى ناصح وذلك بمنع سكان مصر بالذهاب إلى زير مصر الكبير وهو بحيرة السد العالى لتغطية أحتياجاتها المائية المختلفة منها وذلك بالعمل على توصيل الزير إلى ربوع مصر المختلفة عبر قتوات إتصال تنقل المياه إليها .
ولتوفير المياه فى جنوب سيناء لتحقيق التنمية بها لإستيعاب جزء من الزيادة السكانية والسكان المهاجرين من الشريط الضيق بالوادى والدلتا، فأنه من الضرورى بمد خط أنبوب مياه من بحيرة السد العالى إلى ساحل البحر الأحمر بحذاء ساحل البحر الأحمر بالصحراء الشرقية وبجنوب سيناء ليتفرع إلى فروع جانبية تربط الساحل ببؤر التنمية بالظهير الصحراوى له لتحقيق التنمية بها. وأن ما أقترحه هنا من مشروع لتوفير المياه اللازمة للتنمية فى ساحل البحر لأحمر والظهير الصحراوى له هو مماثل لخط أنبوب المياه برؤية مشروع ممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية الذى يمتدد من بحيرة السد العالى حتى الساحل الشمالى الغربى بالقرب من العلمين ويتفرع إلى 12 فرع تربط أنبوب المياه الرئيسى ببؤر التنمية بها .
وأرى أنه من الضرورى عند مد خط أنبوب مياه من بحيرة السد العالى إلى ساحل البحر الأحمر ومد أنبوب آخر لمشروع ممر التنمية والتعمير بالصحراء الغربية أيضاَ وهما ضروريتان ، بالعمل على تنمية مواردنا المائية والحفاظ عليها من التلوث بالوادى والدلتا وفقا لخطط خمسية مستقبلية حتى لا يؤثر سحب مياه النيل النقية من بحيرة السد العالى على مياه التنمية بالوادى والدلتا كماَ ونوعاَ خاصة فى الجهات المتطرفة من نهر النيل والترع الرئيسية والفرعية وهو ما سوف أتناوله بمشيئة الله فى بقية المقال : " أزمة فى مياه النيل أسبابها تجسيمها علاجها " الذى سبق وأن تناولت فيه الأسباب وراء أزمة مصر المائية المستقبلية فقط . كما أرى أن تنمية مواردنا المائية والحفاظ عليها من التلوث يتطلب إقامة مؤتمر متخصص لعرض المشاريع اللازمة التى تعمل على تنمية مواردنا لمائية والحفاظ عليها من التلوث، وكذلك المشاريع التى تتطلب توفير مياه لها للعمل بها فى تنسيق وتعاون وفقاَ لأولويات تتحدد على حسب أهميتها وعائدها الأقتصادى .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :