الأقباط متحدون - ماذا سنترك لأولادنا؟
  • ٠٥:٢٢
  • الاثنين , ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

ماذا سنترك لأولادنا؟

مقالات مختارة | فتحية الدخاخني

٤٧: ٠٧ ص +02:00 EET

الاثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨

فتحية الدخاخني
فتحية الدخاخني

ماذا سنترك لأولادنا؟، ما المستقبل الذى ينتظرهم؟، هل سيتمكنون من بناء مستقبلهم فى وطنهم، أم سيقفون على أبواب السفارات فى انتظار فرصة هجرة؟.. أسئلة كثيرة دائما ما تنتهى بها حواراتنا هذه الأيام، وسط مخاوف شديدة من المستقبل، فى ظل ما نشهده من انحدار ثقافى وأخلاقى وقيمى واجتماعى، يجعلنا نتساءل: أين ذهبت مصر التى نعرفها؟، تلك التى نشاهد بعضا منها فى أفلام الأبيض والأسود، فى الأغانى الرائعة كلمات وألحانا، أو فى الصور القديمة التى تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، معلنة حالة من النوستالجيا والحنين إلى زمن ولّى ولم يعد.

لست من المتشائمين، ودائما كنت أرى أن غدا أفضل وأجمل، لكن لا أدرى ما الذى حدث؟، ولماذا أصبحت حالة الحنين للذى مضى تسيطر على جميع حواراتنا فى كل المجالات؟، فما إن نبدأ حديثا عن الفن مثلا، حتى يبدأ سرد نماذج تدل على انهيار المستوى الفنى، ضاربين أمثلة بأغان لا نفهم معناها، وسط مخاوف على الصناعة فى ظل تراجع الإنتاج الدرامى، لينتهى الحوار بأسئلة عن قوة مصر الناعمة التى تراجعت على يد غير المختصين.

والإعلام ليس أفضل حالا، فكونى من هذا المجال، فالحوارات أكثر مرارة، عن إعلاميين أكفاء يجلسون فى منازلهم، عن قنوات تغلق، عن صحف تعانى أزمات مالية، عن صحفيين يشردون تقليلا للنفقات، عن جيل جديد من الإعلاميين والصحفيين لا يدرك معايير المهنة وأخلاقياتها، عن إعلام بلا رؤية ولا خطة ولا هدف، عزف عنه الجمهور، عن مستقبل صناعة كانت، حتى وقت قريب، مكانا تضخ فيه الأموال بغية تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية، فانهارت مهنيا قبل أن تنهار اقتصاديا.

وتتكرر نفس الأسئلة والمخاوف فى كل المجالات، والشارع ليس ببعيد عن هذه الأسئلة والتغيرات، بل هو انعكاس حقيقى لحالة التراجع والانهيار القيمى والأخلاقى، والقبح الذى ينتشر فى المبانى وفى الطرقات، والملابس، وحتى فى اللغة والحوار، وهو ما يجعلنا نتساءل دائما: ماذا حدث للمصريين؟، أين ذهب ذلك الشعب الذى نراه فى الأفلام؟، أو الذى نعايش بقاياه فى بعض الأركان، وكأنهم قلة أوشكت على الانقراض، هل فعلا نحتاج إلى قنبلة تنسف الشعب، لنعيد بناء مصر من جديد؟.

تذكرت هذه الأسئلة والحوارات وأنا أستمع لحديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، والذى طالب فيه المصريين، خاصة الشباب، بالاهتمام بالرياضة، وتجنب زيادة الوزن التى تسبب الأمراض، ودعوته للإعلام أن يراعى أوزان من يظهرون على الشاشة.

دعوة الرئيس لا تعنى الاهتمام بالوزن واللياقة فحسب، بل هى دعوة لثورة ثقافية نحن فى أمس الحاجة إليها، ثورة اجتماعية على العادات المتخلفة، ثورة على القبح والانهيار، وقبل كل ذلك ثورة تضع الكفاءة معيارا للمسؤولية، حتى تستعيد مصر مكانتها، ونضمن نحن مستقبلا أفضل لأولادنا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع