تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر أكوبوف، في "فزغلياد"، حول تنافس القوى العظمى على القارة السوداء، وحتمية تراجع النفوذ الأمريكي هناك.
وجاء في المقال: كرّس بولتون خطابه في اجتماع مركز Heritage Foundation لعرض الاستراتيجية الجديدة للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بإفريقيا. وقد خصص المستشار نصف كلمته القصيرة للحديث عن الصين وروسيا.
في حديثه، كل شيء على ما يرام: الصين، تهدد القاعدة العسكرية الأمريكية، وروسيا تقوم "لمصلحة خاصة" في استخراج الموارد الطبيعية. الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة في العالم التي لديها قيادة إفريقية منفصلة في جيشها، والتي أجرت العديد من العمليات العسكرية بدرجات متفاوتة من الشدة هناك، تشكو من قاعدة صينية صغيرة. الدولة التي قامت بتنظيم عديد الانقلابات في القارة، والتي تتدخل شركاتها الخاصة ووكالاتها الحكومية واستخباراتها وسياسيوها باستمرار في الشؤون الداخلية لجميع الدول الإفريقية تقريبا، ولا تشعر بالحرج من أي ابتزاز أو عقوبات أو تصفيات جسدية، تتهم روسيا بـ "السماح للطغاة أن يبقوا في السلطة "وبتقويض أمن البلدان الإفريقية! والأسوأ، أن الروس والصينيين يعيقون العمليات العسكرية الأمريكية...إنه مسرح العبث.
من الواضح أن إفريقيا، في القرن الحادي والعشرين، ستنمو بسرعة فائقة، ديمغرافيا واقتصاديا. لن تقتصر الصين على الاستفادة من المواد الخام المحلية، إنما ستحصل أيضًا على أرباح كبيرة من استثماراتها في البنية التحتية الإفريقية. وروسيا، سوف توسع وجودها، ليس فقط من خلال تجارة الأسلحة ومشاريع استخراج المواد الخام، إنما ومشاريع أكثر تعقيدا، بما في ذلك بناء محطات الطاقة النووية.
الأمريكيون، لا يريدون أن يفقدوا مواقعهم. لكن لا قيادتهم الإفريقية، ولا أصل رئيسهم السابق الإفريقي، يمكنهما وقف المسار الطبيعي للأشياء. وسوف يؤدي ذلك إلى إخراجهم من إفريقيا السوداء بجهود مشتركة من الأفارقة والصينيين والروس. وسوف يساعد في ذلك الهنود والعرب هناك.
جون بولتون، يعتاش على مخططات قديمة، ظانا أن أمريكا لا يزال بإمكانها دمغ الناس، وترهيبهم. لقد تغير الزمن، فحتى في إفريقيا، ما عادوا يخشون الأمريكيين.