إلى وزير التربية والتعليم.. تبنى «مشروع كتاب ما»
مقالات مختارة | أحمد إبراهيم الشريف
٣٦:
١٠
ص +02:00 EET
الاثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
أحمد إبراهيم الشريف
صار من المسلم به أن أفضل استثمار يمكن أن نقوم به هو ذلك الذى يكون هدفه الإنسان، خاصة الشباب الصغار، لأننا إن نجحنا فى ذلك فسوف يتحول كل شىء إلى الأفضل وستسير الأمة ناحية البناء الحقيقى، خاصة أن الله قد منحنا القدرة على التفكير وطرح أوجه متعددة للاستثمار، ولأننا نستطيع أن نقول للأفكار غير المفيدة إنك غير مفيدة، لذا يجب أن نقول للأفكار الجيدة إنها كذلك، ومن ذلك مشروع «ما» الذى بدأته الهيئة المصرية العامة للكتاب، وستظهر أعداده الأولى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته القريبة التى ينتظرها الجميع بعد أيام معدودة.
كنت قديما أقرأ أن الطلاب فى أمريكا والغرب قبل دخولهم الجامعة يكونون قد قرأوا عددا من الكتب المحددة التى تأخذ من كل علم بطرف بحيث تتشكل لديهم فكرة عامة عن كل شيء، وهذا هو جوهرمشروع «ما» لأنه سوف يقدم هذه الخطوة للطلبة الذين يبدأون حياتهم.
وظهر من المشروع حتى الآن ستة أعمال هى «ما الشعر، وما السينما، وما الاجتماع، وما الموسيقى، وما الفلسفة، ما التاريخ» وقام بها أساتذة فى علومهم يحملون ثقلا وفهما حقيقيا فيما يكتبون عنه، وبالتالى هم لم يستخفوا بالموضوع أو يقدموه والسلام.
المشروع طموح جدًا، ويسعى للإحاطة بكل العلوم الإنسانية والتجريبية، ويريد أن ينتج عشرات العناوين التى حتما سوف تنتج جيلا من المثقفين القادرين على تحقيق أنفسهم، لأن الهدف الحقيقى للمشروع هو أن يعرف طلبة المدارس الثانوية أنفسهم قبل أن يجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام كليات تقدم علوما لا يعرفون عنها شيئا، فيحتارون حيرة كبرى لا يعرفها إلا من مر بها، فهذه المعلومات فى هذه الكتيبات الصغيرة «كتاب جيب» وأسعارها تتراوح بين ثلاثة جنيهات وخمسة جنيهات لكنها تحتوى مادة مفيدة وشاملة.
لذا فإننى أتوجه إلى وزير التربية والتعليم كى يتبنى هذا المشروع ويجعله فكرة أساسية لتثقيف الطلبة، وكل ما عليه أن ينسق مع الهيئة المصرية العامة للكتاب كى توفر له أعدادا من الكتاب يملأ بها مكتبات المدارس، ويشجع الطلبة على قراءة هذه السلسلة.
بدون هذه المشاريع لن نتحرك إلى الأمام بالقدر الكافى الذى نتمناه، ولن نحقق شيئا يذكر، شريطة أن يقوم كل شخص مسؤول بدوره، ومن هنا أتمنى من وزير التربية والتعليم أن يتنبه لذلك.
نقلا عن اليوم السابع